إن وضع النظام الصحي في ليبيا الذي لطالما كان فعالاً بات اليوم في وضع حرج للغاية. فقد أقفلت عدة مستشفيات وأصبح وضع مستشفيات أخرى صعباً بسبب تدميرها أو نقص الطاقم الطبي ذي الخبرة والنقص في الأدوية والمعدات الأساسية وخصوصًآ الأنسولين ومعدات غسيل الكلى.
إن وضع النظام الصحي في ليبيا الذي لطالما كان فعالاً بات اليوم في وضع حرج للغاية. فقد أقفلت عدة مستشفيات وأصبح وضع مستشفيات أخرى صعباً بسبب تدميرها أو نقص الطاقم الطبي ذي الخبرة والنقص في الأدوية والمعدات الأساسية وبخاصة الأنسولين ومعدات غسيل الكلى.
والعديد من المستشفيات في ليبيا كانت توظف الممرضين الأجانب، لكن معظمهم قد غادر جراء الحرب ضد معمّر القذافي في العام 2011 وجراء النزاع المسلح بين النزاع المسلّح بين مؤيدي وأعداء الإسلام السياسي.
ولا يعتبر الوضع الصحي في هذا البلد مفاجئاً في بلد فيه وزيرا صحة تابعان لحكومتين مختلفتين تتنازعان على السلطة. فالحكومة المعترف بها من قبل المجتمع الدولي منفية في طبرق في شرق البلاد فيما تتواجد الحكومة الثانية في طرابلس وتدير المناطق الغربية.
وتقدّم منظمة أطباء بلا حدود إلى هذه المستشفيات التي ما زالت تعمل التبرعات بالأدوية الأساسية. فعلى سبيل المثال قدّمت المنظمة المضادات الحيوية والمسكّنات إلى مستشفى مصراتة في شرق ليبيا. كما تقوم طواقم منظمة أطباء بلا حدود بتدريب الفريق الطبي في قسم المرضى الداخليين وغرف الطوارئ والوحدات الجراحية. الهدف هو تدريب رؤساء الممرضين في كل قسم، لكي يتمكنوا بدورهم من تدريب الممرضين الذين قد تلقوا التدريب لأشهر قليلة لا غير.
وفي المستشفى الحكومي في زوارة الذي يقع بالقرب من الحدود التونسية، يقدّم فريق من منظمة أطباء بلا حدود تدريباً عن الاستجابة للطوارئ وعن العناية المركّزة لتسهيل عملية رعاية الجرحى. فمستشفى زوارة هو المستشفى الوحيد المجهّز لاستقبال لتقديم رعاية الطوارئ. ونتيجة القصف الأميركي والهجمات التي أطلقتها قوات الدولة الإسلامية ليبيا في شهر فبراير/شباط في صبراطة، تمكّن المستشفى من استقبال قرابة خمسة عشر جريحاً.
ليبيا بلد لا ترى فيه الصعوبات مباشرة لكن الاحتياجات كبيرة جداً، وقد لاحظنا أن وضع الرعاية الصحية تدهور منذ أن بدأنا العمل هنا منذ عام واحد.مالك سائم، منسّقة الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود
وفي شرق ليبيا، نواجه المشكلة نفسها وهي نقص الموظفين المدرّبين والنقص في الأدوية في المستشفيات. وفي هذا السياق أفادت منسّقة الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود مليكا سائم: "نقدّم دعماً مشابهاً في المستشفيات التي تستقبل الجرحى".
أمّا في مدينة بنغازي حيث تتواجه القوات الجهادية والجيش الوطني التابع لحكومة طبرق، فتقدّم منظمة أطباء بلا حدود الأدوية لثلاثة مستشفيات. وفي مركز بنغازي الطبي، سينظّم فريق عمل المنظمة تدريباً عن الاستجابة للطوارئ. ونتيجة القتال الذي بدأ في شهر مارس/آذار في مدينة بنغازي، تلقّت مستشفيات المدينة أكثر من مئة جريح. وتم نقل غيرهم من الجرحى إلى مستشفيي المرج والأبيار الواقعين في شرق بنغازي واللذين تتعاون معهما منظمة أطباء بلا حدود.
بالإضافة إلى ذلك، تعاني ليبيا من أزمة نزوح بحيث يهرب الناس من العنف. فبنغازي وحدها تستقبل أكثر من 100,000 نازح. توزّع طواقم منظمة أطباء بلا حدود إلى النازحين المواد الغذائية وتقدّم لهم في عيادة افتتحت في 20 فبراير/شباط استشارات في طب الأطفال وطب النساء والتوليد مع التركيز على طب الأطفال وبتعاون وثيق مع منظمة غير حكومية محلية.
ويظهر النقص في تغطية التطعيم وارتفاع وفيات الأمومة كتداعيات إضافية للأزمة الصحية في ليبيا. لذلك، توفّر المنظمة اللقاحات لمراكز صحية موجودة في المناطق الشرقية والغربية.
لكن رغم تدهور نظام الرعاية بشكل كبير، القليل جداً من المنظمات الإنسانية تتبع خطى منظمة أطباء بلا حدود وتقدّم المساعدة الإنسانية. ورغم موارد ليبيا النفطية التي تجعلها بلداً غنياً، إلّا أنها ليست اليوم كذلك. كما وأن النظام الصحي يعكس حالة البلد: لم تعد المستشفيات في ليبيا مجهّزة بمعدات حديثة بل هذه المعدات نادراً ما باتت تعمل نتيجة عدم صيانتها وتغيير قطعها.
وأضافت سائم إن: "ليبيا بلد لا ترى فيه الصعوبات مباشرة لكن الاحتياجات كبيرة جداً، وقد لاحظنا أن وضع الرعاية الصحية تدهور منذ أن بدأنا العمل هنا منذ عام واحد".