- قٌتل 17 شخصًا على الأقل، من بينهم طفل، خلال هجوم على سوق في منطقة كوستيانتينيفكا.
- عالجت فرق أطباء بلا حدود أكثر من 30 جريحًا، يعاني الكثير منهم من إصابات مهددة للحياة في مستشفى كوستيانتينيفكا.
في أعقاب الانفجار الذي وقع أمس في أحد أسواق كوستيانتينيفكا في منطقة دونتسيك في أوكرانيا، استجابت أطباء بلا حدود للاحتياجات الصحية الملحة للمصابين بفعل الهجوم. وفي مستشفى كوستيانتينيفكا، حيث تدعم أطباء بلا حدود قسم الطوارئ التابع لوزارة الصحة، أُدخل 34 مريضًا، من بينهم 15 يعانون من إصابات تندرج في "الخانة الحمراء" أي التي تتطلب رعاية فورية ومنقذة للحياة.
ويشرح طبيب تخدير أطباء بلا حدود في مستشفى كوستيانتينيفكا، إيليا بيلوكونوف، "استُدعيت إلى المستشفى على نحو عاجل. وعندما وصلنا، رأينا الكثير من الجرحى في الغرف وفي الرواق ومعظمهم مصاب بجروح خطيرة ويعاني من حروق وإصابات ناجمة عن الانفجار. كان الأطباء المتخصصون في علاج الإصابات البليغة مستغرقين في العمل وغرف العمليات ممتلئة. للأسف، يُستهدف المدنيون والبنى التحتية المدنية بكثرة هنا".
وفي المستشفى، نُقل خمسة مرضى إلى غرفة العمليات على الفور للخضوع لجراحات طارئة. ونقلت أطباء بلا حدود أربعة مصابين بحالات حرجة من كوستيانتينيفكا إلى دنيبرو لتلقي العلاج المتخصص.
ومن بين هؤلاء شابة كانت تحتاج إلى تنفس اصطناعي وإلى الرعاية الطبية المستمرة إثر إصابتها بجرح عميق في البطن وإصابة بليغة في الصدر واسترواح الصدر وفقدانها لكميات كبيرة من الدم. وتفيد إينا، وهي والدة المريضة، بأن ابنتها بائعة في السوق وكانت تعمل عندما وقع الهجوم.
طُرحت ابنتي بين سيارتين مدمرتين وكلاهما تحترقان. بدأت بالصراخ. فأسرع المارة إليّ وخلصوا ابنتي.إينا، وهي والدة مريضة تعاني من إصابة حرجة جراء الانفجار
وتضيف، "سمعت صوت صاروخ، ثم دَفع بي عصف الانفجار إلى الوراء. عندما نهضت، هرعت إلى السوق فورًا، إذ شعرت بالخطر في قلبي. طُرحت ابنتي بين سيارتين مدمرتين وكلاهما تحترقان. بدأت بالصراخ. فأسرع المارة إليّ وخلصوا ابنتي".
في كوستيانتينيفكا، أمست الضربات والانفجارات الكثيفة واقعًا شبه يومي في المدينة وضواحيها. تبعد المدينة نحو 20 كيلومترًا عن غرب مدينة باخموت الواقعة على خط المواجهة والتي تشكل بؤرة توتر رئيسية في الحرب. ومع توسع خط القتال، زاد الخطر المحدق بالناس في كوستيانتينيفكا والمناطق المحيطة بها.
وتوضح المرجع الطبي في مشروع أطباء بلا حدود، فيرجينيا مونيتي، "بعد الهجوم الذي وقع أمس في كوستيانتينيفكا، ورد وفاة 17 شخصًا على الأقل جراء الانفجار، من بينهم طفل. استقبل المستشفى أكثر من 30 جريحًا وكان الكثير منهم مصابًا بجروح تهدد حياتهم".
وتضيف، "عمل فريق أطباء بلا حدود مع الكوادر في قسم الطوارئ. فنجحوا في تأمين استقرار المرضى، ونقلت سيارات الإسعاف التابعة لأطباء بلا حدود من يحتاج منهم إلى رعاية أكثر تخصصًا من مستشفى كوستيانتينيفكا. الوضع شاق للغاية، إذ تعمل المستشفيات والكوادر الطبية في ظروف بالغة الصعوبة".
مستشفى كوستيانتينيفكا هو أحد مرافق الرعاية الصحية القليلة التي تستمر في العمل بالقرب من خطوط المواجهة الشرقية. وفي ظل تدمير أو إغلاق مرافق طبية عديدة في البلدات المجاورة واضطرار سكان المنطقة - بما في ذلك الكوادر الطبية - إلى الفرار، صار مستشفى كوستيانتينيفكا يقدم الخدمات للمرضى القادمين من جميع أنحاء المنطقة.
ولكن بسبب القصف شبه المستمر وأصوات الإنذارات المتواصلة، تحولت زيارة الطبيب من ضرورة روتينية إلى قرار يتطلب حسابات دقيقة للمخاطر والموارد. فالكثير ممن بقوا في المنطقة المجاورة هم من كبار السن المصابين بحالات صحية مزمنة. لذلك، ولضمان استمرارية الرعاية، تدير فرق أطباء بلا حدود عيادات متنقلة في القرى القريبة من كوستيانتينيفكا لتوفير خدمات الرعاية الصحية الجسدية والنفسية.
مع استمرار القتال في منطقة دونيتسك، تواصل فرق أطباء بلا حدود دعم نظام الرعاية الصحية، فتستجيب للاحتياجات الهائلة في ظروف قاسية على مقربة من الخطوط الأمامية، وذلك من خلال سد الفجوات التي تسببت فيها الحرب أو فاقمتها.