Skip to main content
Rescue 2 - Rotation 7

مئات الأشخاص يحتاجون إلى ميناء آمن بعد تنفيذ عدة عمليات إنقاذ في وسط البحر الأبيض المتوسط

نفّذت فرق أطباء بلا حدود ست عمليات إنقاذ على مدى ثلاثة أيام أنقذت خلالها 439 شخصًا في وسط البحر الأبيض المتوسط كانوا قد فرّوا من ليبيا بحثًا عن الأمان.

وفي هذا الصدد، تدعو أطباء بلا حدود السلطات الإيطالية إلى توفير ميناء آمن للأشخاص المتواجدين على متن السفينة بعد أن تجاهلت السلطات المالطية ورفضت طلبين بتوفير مكان آمن، إذ تحتاج سفينة جيو بارنتس إلى إنزال جميع الناجين الـ 439 فورًا وبشكل عاجل لكي يتمكنوا من الحصول على المساعدة التي يحتاجونها باحترام وعلى نحو يصون كرامتهم.

وكانت سفينة جيو بارنتس قد بدأت مناوبتها السابعة في وسط البحر الأبيض المتوسط في 14 يناير/كانون الثاني إثر مغادرتها للساحل الإيطالي وإبحارها باتجاه منطقة البحث والإنقاذ الليبية. وبين 19 و21 يناير/كانون الثاني، استجابت فرقنا لعدّة قوارب قد انقلبت أو تحطّمت تحمل على متنها أشخاصًا يواجهون خطر الغرق أثناء عملية الرصد، واستطاعت إحضار جميع الأشخاص على متن سفينة البحث والإنقاذ بأمان.

أجبرنا حراس السجن على الإتصال بعائلاتنا لطلب فدية كما هددونا بالقتل [في حال عدم دفع المال]. إنّ ليبيا تشعرك بالمرض النفسي وليس لديك أدنى فكرة حول كيفية الخروج من ذاك المكان. جيمي*، أحد الناجين من قارب متحطّم على متن سفينة جيو بارنتس

ينحدر الكثير من الناجين الـ 439 على متن سفينة جيو بارنتس من إريتريا وبنغلاديش وباكستان والسودان ومصر، معظمهم من الرجال ومن بينهم 112 قاصرًا، أغلبهم غير مصحوبين بذويهم، بالإضافة إلى 9 نساء وثلاثة أطفال صغار السن، أصغرهم دون سن العام. وقد غادر جميعهم ليبيا وسافروا لساعات معرّضين حياتهم للخطر على متن قوارب غير صالحة للإبحار.

ويقول جيمي* الذي يبلغ عمره 24 عامًا وهو أحد الناجين من قارب متحطّم أحضرته فرق المنظمة على متن سفينة جيو بارنتس بأمان، "حين أمسكني [خفر السواحل الليبي] في المرة الثالثة، أحضرني إلى السجن. وأخبرني [حراس السجن/مركز الاحتجاز] أنّه عليّ أن أدفع المال لأصبح حرًا".

قضى جيمي عامًا ونصف في ليبيا وحاول عبور البحر أربع مرات قبل إنقاذه. ويضيف، "[في مركز الاحتجاز] لم أكن أتناول سوى كسرة واحدة فقط من الخبز في اليوم، وكنا نشرب مياه المراحيض. أجبرونا على الإتصال بعائلاتنا لطلب فدية كما هددونا بالقتل [في حال عدم دفع المال]. إنّ ليبيا تشعرك بالمرض النفسي وليس لديك أدنى فكرة حول كيفية الخروج من ذاك المكان".

قد تؤدّي الظروف المعيشية على متن السفينة إلى زيادة تدهور هذه الأعراض [النفسية والجسدية]، إذ يرتفع مستوى القلق والتوتر بسبب مشاعر عدم اليقين التي تساورهم بشأن مستقبلهم. ولا يسعهم أن يتجاوزوا صدماتهم النفسية إلاّ بعد وصولهم إلى مكان آمن على اليابسة. هاجر سعدالله، الاختصاصية النفسية على متن سفينة جيو بارنتس

قدّمت فرق أطباء بلا حدود الرعاية الطبية والمساعدة النفسية لجميع الأشخاص على متن السفينة. وكان بعض الناجين يحتاجون إلى الرعاية الطبية المتعلّقة بأعراض خفيفة ومتوسطة من انخفاض درجة حرارة الجسم والألم ودوار البحر جراء الأحوال الجوية القاسية خلال الأيام القليلة السابقة، كما يتلقّى بعض الأشخاص علاج سوء التغذية.

وفي هذا الصدد، تقول رئيسة فريق أطباء بلا حدود على متن جيو بارنتس، أليدا سيراتشييري، "لا يشكو الناجون من مشاكل صحية خطيرة، ولكن يعاني الكثير منهم من التداعيات الجسدية والنفسية الناجمة عن الفترة التي قضوها في ليبيا، حيث تعرضوا للعنف الشديد".

وتضيف، "كان أحد الرجال الذين أُحضروا على متن السفينة يعاني من إصابة في رأسه تتطلّب تقطيب جرحه، كما أخبرنا أنّه قد تعرّض إلى الإعتداء من قبل السلطات الليبية. يعاني جميعهم من الإرهاق ويحتاجون إلى مكان آمن للنزول والتعافي والحصول على المساعدة المناسبة".

أنشطة أطباء بلا حدود في وسط البحر الأبيض المتوسط
مئات الناجين على متن سفينة جيو بارنتس ينتظرون ميناءً آمنًا للنزول. وسط البحر الأبيض المتوسط، يناير/كانون الثاني 2022.
Andrea Monrás/MSF

وتقول الاختصاصية النفسية على متن جيو بارنتس، هاجر سعدالله، أنّ الكثير من الأشخاص يعانون من ضائقة نفسية جراء التجارب الصادمة التي مروا بها في ليبيا وعلى طول الطرق التي سلكوها وفي بلدانهم، وأنّ صحّتهم النفسية قد بدأت تتدهور الآن بعد قضائهم عدة أيام على متن السفينة.

فتقول سعدالله، "يشكّل الألم الجسدي النفسي والتفكير المفرط بقلق ومشاكل النوم واسترجاع الذكريات الصادمة والشعور بالضيق العام أكثر الأعراض شيوعًا. وقد تؤدّي الظروف المعيشية على متن السفينة إلى زيادة تدهور هذه الأعراض، إذ يرتفع مستوى القلق والتوتر بسبب مشاعر عدم اليقين التي تساورهم بشأن مستقبلهم. ولا يسعهم أن يتجاوزوا صدماتهم النفسية إلاّ بعد وصولهم إلى مكان آمن على اليابسة".

*تمّ تغيير الاسم للحفاظ على الخصوصية

المقال التالي
موزمبيق
تحديث حول مشروع 18 يوليو/تموز 2022