لم تختلف هذه السنة عن سابقاتها، فقد كان معظم المرضى الذين عاينتهم فرقنا في منطقة تومبيس التي تحد الإكوادور شمال البلاد من الفنزويليين الذين استقروا هناك بعد رحلة استغرقت أسابيع أو أشهر وكانت في أغلب الأحيان سيرًا على الأقدام، وذلك للهرب من الفقر والاضطرابات وعدم الاستقرار السياسي في بلدهم. تستضيف البيرو ثاني أكبر عدد من المهاجرين واللاجئين الفنزويليين في العالم، إذ زاد عددهم عن 1.5 مليون شخص في نهاية عام 2023.

وقد تعرّض كثيرٌ من مرضانا للعنف خلال رحلتهم، بما في ذلك السرقة والاعتداء الجنسي، ولم يتوفر لهم ما يكفي من الغذاء والماء لفترات طويلة. وما زالوا يعيشون في ظروف متردية تفتقر إلى النظافة في البيرو، ويُحرَمون غالبًا من الرعاية الطبية نظرًا لوضعهم الإداري غير النظامي. تشمل الخدمات التي نديرها في تومبيس الرعاية الصحية العامة والرعاية الجنسية والإنجابية ودعم الصحة النفسية والإحالات الطارئة إلى المستشفيات وعلاج الأمراض المزمنة، علمًا أننا نقدم الخدمات ذاتها للمهاجرين من بلدان أخرى في أمريكا اللاتينية وكذلك للأهالي المحليين.

على صعيد آخر، اجتاحت البلاد في ديسمبر/كانون الأول 2022 احتجاجات سياسية أعقبت عزل الرئيس بيدرو كاستيو وقوبلت برد عنيف من الجيش والشرطة، ما أفضى إلى مقتل العشرات وجرح أكثر من 1,200 شخص. وسارع فريقنا في ليما إلى تنفيذ عمليات طوارئ أكثر من مرة خلال الأشهر التي تلت عزل الرئيس، إذ قدم الإسعافات الأولية والدعم النفسي للمرضى الذين تعرضوا للغاز المسيل للدموع وأصيبوا بطلق الخرطوش أو بكدمات أو بمشاكل نفسية.

وفي أواخر العام، قررنا إنهاء عملياتنا في البيرو في مطلع العام 2024 نظرًا للتحديات المتعلقة بتأمين الموارد وكي يتسنى لنا الاستجابة للتحديات الحادة في مناطق أخرى حول العالم.