Skip to main content
North Kivu: displaced communities are losing hope as M23 crisis drags on

مئات الآلاف بدون طعام أو مأوى أو رعاية صحية في مقاطعة شمال كيفو

يقول بونسي بيندا، "كانت الأسرة بأكملها تعمل في الحقل عندما بدأ إطلاق النار. وما بقي أمامنا سوى الفرار، فسرنا لمدة ثلاث ساعات إلى رومانجابو تحت المطر. لم نتمكن من العودة إلى المنزل، فغادرنا مع ما كان بحوزتنا ذلك اليوم."

وعندما اقتربت الاشتباكات بين مجموعة إم 23 المسلحة وجيش جمهورية الكونغو الديمقراطية من قريته في يونيو/حزيران، تمكن الأب لثلاثة عشر ولدًا من العثور على ملاذ في مدرسة ابتدائية في حديقة فيرونجا الوطنية في رومانجابو.

190,000 شخص بحاجة إلى المساعدة

اضطر أكثر من 190,000 شخص، تمامًا مثل بونسي، إلى الفرار من منازلهم في منطقتي روتشورو ونيراجونجو اللتين تقعان في مقاطعة شمال كيفو، وذلك نتيجة عودة ظهور مجموعة إم 23 المسلحة والاشتباكات المتقطعة مع جيش جمهورية الكونغو الديمقراطية منذ أواخر مارس/آذار 2022.

بونسي بيندا (اليمين)، نازح في مقاطعة شمال كيفو "ننام في العراء. لكني بنيت هذا الملجأ باستخدام العصي الخشبية. عادة ما نتناول الأوراق المسلوقة من الاثنين إلى الأحد. تستأذن زوجتي مالكي الحقول وتجمع ما يمكن من الأوراق. تتجلى روح المساعدة لأنّ المجتمع يدرك المعاناة التي نعيشها".
North Kivu: displaced communities are losing hope as M23 crisis drags on

تجمّع معظم الناس على طول الطريق الوطني الذي يربط بين روتشورو وغوما، عاصمة شمال كيفو، وغالبًا في مواقع مزدحمة.

ويقول بونسي، ”ننام في العراء. لكني بنيت هذا الملجأ باستخدام العصي الخشبية، وسأستعين بأوراق الموز والأوكالبتوس لتغطيته. وبهذه الطريقة على الأقل، أستطيع حماية أطفالي ولو قليلاً".

عندما وصل هو وعائلته إلى رومانجابو، كانت الفصول الدراسية في المدرسة ممتلئة، ولم يكن لديهم خيار سوى المكوث في الفناء الموجود في الخارج.

تجمعت أكثر من 1,400 عائلة في ملعب روجابو في وسط روتشورو. لذا عملت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين على بناء ملاجئ مجتمعية، ولكن مع ذلك، لا تزال ظروف العيش رديئة، إذ تتشارك نحو 35 عائلة خيمة واحدة مساحتها 18×5 أمتار.

وتقول أغريبيني نمجانيا التي وصلت إلى روتشورو مع ستة من أطفالها العشرة منذ أكثر من أربعة أشهر، "عندما تمطر، تغمر المياه الأرض في الملاجئ ونضطر إلى قضاء الليل والمياه تحاصرنا".

وتضيف والقلق ينتابها، "من المفترض أن يكون قد وصل الآخرون إلى أوغندا الآن ... لم أسمع عنهم شيئًا منذ فرارنا".

ويقول منسق الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود في روتشورو، بينيديكت ليكوك، "يشكّل قرب مواقع النازحين من بعضها البعض، بالإضافة إلى عدم توفر الحمامات والمراحيض، عامل خطر رئيسي لانتشار الأمراض المعدية مثل الحصبة أو الكوليرا".

معدة خاوية

بالإضافة إلى عدم توفر الملاجئ، نجد أيضًا نقصًا في الغذاء. وفي هذا السياق يوضح عبيد مشهابي الذي وجد ملاذًا في ملعب روجابو في نهاية شهر مارس/آذار، "لا نمتلك طعامًا لنأكله. يعطيني أحيانًا بعض الأشخاص الذين أعرفهم من قريتي بعض الطعام الذي جمعوه في الأحياء".

ويضيف بونسي، "عادة ما نتناول الأوراق المسلوقة من الاثنين إلى الأحد. تستأذن زوجتي مالكي الحقول وتجمع ما يمكن من الأوراق. تتجلى روح المساعدة لأنّ المجتمع يدرك المعاناة التي نعيشها لذا يشارك الناس ما يمتلكونه معنا مهما كان ضئيلًا".

North Kivu: displaced communities are losing hope as M23 crisis drags on

ويقول ليكوك، "ينام الأشخاص الذين نعالجهم على معدة خاوية، لذا تشتد الحاجة إلى تكثيف عمليات توزيع المواد الغذائية وإلّا قد يزداد الوضع سوءًا".

في مستشفى الإحالة العام في روتشورو، امتلأت منذ عدة أسابيع الوحدة التي تدعمها منظمة أطباء بلا حدود لمعالجة الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد، حيث بلغ معدل إشغال الأسرّة 140 في المئة. أمّا في المرافق الصحية التي تدعمها فرق أطباء بلا حدود في منطقتي روتشورو ونيراجونجو، غالبًا ما يتجاوز متوسط عدد الاستشارات 100 استشارة في اليوم. وسجّلت أيضًا إصابة معظم المرضى بثلاثة أمراض هي الملاريا والتهابات الجهاز التنفسي والإسهال.

ويضيف ليكوك، "لا يسع فرقنا تقديم المساعدة في كل مكان نظرًا لحجم الاحتياجات الكبير. كما أنّ المرافق الصحية مكتظة وتواجه نقصًا حادًا في الأدوية. لذا لمواجهة هذه الحالة الطارئة، يجب أن يزداد عدد الجهات الفاعلة بما يضمن استفادة الجميع من الرعاية المجانية".

عبيد مشهابي، نازح في مقاطعة شمال كيفو "لا نمتلك طعامًا لنأكله. يعطيني أحيانًا بعض الأشخاص الذين أعرفهم من قريتي بعض الطعام الذي جمعوه في الأحياء. نحصل على الطعام في القرية بفضل الحقول، لكن لا يمكننا العودة بسبب الحرب التي لا تزال مستمرة هناك. ومن المؤكد أن كلّ شيء قد تعفن الآن".
North Kivu: displaced communities are losing hope as M23 crisis drags on

بالإضافة إلى الاحتياجات الملحة، تشكّل العواقب طويلة المدى على المجتمعات المحلية المتضررة مصدر قلق. في الواقع، تعتمد معظمها على الزراعة، لذا فإنّ عدم الوصول إلى الحقول لأسابيع أو حتى أشهر قد يؤدي إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي لدى آلاف الأشخاص في المنطقة.

وفي هذا السياق، يقول عوبيد، "نحصل على الطعام في القرية بفضل الحقول، لكن لا يمكننا العودة بسبب الحرب التي لا تزال مستمرة هناك. ومن المؤكد أن كلّ شيء قد تعفن الآن".

مساعدات إنسانية محدودة

وبينما تستمر الأزمة منذ عدة أشهر، يعبّر أغريبين وبونسي وأوبيد عن أسفهم لعدم تلقي المساعدات الإنسانية حتى الآن. ويقول أغريبين، "لم أتلق أيّ مساعدة غذائية، ولا أحواض، ولا أواني؛ لا شيء". ويضيف بونسي، "لم يأت أحد إلى هنا. ولو تلقينا المساعدة، لما كنا نقف في العراء هكذا".

تواجه المرافق الصحية المكتظة نقصًا حادًا في الأدوية. لذا لمواجهة هذه الحالة الطارئة، يجب أن يزداد عدد الجهات الفاعلة بما يضمن استفادة الجميع من الرعاية المجانية. بينيديكت ليكوك، منسق الطوارئ في روتشورو

أدى اندلاع أعمال العنف مؤخرًا في منطقتي روتشورو ونيراجونجو إلى تفاقم الوضع الإنساني المتردي أصلًا هناك حيث يقدر إجمالي عدد النازحين بنحو 1،6 مليون شخص ينضمون إلى أكثر من 2،5 مليون شخص يحتاجون إلى المساعدة في مقاطعة شمال كيفو اعتبارًا من يونيو/حزيران 2022.

بالنسبة إلى أغريبيني، تضاءل أملها في العودة إلى المنزل مع مرور الأسابيع.

وتقول والإرهاق بادٍ عليها، "لا أعتقد أنّ هناك أمل في العودة إلى المنزل قريبًا، فلم ألحظ أيّ تحسن". ويشارك بونسي شعورها بالإحباط قائلًا، "لماذا ما زالت الحرب مستمرة في مقاطعة شمال كيفو؟ هذه ليست المرة الأولى التي نضطر فيها إلى الفرار. لا أدري كيف يمكن لأولادي أن يكبروا في زمن الحرب".

 

تواصل فرقنا تكييف استجابتها وفقًا لتطور الوضع والاحتياجات. كما ندعم المراكز الصحية في روباري وكالينغيرا ومونيغي وكانياروتشينيا. وأنشأنا عيادتين موقتتين، واحدة في ملعب روجابو في مركز روتشورو والأخرى بجوار مركز رومانجابو الصحي، حيث تجمّع عدد كبير من النازحين. كما عمل منظمة أطباء بلا حدود على بناء المراحيض والحمّامات في عدد من المواقع وتساعد في تحسين إمدادات المياه. وفي مونيغي، على سبيل المثال، توفر فرق أطباء بلا حدود المياه النظيفة يوميًا في أربعة مواقع بالإضافة إلى المركز الصحي، كذلك وزعت الفرق مجموعات أدوات النظافة، بما في ذلك الصابون وصفائح المياه والمناشف الصحية على أكثر من 1,000 أسرة.

كما تقدمّ أطباء بلا حدود المساعدة في منطقة كيسورو في أوغندا للأشخاص الذين فروا عبر الحدود. وتدعم فرقنا مركز بوناجانا الصحي ومستشفى مقاطعة كيسورو. وفي مخيم نياكاباندي الموقت، توفر أطباء بلا حدود الرعاية الصحية الأساسية، كما بنت 20 ملجأً شبه موقت، بالإضافة إلى 50 حمامًا ومرحاضًا.
 

المقال التالي
فيروس نقص المناعة البشري/الإيدز
تحديث حول مشروع 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2022