Skip to main content
Nsanje: Treating advanced HIV

شركة "غيلياد" تخلف وعدها بتوفير دواء مُنقذ لحياة المصابين بفيروس نقص المناعة البشري

  • شركة الأدوية الأمريكية غيلياد وعدت بتوسيع توفر دواء –بسعر معقول- يعالج التهاب السحايا الفطري، وهي عدوى مرتبطة ‏بالإصابة بفيروس نقص المناعة البشري
  • بعد انقضاء عام واحد، تم تسجيل الدواء، وهو عقار "أمفوتريسين ب"، في 6 بلدان نامية فقط، لكنّه يبقى باهظ الثمن وغير ‏متوفر أمام من يحتاجونه
  • تناشد منظمة أطباء بلا حدود شركة غيلياد بتسجيل العقار في المزيد من البلدان النامية وتوفيره بالسعر الذي تعهدت به ليقدر ‏المصابون على شرائه

دلهي/جنيف – فشلت شركة الأدوية "غيلياد ساينسز" في الوفاء بوعدها بإتاحة دواء مهم للأشخاص المصابين بعدوى مُهدّدة ‏للحياة ناجمة عن فيروس نقص المناعة البشري. ‏

ويُعتبر عقار أمفوتريسين ب شديد الفعالية عندما يُؤخذ مع عقاقير أخرى لمعالجة التهاب السحايا الفطري الذي يُعدّ ثاني أكبر ‏قاتل للأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشري، بعد السل. والتهاب السحايا الفطري هو عدوى في الدماغ يسفر ‏عنها إذا تُركت

بدون علاج موت مؤلم للأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشري.‏
أعلنت شركة "غيلياد" منذ حوالي عامٍ واحد عن "مبادرة الحصول على العقار" التي تُخفّض في إطارها أسعار عقار أمفوتريسين ‏ب في 116 بلداً نامياً، غير أنّ العقار يبقى حتى الآن غير متاح إلى حدّ كبير. وسجّلت الشركة العقار فقط في ستّة بلدان من ‏أصل 116، وهو رغم ذلك غير متوفر بأسعار ميسورة لمنظّمة أطبّاء بلا حدود وغيرها من الجهات حتى في البلدان حيث تمّ ‏تسجيله.‏

تكلفة العلاج الكامل لالتهاب السحايا الفطري باستعمال 21 قارورة من عقار أمفوتريسين (بالدولار الأميركي):‏

كانت منظّمة الصحة العالمية قد أعطت –قبل تعهد غيلياد المذكور- الأفضلية لهذا العقار على حساب عقار ديوكسيكولات ‏‏(‏AmB‏) يعتبر دون المعايير المثلى وأكثر سُمّية، بما أنّ مزايا السلامة وانخفاض الآثار الجانبية عند تناول أمفوتريسين ب من ‏شأنها أن تُحسّن نتائج العلاج والإدارة في البيئات المنخفضة الموارد حيث تحدث معظم حالات التهاب السحايا الفطري. ومع ‏ذلك، أدركت منظّمة الصحة العالمية أنّ الأسعار المرتفعة والنقص في تسجيل عقار أمفوتريسين ب يشكّلان عقبة رئيسية أمام ‏الأشخاص في البلدان النامية الذين يحتاجون تناوله.‏

نشعر بالاستياء الشديد، فكما يبدو أن إعلان شركة "غيلياد" بتوفير هذا العقار المُنقذ للحياة بسعر "لا يهدف إلى تحقيق الربح" ‏كما زعمت كان مجرّد حيلة للفت انتباه الرأي العام.‏ جيسيكا بوري، صيدلانية مع أطباء بلا حدود

ومع أن شركة "غيلياد" نشرت تعهدها بتخفيض سعر العقار إلى سعر "لا يهدف إلى تحقيق الربح" ويبلغ 16.25 دولار أميركي ‏للقارورة الواحدة في سبتمبر/أيلول 2018، إلا أنّ سعر أمفوتريسين ب ما زال يجعل منه دواءً بعيد المنال في الكثير من ‏البلدان النامية. ‏

فعلى سبيل المثال، في جنوب أفريقيا، يبلغ سعر العقار 200 دولار أميركي للقارورة الواحدة، ما يستلزم أقلّه 4,200 دولار ‏أميركي للعلاج الكامل. وفي الهند، يبلغ سعر العقار 45 دولار أميركي للقارورة الواحدة، ما يستلزم أقلّه 1,000 دولار أميركي ‏للعلاج الكامل. ولا تزال البرامج الوطنية ومقدّمو العلاجات غير قادرين على شراء العقار بالسعر الذي وعدت به الشركة.

Treating HIV and AIDS in Conakry
قارورات عقار ‏ "أمفوتريسين ب‏" هذه تتناولها عايشة (في خلفية الصورة) المصابة بالتهاب السحايا الفطري. التقطت هذه الصورة في مستشفى دونكا في غينياظن مارس/آذار 2018.
Albert Masias/MSF

غيلياد تضع المكاسب المادية فوق إنقاذ حياة الناس

وفي هذه الأثناء، تواصل شركة "غيلياد" كسب مليارات الدولارات سنوياً من مبيعات عقارات فيروس نقص المناعة البشري ‏عالمياً، بحيث وصلت قيمة مبيعات الشركة من عقارات فيروس نقص المناعة البشري إلى 14.6 مليار دولار أميركي في العام ‏‏2018 وحده.‏

وفي هذا السياق، تقول الصيدلانية جيسيكا بوري من "حملة توفير الأدوية الأساسيّة" في منظّمة أطبّاء بلا حدود، "نشعر ‏بالاستياء الشديد فكما يبدو أن إعلان شركة "غيلياد" بتوفير هذا العقار المُنقذ للحياة بسعر "لا يهدف إلى تحقيق الربح" كما ‏زعمت وتسريع تسجيله كان مجرّد حيلة للفت انتباه الرأي العام". ‏

وتُردف قائلةً، "فشلت الشركة في الوفاء بوعدها ببذل المزيد من الجهود للمساعدة في ضمان بقاء الأشخاص المصابين ‏بفيروس نقص المناعة البشري المتأثرين جرّاء هذا المرض المميت على قيد الحياة. من المؤسف أنّ شركة غيلياد تواصل ‏إحراز التقدّم وكسب الربح على حساب حياة الناس. ينبغي على شركة "غيلياد" أن تحترم بشكل عاجل التزامها بإتاحة عقار ‏أمفوتريسين ب لكل فرد بحاجة إليه وتسجيل العقار بسرعة في البلدان التي تتكبّد أعباء كبيرة من فيروس نقص المناعة ‏البشري".‏

وسجّلت شركة "غيلياد" عقار أمفوتريسين ب في بلدان مرتفعة الدخل حيث يتسنى لها فرض أسعار أكثر ارتفاعًا مقابل العقار، ‏بما في ذلك في الولايات المتّحدة الأميركية حيث تمّت الموافقة على استخدام هذا العقار منذ أكثر من 20 عاماً. ومع ذلك، ‏وفي خطوةٍ تتعارض مع إعلان الشركة عام 2018، لم يتم التسريع بتسجيل العقار في جميع البلدان النامية، ولا زال سعره يدرّ ‏الأرباح الطائلة للشركة.‏

من غير المقبول استمرار وفاة الناس بسبب عدم توفر الأدوات في الأماكن حيث يعيش المصابون بهذه العدوى. بسبب ‏تقاعس شركة "غيلياد".‏ الدكتور أميت هارشانا، المنسّق الطبّي مع أطبّاء بلا حدود في الهند

احتكار الأدوية يمنع يعيق توفرها أمام مَن تتوقف حياتهم عليها

وتحتكر شركة "غيلياد" عقار أمفوتريسين ب. ورغم أنّ هذا العقار ما عاد يخضع لبراءة اختراع، إلا أنّ الشركة رفضت ترخيص ‏التكنولوجيا الخاصة بها وأساليب التصنيع لمصنعي الأدوية المكافئة، ما يؤخّر بالتالي توفر المنتجات الأقل تكلفة.‏

ومن جهته، يقول المنسّق الطبّي في منظّمة أطبّاء بلا حدود في الهند، الدكتور أميت هارشانا، "نحن مستاءون جدًا من أنّ ‏الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشري في الهند يستمرون بالمعاناة اليوم من التهاب السحايا الفطري كما كان ‏يحصل خلال ذروة وباء الإيدز العالمية منذ حوالي عقدَين من الزمن، بالرغم من وجود تدابير وقائية وعلاجات فعّالة للعدوى". ‏

ويُتابع قائلاً، "من غير المقبول استمرار وفاة الناس بسبب عدم توفر الأدوات اللازمة للوقاية من التهاب السحايا الفطري ‏ومعالجته في الأماكن حيث يعيش المصابون بهذه العدوى. بسبب تقاعس شركة "غيلياد" عن توفير هذا العقار على نطاق ‏واسع، نحن مجبرون على شراء العقار من السوق الخاصة وسنُجبر على مواصلة القيام بذلك بثلاثة أضعاف السعر الذي ‏أعلنت عنه الشركة العام الماضي".‏

في هذا السياق، تجدر الإشارة إلى أنّ التهاب السحايا الفطري يقتل أكثر من 180,000 شخصٍ سنوياً، يعيش 75 في المئة ‏منهم في جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا. ويؤثّر بشكل خاص على الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشري ‏وذوي جهاز المناعة الضعيف للغاية، ما يتركهم عرضة لمثل هذه العدوى الانتهازية المميتة. وتعالج منظّمة أطبّاء بلا حدود ‏العدوى في إطار جميع برامج فيروس نقص المناعة البشري التابعة لها، بما في ذلك في جمهورية الكونغو الديمقراطية والهند ‏ومالاوي وميانمار وجنوب أفريقيا.‏

يُعتبر التهاب السحايا الفطري ثاني أكبر داء قاتل ناجم عن وباء الإيدز، بعد السل في المستشفيات التي تُديرها أو تدعمها ‏منظّمة أطبّاء بلا حدود التي تُقدّم الرعاية المتخصّصة إلى الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشري في الكثير من ‏البلدان والتي تشمل جمهورية الكونغو الديمقراطية وغينيا والهند وكينيا وملاوي وموزمبيق.‏

وفي بيهار في الهند، توفّر منظّمة أطبّاء بلا حدود إلى جانب السلطات الحكومية الرعاية الشاملة للمرضى الذين يتم إدخلهم ‏إلى المستشفى للحدّ من عدد وفيات الحالات المتقدّمة من فيروس نقص المناعة البشري، بما في ذلك التشخيص ومعالجة ‏العدوى المُهدّدة للحياة مثل السل والتهاب السحايا الفطري.‏

التهاب السحايا الفطري:‏

التهاب السحايا الفطري هو التهاب فطري حادّ في الدماغ والأغشية المحيطة به، يتسبّب بوفاة حوالى 15 في المئة من ‏المصابين بوباء الإيدز حوال العالم، وتستحوذ أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى على ثلاثة أربعاء هذه النسبة. وبالرغم من التقدّم ‏الكبير المحرز خلال العقد الماضي في توسيع نطاق الحصول على العلاج المضاد للفيروسات الرجعية والحدّ من الوفيات ‏الناجمة عن فيروس نقص المناعة البشري، فإنّ حوالى نصف الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشري يحضرون ‏للحصول على رعاية للأشكال المتقدّمة من المرض، في حين يلقى العديد منهم حتفهم من العدوى الانتهازية الناجمة عن ‏فيروس نقص المناعة البشري مثل التهاب السحايا الفطري.‏

المقال التالي
فيروس نقص المناعة البشري/الإيدز
بيان صحفي 8 ديسمبر/كانون الاول 2019