- أدت الفيضانات العارمة في بنتيو في جنوب السودان إلى نزوح آلاف الأشخاص وإلى العيش في ظروف مزرية.
- يعرّض نقص الغذاء والمياه وتدابير الصرف الصحي الناس إلى خطر تفشي الأمراض.
- تحثّ أطباء بلا حدود المنظمات الإنسانية والأمم المتحدة وحكومة جنوب السودان على توسيع نطاق خدمات الغذاء والمياه والصرف الصحي بشكل عاجل.
جوبا/أمستردام - يواجه الناس في بنتيو في شمال جنوب السودان خطر تفشي الأمراض السارية والأمراض المنقولة بالمياه وارتفاع مستوى انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية جراء أسوأ فيضان يضرب البلاد منذ عقود. وقد اضطر 152,000 شخص على الأقل للعيش في ظروف مريعة بسبب فشل المنظمات الإنسانية والسلطات في توسيع نطاق الاستجابة بشكل عاجل. تدعو أطباء بلا حدود المنظمات الإنسانية الأخرى في بنتيو والأمم المتحدة ووزارة الصحة وحكومة جنوب السودان إلى زيادة المساعدات الغذائية وخدمات المياه والصرف الصحي والمأوى والرعاية الصحية.
وفي هذا الصدد، يقول مدير عمليات الاستجابة الطارئة في أطباء بلا حدود، ويل ترنر، "يعرّض بطء الاستجابة الإنسانية وعدم كفايتها حياة الناس للخطر. علمًا أنّ الوضع المأساوي في مخيم بنتيو للنازحين ليس بالظاهرة الجديدة".
ويضيف، "لقد حذّرنا مرارًا ومنذ سنوات من الظروف المزرية، ولكنّ المنظمات والوكالات الأخرى المسؤولة عن خدمات المياه والصرف الصحي في المخيم لم توسّع نطاق أنشطتها ولم تكيّفها بالشكل المناسب. ونواجه الآن وضعًا يتّسم بالشلل على الرغم من الأزمة الحالية، أدى إلى ظروف معيشية مريعة وعرّض الأشخاص الذين يعيشون في مخيم بنتيو وفي أنحاء المخيمات المؤقتة في بلدة بنتيو إلى مخاطر صحية جسيمة".
لا يمكن الاستمرار في إجبار الناس على العيش في ظروف مهينة وتعريضهم إلى خطر الإصابة بالأمراض التي يمكن الوقاية منها... ينبغي على المنظمات والوكالات الأخرى اتخاذ إجراءات عاجلة.ويل ترنر، مدير عمليات الاستجابة الطارئة في أطباء بلا حدود
لقد أثّرت الفيضانات هذا العام على الأشخاص الذين يعيشون في بنتيو بشكل خاص، بالإضافة إلى أكثر من 800,000 شخص في أنحاء البلاد. وقد ارتفع عدد النازحين في مخيم بنتيو (أو ما كان يعرف بموقع حماية المدنيين سابقًا) بنحو 12,000 شخص خلال شهرين فقط، ويؤوي المخيم الآن 120,000 شخص على الأقل.
وقد تخطى مستشفى أطباء بلا حدود في مخيم بنتيو قدرته الاستيعابية مع تدفّق المزيد من المرضى. ويعاني المرضى من الملاريا وعدوى المجرى التنفسي وسوء التغذية، علمًا أنّ معظمهم من الأطفال دون سنّ الخامسة.
ويقول المدير الطبي لحالات الطوارئ، جايكوب غولدبرغ، "نشعر بقلق شديد حيال أزمة سوء التغذية، إذ وصلت مستويات سوء التغذية الشديد الحاد إلى ضعفي العتبة التي حدّدتها منظّمة الصّحة العالمية. كما تضاعف عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الشديد في مستشفانا مرّتين منذ بداية الفيضانات".
لقد أصبحت الظروف المعيشية في مخيم بنتيو مشينة، إذ عطّلت مياه الفيضانات موقع معالجة مياه الصرف الصحي لأسابيع، وأدّى ذلك إلى شبه انعدام المراحيض الصالحة للإستخدام. كما أصبح الناس أكثر عرضة لتفشي العدوى والأمراض المنقولة بالمياه على غرار الإسهال المائي الحاد والكوليرا والملاريا مع تفاقم الظروف المريعة أصلًا مع قدوم المزيد من الأشخاص. وقد وسّعت فرقنا نطاق الأنشطة بشكل سريع، كما أحضرت فريق طوارئ إضافي.
وفي هذا الصدد، يقول ترنر، "يجب تسريع وتيرة الإستجابة الإنسانية بشكل عاجل، إذ مازالت المساعدات الإنسانية داخل مخيم بنتيو وخارجه غير كافية رغم تدفق النازحين في ظل تقليص الحصص الغذائية إلى النصف في وقت سابق من هذا العام".
ويضيف، "ببساطة، لا يمكن الاستمرار في إجبار الناس على العيش في ظروف مهينة وتعريضهم إلى خطر الإصابة بالأمراض التي يمكن الوقاية منها. لذلك، ينبغي على المنظمات والوكالات الأخرى اتخاذ إجراءات عاجلة".
بدأت أطباء بلا حدود العمل في بنتيو عاصمة ولاية يونيتي لأول مرة في عام 2000، حيث قدمت الرعاية الطبية للنازحين الذين فرّوا من العنف والقتال. وفي بلدة بنتيو، تركّز عيادة أطباء بلا حدود على خدمات العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الإجتماعي والصحة الجنسية والإنجابية، بالإضافة إلى أنشطة التوعية الميدانية التي تشمل التوعية الصحية وإشراك المجتمع المحلي.
وتقدّم أطباء بلا حدود خدمات الرعاية الصحية في مخيم بنتيو، الذي يعدّ أكبر مخيم للنازحين في جنوب السودان، منذ إنشائه في عام 2014. تقدّم فرقنا الرعاية الصحية المتخصّصة والخدمات الجراحية وخدمات الطوارئ للكبار والأطفال في مستشفانا بالإضافة إلى فريق توعية ميدانية داخل المخيم. كما تتمتّع فرقنا بالقدرة على تقديم استجابة طارئة في حال تفشّي الأمراض.