بونغاني هو أول مريض يُشفى من السل الرئوي المقاوم للأدوية في سوازيلاند باستخدام نظام علاجي ضمت البيداكويلين، وهو واحد من بين دوائين طورا لمعالجة السل الرئوي في الخمسين عاماً الماضية. كان بونغاني من بين أول مجموعة تتلقى علاج السل الرئوي المقاوم للأدوية، والذي ضم البيداكويلين في مايو/أيار 2015. خلال الأعوام الأربعة الماضية، ورغم متابعة كل الخيارات المتاحة لم يستطع بونغاي التخلص من مرضه.
خلال ثلاثة أشهر من تناول العلاج الجديد، تحولت العينة المخبرية لبونغاني، التي شملت مسحاً مخاطياً لأي أثر للسل الرئوي، إلى "سالب"، مما يعني أنه لم يعد هناك أي بكتيريا سل رئوي. وبقيت نتيجة العينة "سلبيّة" منذ تلك اللحظة وصاعداً، وفي العاشر من مايو/أيار 2017، أكمل بونغاني كل علاجه في صحة جيّدة.
وقبل أن يبدأ بتناول البيداكويلين، عانى بونغاني لمدة أربع سنوات، من بينها 12 شهراً، من الحقن اليوميّة التي لم تؤتي أيّ منها بالنفع. وفي يناير / كانون الثاني 2015، أعلن طبيبه فشل علاجه من السل الرئوي المقاوم للأدوية. وقال، "بدأت علاج السل الرئوي في بداية نوفمبر/تشرين الثاني عام 2011. وبعد أشهر وأشهر ظلت الفحوص تظهر أن لدي بكتيريا السل الرئوي في جسدي. كان فشل العلاج يقلقني كثيراً، لكني بقيت آخذ أدويتي".
وقال، "كان أصعب جزء هو المحافظة على الأمل في موقف لا أمل فيه. كان من المتعب أن أرى آخرين قد بدأوا علاجهم بعدي وأنهوه قبلي. لكن فقداني لأختي بسبب السل الرئوي العام الماضي مدني بقوة إضافية للصراع. وقلتُ لنفسي، عليّ أن أتغلب على هذا المرض، لأجلي ولأجلها".
ثم أردف، "إنني ممتن لكل التطورات الطبيّة. وأظن أن توفير هذه الأدوية الجديدة سيساعد الكثيرين".
منذ عام 2015، بدأت منظمة أطباء بلا حدود والبرنامج المحلي للتحكم في السل الرئوي بمعالجة 132 حالة سل رئوي مقاوم للأدوية بالبيداكويلين (الذي تبرعت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بجزء منه) والديلامانيد، بالإضافة إلى أدوية أخرى للسل الرئوي.
تقدم هذه الأدوية للمرضى، الذين لم تعد لديهم أي خيارات طبية أخرى، أملاً جديداً بالتعافي. وخلال ستة أشهر، استجاب كل المرضى الـ 132 تقريباً بشكل جيد إلى العلاج: ولم يعد بالإمكان ضبط أي بكتيريا سل رئوي في نخامتهم.
أغلب هؤلاء المرضى (85 مريضاً) يتلقون العلاج من منازلهم عبر مستشفى الإحالة لحالات السل الرئوي المقاوم للأدوية في مونيني، أما الـ 47 البقية فتلقوا العلاج في منشآت مانكايني، وماتسافا، ونهالانغانو الصحيّة، كما يحصل المرضى على حصص غذائية وبدل مواصلات لزيارة المنشآت الصحية.
ومع أن أدوية السل الرئوي الجديدة هذه تُبدي نتائج واعدة، إلا أن الوصول إليها في أنحاء العالم لا يزال محدوداً لارتفاع أسعارها، و محدودية التشخيص المناسب للسل الرئوي المقاوم للأدوية، والحواجز التنظيمية التي تمنع التصدير إلى الكثير من الدول.
لكن بالنسبة إلى مرضى كبونغاني، المصابين بالسل الرئوي المقاوم للأدوية، فإن العلاجات الأكثر فعاليّة هي أملهم الوحيد. قال بونغاني بسعادة فائقة، "وأخيراً شفيت من السل الرئوي. لقد كانت سبع سنين طوال ومرهقة، وقد انتهت الآن."
مع 9.4 مليون حالة جديدة و 1.7 مليون حالة وفاة كل عام، يُعد مرض السل الرئوي في أهم أسباب الموت في العالم النامي، وتتركز 85 في المئة من حالاته في آسيا وأفريقيا. لدى سوازيلاند إحدى أعلى معدلات السل الرئوي والسل الرئوي المقاوم للأدوية في العالم، و80 في المئة من المصابين بالسل الرئوي في سوازيلاند هم مصابون بفيروس نقص المناعة البشريّة.
تستخدم منظمة أطباء بلا حدود في سوازيلاند نظم علاج أقصر للسل الرئوي (مدتها 9 أشهر بدل العلاج العادي الذي يأخذ عامين)، وتعطى الأدوية الجديدة للحالات التي يصعب علاجها. هذه الأدوية الجديدة: البيداكويلين والديلامانيد، هي أولى علاجات السل الرئوي الجديد منذ 50 عاماً.
وعدا عن فعاليتها، فإن آثارها الجانبية أقل، ولا تعرض المرضى لخطر الصمم. وفي حين أن هذه الأدوية الجديدة تُظهر نتائج واعدة، إلا أن الوصول إلى أدوية السل الرئوي لا يزال محدوداً في كل أنحاء العالم. وفي أكتوبر/تشرين الأول 2016، قُدر عدد المرضى الذين استطاعوا الحصول على البيداكويلين بـ 5,738 فقط، أما عدد المرضى الذين استطاعوا الحصول على الديلامانيد فكان 405 فقط.