تواجدت منظمة أطبّاء بلا حدود من عام 1976 حتّى 1984 في بيروت ومدن لبنانية أخرى لمعالجة جرحى الحرب. وعالجت الطواقم كل يوم المرضى المصابين بالشظايا أو الرصاص. كما وقدّمت الرعاية للأشخاص المصابين بحروق ولذوي الأطراف المكسورة.
ولكن المواد والأدوات لم تكن كافية ولا ملائمة للطواقم الطبيّة؛ ولم تتوفر الأشعة السينيّة، ولا المعدات الكهربائيّة، ولا أجهزة التنفس الاصطناعي، إلى جانب غياب إمكانيّة إجراء فحوصات طبيّة شاملة، ومحدوديّة القدرة على نقل الدم.
تعلّمت الطواقم خلال السنوات التسع التي أمضتها في لبنان كيفية توفير الخدمات الطبيّة خلال الحرب لآلاف المرضى الذين عالجتهم. وأنقذ الأطبّاء حياة الناس باستعمال القليل جدًا من المواد والقليل من الدعم الخارجي في سياق تعرّضت فيه الأحياء والمستشفيات للقصف وكانت كل خطوة فيه محفوفة بالمخاطر.
وتواجدت منظمة أطبّاء بلا حدود – في بعض المراحل– في صفوف جميع أطراف النزاع لتعالج المرضى من جميع الانتماءات السياسيّة والدينيّة.
غادرت منظمة أطبّاء بلا حدود لبنان عام 1984 بعد أن أضحى مستحيلًا على الطواقم العمل بأمان.