خلال سنوات الحرب والنزوح، وجد السوريون الفارون من العنف أنفسهم محشورين في محافظة إدلب المكتظة فعلاً بالسكان والمحصورة في الشمال عند الحدود التركية.
كل نزوح ثم توطُّن جديد يلقي بهم في المزيد من المصاعب، كما فاقمت الأزمة الاقتصادية التي ضربت البلد في عام 2020 من وضعهم. ففي غضون أقل من 12 شهراً، فقدت الليرة السورية 150 في المئة من قيمتها مقابل الدولار. هذا بسبب الأزمة في لبنان وانخفاض قيمة الدينار العراقي، إضافة إلى آثار العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة وجائحة كوفيد-19.
ومازالوا حتى الآن معرّضين للغارات الجوية، لا سيما خلال الحملات العسكرية للحكومة السورية، حتى عندما يعيشون في مخيمات للنازحين معرَّفة بشكل واضح. بتاريخ 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، دمَّر صاروخ جزءاً من مخيم قاح الذي أنشئ في عام 2012 ويؤوي 4,000 لاجئ. ووفق مديرية صحة إدلب، قُتل 12 شخصاً، بينهم 8 أطفال، وأصيب 58 آخرين. الكثير من الأسر تحزم أغراضها بعد عدد لا يحصى من المرات وتتجه إلى مخيمات أقرب للحدود التركية. كما تضرر جناح الأمومة في قاح بفعل الهجوم.
الظروف المعيشية كارثية في شمال غرب البلاد. في منطقة يعتمد فيها 2.8 مليون شخص على المساعدات الإنسانية لاحتياجاتهم الأساسية – الغذاء والماء والمأوى والرعاية الصحية والتعليم – يؤثر كل هجوم عسكري وكل أزمة اقتصادية بشكل مباشر في السكان الذين شتتهم عشر سنوات من الحرب ومرات نزوح لا تحصى.
أكثر من 12 مليون شخص، أي أكثر من نصف السكان، قد هجَّرتهم الحرب في سوريا. منهم 5.6 مليون لجؤوا إلى بلدان أخرى، بالدرجة الأولى تركيا ولبنان والأردن وأوروبا.