Skip to main content
 MSF clinic -  Zaatari camp

أطباء بلا حدود تغلق إحدى أكبر بعثاتها في شمال البلاد مع تحسّن إمكانية الحصول على رعاية الأمراض المزمنة

أغلقت منظمة أطباء بلا حدود واحدة من أكبر استجاباتها للاحتياجات الصحية والإنسانية للاجئين السوريين في الأردن. إذ بدأت استجابتنا لأزمة اللاجئين السوريين في الأردن في عام 2013 بافتتاح مستشفى جراحي للطوارئ في الرمثا لعلاج جرحى الحرب الذين عبروا الحدود من جنوب سوريا.

وفي عام 2014، افتتحنا عيادة تقدّم رعاية ما بعد  العمليات الجراحية تضمّ 40 سريرًا في مخيم الزعتري، وهو أكبر مخيم للاجئين في البلاد. ثمّ أدارت فرقنا عيادات متنقلة في الركبان على الحدود الشمالية الشرقية للمملكة تعنى بتوفير الرعاية للأطفال دون سن الخامسة وللنساء الحوامل.

وبعد تقييم احتياجات اللاجئين السوريين في الأردن، قدمنا خدمات علاج الأمراض المزمنة مجانًا للاجئين السوريين والأردنيين الذين يحتاجون إلى الرعاية الصحية في محافظة إربد. كما شكّلت الاستجابة لتفشي جائحة كوفيد-19 جزءًا من استجابة المنظمة، إذ افتتحنا مركزًا لعلاج مرضى كوفيد-19 بسعة 30 سريرًا داخل المخيم عند وصول الجائحة إلى مخيم الزعتري في عام 2020.

فيديو

مشاريع أطباء بلا حدود في الأردن

Mohammad Hijazi/MSF

وفي هذا الصدد، يقول رئيس بعثة أطباء بلا حدود في الأردن، ديفيد كانترو بيريز، "استنادًا إلى الإمكانية المتقدمة بالوصول لعلاج الأمراض المزمنة في الأردن، والذي يشمل أيضًا اللاجئين السوريين، فقد قمنا بإعادة توجيه أولوياتنا. واستندنا على استراتيجية خروج تتضمّن حشد المنظمات الأخرى ووزارة الصحة الأردنية لتولّي العمل الذي كنّا نقوم به".

وعلى مدى السنوات السبع الماضية، قدّم البرنامج المعني بعلاج الأمراض غير السارية الاستشارات الطبية لأكثر من 5,000 مريض. ومن بين هؤلاء المرضى، كان 70 في المئة من اللاجئين السوريين و30 في المئة من الأردنيين الذين يحتاجون إلى الرعاية الصحية.

إذ قدّم البرنامج الرعاية الشاملة للمرضى التي تستند إلى نهج يركز على المريض، وشملت هذه الرعاية علاج أمراض على غرار ارتفاع ضغط الدم والسكري والربو وأمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض الانسداد الرئوي المزمن. ومنذ بداية البرنامج حتى نهاية عام 2021، قدمت فرقنا أكثر من 80,000 استشارة طبية و70,000 جلسة توعية صحية و10,000 جلسة علاج طبيعي و5,000 جلسة دعم نفسي.

أنشطة أطباء بلا حدود في الأردن
مرضى يدخلون عيادة أطباء بلا حدود للأمراض غير السارية في إربد. الأردن، في مارس/آذار 2020.
Mohammed Sanabani/MSF

وتقول منسقة مشروع أطباء بلا حدود في إربد، شمال الأردن، ستيفاني كريستينا ديتمان، "لقد بذلنا قصارى جهدنا لتوفير الرعاية الشاملة لمرضانا. لم يقتصر التركيز على تقديم الاستشارات الطبية، فقد قمنا بدمج الرعاية التمريضية والعلاج الطبيعي ودعم الصحة النفسية مع التركيز بشكل كبير على التوعية الصحية والرعاية الوقائية والرعاية المنزلية".

على مدى السنوات التسع الماضية، عملت نائبة المنسق الطبي في أطباء بلا حدود في الأردن، الدكتورة لونا حمّاد، على افتتاح ستة مشاريع تابعة للمنظمة وإغلاقها. وتقول، "ما زلت أتذكر كل التحديات التي واجهناها والإنجازات التي احتفلنا بها كفريق واحد في منظمة أطباء بلا حدود. لقد كان عملاً ضخمًا أن نحاول تغطية العديد من التطورات المعقدة التي واجهها اللاجئون السوريون في الأردن نتيجة الأزمة. ولكن بلا شك، كان مهمًا جدًا أن نكون قادرين على تقديم الدعم لمرضانا على مدار السنوات الماضية".

لقد كان عملاً ضخمًا أن نحاول تغطية العديد من التطورات المعقدة التي واجهها اللاجئون السوريون في الأردن نتيجة الأزمة. ولكن بلا شك، كان مهمًا جدًا أن نكون قادرين على تقديم الدعم لمرضانا على مدار السنوات الماضية. د. لونا حمّاد، نائبة المنسق الطبي في أطباء بلا حدود في الأردن

وأضافت حمّاد، "إنّ مشاهدة اللحظات التي تم فيها إنقاذ حياة الأشخاص الذين أصيبوا في الحرب السورية قد أثّرت بعمق فيّ شخصيًا. لقد أظهر حقًا تأثير عمل أطباء بلا حدود على تغيير الحياة عندما كانت الحدود مفتوحة ليتزامن ذلك مع تدفق أعداد كبيرة من جرحى الحرب. ففي مستشفانا الجراحي للطوارئ في الرمثا، وعلى مدار أربع سنوات، راجعنا ما لا يقل عن 2,700 مصاب حرب في غرفة الطوارئ، واستقبلنا وعالجنا 1,842 مريضًا، وأجرينا أكثر من 3,700 عملية جراحية كبرى، وأجرينا أكثر من 8,500 جلسة علاج طبيعي وأكثر من 5,900 جلسة دعم نفسي واجتماعي".

ما يزال تأثير الحرب  على الشعب السوري والنظام الصحي في سوريا التي دخلت عامها الحادي عشر من النزاع قائمًا. لذلك، نراقب عن كثب الوضع الصحي للاجئين السوريين في الأردن والبلدان المجاورة، ومازلنا ملتزمين بتوفير الرعاية للاجئين السوريين في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وأثناء تنقلهم.

وفي الوقت نفسه، ستستمرّ فرقنا في التكيف مع السياق المتغير في سوريا وما حولها لمواصلة الاستجابة للاحتياجات الإنسانية والطبية المتزايدة في بلد أنهكته الحرب. كما سنواصل عملنا في الأردن لعلاج جرحى الحرب من كافة أرجاء المنطقة، بمن فيهم السوريون، في مستشفى الجراحة التقويمية في عمّان، والذي يعمل منذ أغسطس/آب 2006.

تعمل أطباء بلا حدود في الأردن منذ عام 2006. وقد مُنحت المنظمة جائزة الملك حسين للقيادة الإنسانية في عام 2004. أمّا في عمّان، فنواصل علاج جرحى الحرب من جميع أنحاء المنطقة في مستشفى الجراحة التقويمية. كما ندير ثلاثة مكاتب إقليمية في عمّان تقدم الدعم العملياتي والمؤسسي لمشاريع المنظمة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وقد قدمت فرقنا تبرعات وأجرت تدريبات لنقابة الأطباء الأردنية.

المقال التالي
ميانمار
تحديث حول مشروع 27 يوليو/تموز 2022