أمستردام/بانغي : تتقدم منظمة أطباء بلا حدود بتحية تقدير لذكر الزميل آرسين باسانغانام وهو أحد أفراد طاقم المنظمة المتفانين الذي قتل خلال كمين تعرضت له قافلة تابعة لأطباء بلا حدود في جمهورية أفريقيا الوسطى.
وكان رجال مسلحون قد قاموا في يوم الأربعاء الموافق 18 مايو/أيار بإيقاف فريق تابع للمنظمة كان يستقل سيارتين تتبعان بشكل جليّ للعيان لمنظمة أطباء بلا حدود وتقلان عدداً من أفراد الطاقم والمرضى، وذلك في كوكي على بعد 82 كيلومتراً شمالي بوسانغوا، حيث أجبر المسلحون فريق المنظمة على الخروج من السيارتين وسرقوا ما كان بحوزتهم من مقتنيات وأدوية، كما أطلقوا النار على آرسين وأردوه قتيلاً بعد أن أجبروه وزملاءه على الانبطاح أرضاً لأكثر من 40 دقيقة.
وإزاء هذا قالت رئيسة بعثة أطباء بلا حدود في جمهورية أفريقيا الوسطى ميشيل شوينار: "لقد حطّم فقدان زميلنا المتفاني آرسين قلوبنا، فقد قتل وهو يعمل على إيصال مساعدات طبية من شأنها إنقاذ حياة الناس المقيمين في مجتمعات معزولة تقع في محيط بوسونغوا".
بدأ آرسين العمل سائقاً مع المنظمة في يناير/كانون الثاني 2014 حين كانت الأزمة والقتال في البلاد على أشدهما وكان كثير من سكان بوسونغا يعيشون في مخيمات للنازحين، إلا أنه أراد مساعدة أهله خلال هذه الأزمة رغم المخاطر.
ولد آرسين وعاش في بوسونغا، وكان يعمل منذ سنة 2000 وحتى 2010 سائقاً مع شركات تجارية.
لقد كان آرسين سائقاً ناجحاً وعمل جاهداً للحفاظ على سلامة وأمن طواقمنا، فقد كان يحفظ الطرقات في هذه المنطقة من البلاد عن ظهر قلب كما كان يتحلى بالتفاني والشجاعة والنزاهة والحكمة. كان يمثّل أفراد الطاقم في المنظمة ويعنى بشؤون زملائه ويساعد المنظمة بكافة السبل.
وبالنيابة عن جميع العاملين في منظمة أطباء بلا حدود نتقدم بأحرّ التعازي لأسرة وأصدقاء آرسين.
فارقنا آرسين عن عمر 45 عاماً وترك وراءه 12 ابناً وبنتاً.
هذا وستبقى أنشطة منظمة أطباء بلا حدود في المنطقة معلقة إلى حين حصول المنظمة على الضمانات اللازمة لسلامة طواقمها والقبول الكامل لأنشطتها الطبية والإنسانية. وتنتظر منظمة أطباء بلا حدود أن تقوم الشرطة والسلطات المحلية بإجراء تحقيق كامل ومحاكمة الجناة".
بدأت منظمة أطباء بلا حدود توفير الرعاية الطبية في جمهورية أفريقيا الوسطى سنة 1997 في وقت كانت فيه معدلات الوفيات في بعض المناطق تبلغ خمسة أضعاف عتبة الطوارئ. ومنذ ذلك الحين ولا تزال البلاد في مواجهة حالة طوارئ صحية مزمنة مرّ عليها سنوات طويلة. كما أن الأزمة السياسية وتجدد أعمال العنف التي تعصف بالبلاد منذ عام 2013 قد فاقمت الأوضاع الصحية وأدت إلى إلحاق الضرر والدمار بنحو 72 بالمئة من المرافق الصحية. وكانت منظمة أطباء بلا حدود قد استجابت للأزمة الأخيرة بأن ضاعفت من حجم عملياتها الطبية حيث تدير اليوم 17 مشروعاً في أنحاء البلاد، علماً أن واحداً من أصل كل خمسة أشخاص مؤخراً إما نازح داخل البلاد أو لاجئ في إحدى البلدان المجاورة.