عقب 11 عامًا من الحرب المستمرة، أصبح 14.6 مليون شخص بحاجة إلى المساعدات الإنسانية في سوريا. وتضم سوريا أكبر عدد من النازحين في العالم إذ يبلغ عددهم 6.9 مليون شخص، معظمهم من النساء والأطفال.
نعمل في سوريا حيثما نستطيع إلى ذلك سبيلاً، إلا أنّ انعدام الأمن المستمر والقيود المفروضة على إمكانية الوصول تحدّ من قدرتنا على تقديم المساعدات الإنسانية التي تتناسب مع الاحتياجات. لم نحصل على الموافقة لطلباتنا المتكررة للسماح لنا بالعمل في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية. لذلك، نعمل فقط في المناطق التي نستطيع التفاوض للحصول على إذن للوصول إليها على غرار شمال غرب وشمال شرق سوريا، حيث ندير وندعم المستشفيات والمراكز الصحية ونقدم الرعاية الصحية في العيادات المتنقلة.
لماذا تعمل أطباء بلا حدود في سوريا؟
نرى أشخاصًا يعانون من سوء الظروف المعيشية في المخيمات ومن نقص المساعدات الإنسانية بشكل عام ونقص في الدعم النفسي والحصول على اللقاحات. يركّز جزء كبير من استجابتنا على دعم المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الأساسية والعيادات المتنقلة في مخيمات النازحين. وتعدّ الإصابات الناجمة عن الحوادث المنزلية أمرًا شائعًا إذ يعود ذلك إلى الظروف المعيشية السيئة في المنطقة، لذلك، ندير وحدة جراحية متخصصة في علاج الجروح الوحيدة في المنطقة للاستجابة لهذا النوع من الإصابات.
بات النظام الصحي الذي كان يؤدي وظيفته على نحو كامل في السابق مدمّراً، إذ تعرضت مئات المرافق الطبية إلى القصف، وقُتل العديد من أفراد الطاقم الطبي أو فرّوا من النزاع، فضلًا عن وجود نقص في الإمدادات. ومع تدفّق أعداد كبيرة من المصابين في حالات الطوارئ، وجدت الطواقم الصحية السورية نفسها مرغمة على ابتكار غرف عمليات والعمل وسط ظروف مروّعة. وخلال العقد الماضي، استجبنا للإصابات الجماعية وحالات الطوارئ الحادة، كما شاهدنا عودة أمراض يمكن الوقاية منها.
يقدَّر عدد النازحين في سوريا بـ 6.9 مليون شخص. ويعيش معظم الأشخاص الذين فروا من العنف في المخيمات أو في ملاجئ مؤقتة أو مع عائلات مضيفة. وقد فاقم عقد من الحرب وجائحة كوفيد-19 والأزمة الإقتصادية الحادة مواطن ضعفهم. كما اضطرّ الأشخاص الذين يعيشون في مخيمات النزوح إلى النزوح عدّة مرات، ويعاني الكثيرون من سوء الظروف المعيشية والصدمات النفسية ومحدودية الوصول إلى الرعاية الصحية. نقدم الرعاية الصحية والدعم النفسي في بعض المخيمات من خلال العيادات المتنقلة كما نقدّم خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية.
مع تصاعد حدة النزاع خلال السنوات الأولى من الحرب في سوريا، ازداد قمع المساعدات الطبية للأشخاص الذين يعيشون في المناطق التي لا تقع تحت سيطرة الحكومة السورية. ففي المناطق التي لم نكن نستطيع الوصول إليها، حاولنا الحفاظ على نظام لدعم المرافق الصحية عن بعد بالإضافة إلى شبكة من المسعفين. وعلى مرّ السنوات، قدّمنا الدعم للشبكات الطبية الموجودة تحت الأرض.
نظرًا لتقلّبات السياق في سوريا، تبقى فرقنا متأهّبة للاستجابة لمختلف حالات الطوارئ التي تتراوح بين الإصابات الجماعية والنزوح وتفشيات الأمراض. وقد نوّعنا أنشطتنا في البلاد عبر السنوات، إذ نقدّم عددًا لا يحصى من الخدمات الطبية التي تتضمّن رعاية الإصابات البالغة وحملات التلقيح ورعاية الأمومة والدعم النفسي. كما نستمر في مراقبة الوضع ونزيد من قدرتنا على الاستجابة عند الضرورة وخصوصًا أثناء حالات الطوارئ أو بعدها لتقليل التداعيات الإنسانية والطبية.