Skip to main content
Three people found handcuffed, four injured on the Aegean island of Lesvos (MSF)

عمليات صد واعتقال تعسفي وأعمال عنف بحق المهاجرين على جزيرة ليسبوس

  • تدعو أطباء بلا حدود السلطات اليونانية إلى التحقيق في الإفادات التي تبلغ عن مئات المهاجرين المفقودين وللبحث في ادعاءات التهديد والاختطاف وسوء المعاملة.
  • ينبغي على السلطات اليونانية ضمان ظروف استقبال آمنة وكريمة للمهاجرين في لسبوس ووضع حد للاحتجاز التعسفي للوافدين الجدد غير المسجلين.

أثينا، بروكسيل – تعرب أطباء بلا حدود عن قلقها الشديد إزاء التدهور المستمر لوضع اللاجئين والمهاجرين على جزيرة لسبوس اليونانية، استنادًا إلى إفادات وادعاءات متعددة تشير إلى تعرضهم للعنف، كادعاءات بالاختطاف والصد والاحتجاز والحرمان من الغذاء والمأوى. وفي هذا السياق، تدعو أطباء بلا حدود السلطات اليونانية إلى التحقيق في الإفادات التي تبلغ عن مئات المهاجرين المفقودين - الذين يقدّر أنهم تعرضوا للصد قسرًا باتجاه البحر، وإلى توفير ظروف استقبال كريمة وآمنة لمن بقوا على الجزيرة.

إفادات عن مفقودين

تتلقى فرق أطباء بلا حدود على جزيرة لسبوس تنبيهات من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والجهات الفاعلة الأخرى عندما يصل مهاجرون إلى لسبوس ويحتاجون إلى الرعاية الطبية الملحّة. 

وتوضح منسقة مشروع أطباء بلا حدود على جزيرة ليسبوس، نهال عثمان، "منذ أن بدأت أطباء بلا حدود بتوفير الرعاية الطبية الطارئة للوافدين إلى لسبوس على متن قوارب في يونيو/حزيران 2022، لم نتمكن من العثور على نحو 940 شخصًا في المكان الذي أُبلغ عن تواجدهم فيه".

ويشتكي المرضى من الإذلال الذي يعانون منه ومن الإحباط الناجم عن تقليص كميات الطعام. تستعمل الوزارة الطعام كورقة ضغط لإجبار الناس على مغادرة المرفق نهال عثمان، منسقة مشروع أطباء بلا حدود على جزيرة ليسبوس

وأبلغ مرضى كثيرون أطباء بلا حدود عن اعتراض طريقهم بشكل صادم ودفعهم إلى البحر بشكل تعسفي خلال محاولتهم السابقة للوصول إلى اليونان. وتوضح عثمان، "عندما يصلنا تنبيه بوصول أشخاص جدد يحتاجون إلى المساعدة الطبية الطارئة، يستغرقنا العثور عليهم ساعات، أو حتى أيام، إذ يختبئون غالبًا في الغابات". 

ويروي لنا الأشخاص الذين نعثر عليهم أنهم التقوا رجالًا ملثمين يدّعون أنهم أطباء لكسب ثقتهم، أو حتى أنهم موظفون في أطباء بلا حدود بحسب مقال صحيفة نيويورك تايمز مؤخرًا. وتضيف نهال في هذا الصدد، "في حال تأكّدت الادعاءات، فإن ما يحصل غير مقبول واستغلال خطير للمساعدات الإنسانية".

وفي بعض الأحيان، تعثر فرق أطباء بلا حدود في محيط مواقع الاستجابة على مركبات غير معروفة من دون لوحات تسجيل، يقودها غالبًا أفراد مقنعون بلثام أسود. 

هذا وقلّت المساعدة الإنسانية المتاحة للوافدين الجدد بشكل ملحوظ جراء الخوف من التجريم، وقد غدت أطباء بلا حدود الجهة الفاعلة المستقلة الوحيدة التي توفر المساعدة للمهاجرين الذين يصلون إلى لسبوس.

أنشطة أطباء بلا حدود في اليونان
تنظر مريم، اللاجئة الأفغانية، إلى مخيم كارا تيبي حيث قضّت سنتين من حياتها. اليونان، في سبتمبر/أيلول 2021.
MSF

أساليب ردع قاسية في أكبر مخيمات اليونان

يُرسَل المهاجرون وطالبو اللجوء الذين يصلون إلى لسبوس إلى مركزين بالاستناد إلى موقع وصولهم، وهما مافروفوني وميغالا ثيرما. في عام 2023، استقبل مافروفوني، أحد مراكز الوصول المغلقة التي يمولها الاتحاد الأوروبي، ما يصل إلى 2,700 شخص. سُوِّق لمراكز الوصول المغلقة على أنها تحسّن من ظروف المهاجرين المعيشية، لكنها صُممت في الواقع لفرض قيود مشددة على حركتهم وإبقائهم في مرافق تشبه السجون.

وفي 17 مايو/أيار، توقفت السلطات اليونانية عن توفير الطعام للاجئين المعترف بهم والأشخاص المحرومين من الحماية الدولية، وأعلنت عن خطط لطردهم. علاوة على ذلك، يجرَّد أطفال الأسر التي حُرمت من الحماية الدولية من رقم الضمان الاجتماعي الذي يسمح لهم بتلقي اللقاحات الأساسية، ما يعدّ انتهاكًا لحقوقهم.

وفي هذا الصدد، تعلق عثمان، "ارتفعت حدة التوتر في مراكز الوصول المغلَقة. ويشتكي المرضى من الإذلال الذي يعانون منه، إذ يقفون في طوابير لساعات، ومن الإحباط الناجم عن تقليص كميات الطعام. تستعمل الوزارة الطعام كورقة ضغط لإجبار الناس على مغادرة المرفق". 

تندد أطباء بلا حدود باللجوء إلى الحرمان لإجبار الناس على مغادرة المرفق. وتضيف عثمان، "إن تجريد مئات الأشخاص من حقوقهم الأساسية، بما في ذلك قدرتهم على الوصول إلى الطعام والمأوى من دون توفير أي بدائل، يؤدي إلى عواقب وخيمة على صحتهم النفسية والجسدية".

يعبر مخيم ميغالا ثيرما عن المقاربة القاسية وغير الفعالة المعتمدة في مراكز الوصول المغلقة التي تدعمها الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وتموّلها المفوضية الأوروبية. نهال عثمان، منسقة مشروع أطباء بلا حدود على جزيرة ليسبوس

الاحتجاز القسري في مخيم ميغالا ثيرما

أما في ميغالا ثيرما، على الساحل الشمالي لجزيرة لسبوس حيث توفر أطباء بلا حدود الرعاية الصحية منذ عام 2020، فالوضع ينذر بالخطر. فبينما كان المرفق مركز حجرٍ صحي حكومي للمصابين بكوفيد-19، بات يأوي المهاجرين قبل نقلهم إلى مركز الوصول المغلق في مافروفوني.

لا يُسجّل الأشخاص الماكثون في ميغالا ثيرما ويُحتجزون قسرًا لأيام، أو لأسبوعين في بعض الحالات، قبل نقلهم إلى مركز الوصول المغلق في مافروفوني.

يعيش الناس ظروفًا معيشية متردية في ميغالا ثيرما. ويُحتجزون في وحدات سكنية مكتظة للاجئين لا تحتوي على أسرّة، وأحيانًا ما يُحشر 14 شخصًا في وحدة تتسع عادةً لخمسة أشخاص. وتعلق عثمان، "يوضع الجميع، وبينهم الأطفال، مع بعضهم البعض، بصرف النظر عن مَواطن ضعفهم ومن دون أي مراعاة لإجراءات السلامة والحماية".

كما أنّ المرفق معزولٌ، وهو ما يحول بشكل كبير دون وصول الجهات الفاعلة الطبية إليه للاستجابة للطوارئ. وبحسب عثمان، "يزور أطباء المنظمة المرفق مرتين في الأسبوع. وفي حال وقعت حالة طوارئ طبية في يوم آخر، لن يتواجد أي طرف في الموقع للاستجابة، وسيستغرق وصول سيارة الإسعاف إلى المريض أكثر من ساعة".

أنشطة أطباء بلا حدود في اليونان
عيادة أطباء بلا حدود المتنقلة داخل مركز الوصول المغلق والمراقب في زيرفو. اليونان، في سبتمبر/أيلول 2022.
MSF/Evgenia Chorou

وتردف قائلة، "يعبر مخيم ميغالا ثيرما عن المقاربة القاسية وغير الفعالة المعتمدة في مراكز الوصول المغلقة التي تدعمها الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وتموّلها المفوضية الأوروبية. وقد انتقدت أطباء بلا حدود هذه السياسات القاسية ونددت بها بشكل موسع". 

تدعو أطباء بلا حدود السلطات اليونانية والمفوضية الأوروبية إلى:

  • إجراء تحقيق فوري للبحث في ادعاءات التهديد والاختطاف وسوء المعاملة التي يقترفها أشخاص ملثمون غير معروفين يشاركون بشكل ممنهج في عمليات صد اللاجئين ويعرضون حياة الناس للخطر على الأرض وفي البحر. 
  • وضع حد للاحتجاز القسري للوافدين الجدد غير المسجلين في ميغالا ثيرما، وضمان إمكانية وصولهم إلى خدمات التسجيل والتوثيق وتجهيز ظروف استقبال كريمة لهم وضمان توفر الخدمات الأساسية بالقرب منهم. 
  • ضمان جودة الرعاية الطبية وتوفيرها في الوقت المناسب في مرافق الاستقبال، بما في ذلك الرعاية الطبية الطارئة. يجب ألا يحول وضع الأشخاص القانوني دون حصولهم على الخدمات الحيوية والأساسية كالغذاء والمأوى والرعاية الصحية. لا بد من إتاحة وصول الوافدين الجدد الذين يلتمسون الحماية في اليونان إلى الرعاية الصحية وإجراءات الحماية والمساعدة الإنسانية، بما يتماشى مع المبادئ التوجيهية التي يعتمدها الاتحاد الأوروبي لاستقبال الوافدين.

منذ عام 2021 في ساموس وعام 2022 في لسبوس، توفر أطباء بلا حدود الرعاية الطبية الطارئة للوافدين إلى الجزيرتين على متن قوارب. وتشمل أنشطتنا توفير الرعاية الصحية الأساسية وعلاج الأمراض المزمنة والرعاية الصحية الجنسية والإنجابية والرعاية النفسية السريرية للأفراد والمجموعات والرعاية النفسية الطبية، فضلًا عن تأمين مجموعة من خدمات الدعم الاجتماعي والقانوني. هذا وتطلق أنشطة تثقيف صحي وتوعية صحية مع فريق من المرشدين الصحيين داخل العيادات وفي المخيمات والشوارع.
 

المقال التالي
اليونان
بيان صحفي 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2023