وكانت أطباء بلا حدود قد بدأت أنشطتها في ليتوانيا في سبتمبر/أيلول 2021 بهدف تقديم الدعم الطبي والإنساني للمهاجرين وطالبي اللجوء الذي يعبرون إلى ليتوانيا من بيلاروسيا، إذ بدأت فرقنا بتوفير الرعاية النفسية في تسع نقاط حدودية، حيث كان المهاجرون وطالبو اللجوء محتجزين في ظروف مزرية بعد أن قدموا من بلدان عديدة تشمل العراق وجمهورية الكونغو الديمقراطية وسوريا والكاميرون ونيجيريا وأفغانستان. 

وبدأت فرقنا في يناير/كانون الثاني بتنفيذ استشارات طبية ونفسية استهدفت أولئك الذين جرى نقلهم إلى مراكز تسجيل المهاجرين في كيبارتاي وميدينينكاي، علمًا أن العديد منهم كانوا يعانون من توترات وضغوط مرتبطة بالاحتجاز والقيود المفروضة على الحركة، إلى جانب الشكوك التي تحيط بمستقبلهم وبإجراءات لجوئهم.   

لكننا علّقنا في 6 مايو/أيار أنشطتنا في هذين المركزين، إذ أنّ الشروط التي فرضها حرس الحدود الليتواني على أطباء بلا حدود هيّأت ظروفًا كان من شأنها أن تهدد الأخلاقيات الطبية والمبادئ الإنسانية وبالتالي جودة الرعاية.  

غير أننا صرنا بعد ذلك نقدم الدعم النفسي للمحتجزين الذين يلتمسون مساعداتنا عن بعد، كما بدأنا ننظم جلسات جماعية غير رسمية خارج مراكز تسجيل الأجانب تستهدف أولئك الذين يخضعون لقيود على حرية الحركة. لكن بحلول ديسمبر/كانون الأول، كانت عمليات الصد المستمرة على الحدود قد قللت عدد الأشخاص الذين ينجحون في دخول البلاد وكانت مراكز تسجيل الأجانب شبه خالية، الأمر الذي حدّ كثيرًا من قدرتنا على الوصول إلى مَن هم بحاجة للدعم.   

أما في الجارة لاتفيا، فقد عملت طواقم أطباء بلا حدود في الفترة الممتدة من يوليو/تموز حتى ديسمبر/كانون الأول على دعم المهاجرين وطالبي اللجوء في مركزين لاحتجاز المهاجرين في موسينيكي وداوغافبيلس، حيث أمنت الرعاية النفسية والدعم النفسي الاجتماعي، كما وزعت مستلزمات النظافة الصحية ومواد أخرى على غرار الكتب وألعاب الطاولة والقرطاسية وبعضًا من المعونات المالية. لكن بما أن فرقنا لم تحصل على الإذن بالوصول إلى المرضى دون قيود، فقد واجهنا صعوبات في تأمين الرعاية التي تكفل السرية الطبية وتمتثل للأخلاقيات الطبية، مما دفعنا إلى إقفال أنشطتنا في ليتوانيا ولاتفيا في ديسمبر/كانون الأول.