يصادف اليوم مرور ثلاث سنوات على جرائم القتل الوحشية التي تعرّض لها زملاؤنا، ماريا هيرنانديز ماتاس وتيدروس جبريماريام ويوهانس هاليفوم رضا، الذين قُتلوا أثناء تقديم الدعم المنقذ للحياة للمجتمعات المتضررة من النزاع في منطقة تيغراي في إثيوبيا.
خلال هذه الفترة، واصلت أطباء بلا حدود التواصل مع مختلف ممثلي جمهورية إثيوبيا الفيدرالية، وقد أبلغونا في عدّة مناسبات أنّ التحقيق في مقتل زملائنا لا يزال مستمرًا. وبينما ندرك أنّ مثل هذه العملية تتطلّب الدقة والشمولية والوقت، إلّا أنّنا نأمل أن تكون النتائج متاحة قريبًا. ومن المهم ضمان حصول عائلات ماريا وتيدروس ويوهانس على رواية موثوقة وشفافة لما حدث للاعتراف بذكراهم وتكريمها وإنصافها، وللمساعدة في تخفيف آلام عائلاتهم.
ومن المؤسف أنّ الذكرى السنوية لمقتل زملائنا تأتي في وقت تتزايد فيه الهجمات ضد العاملين في مجال المساعدات الإنسانية على مستوى العالم، بما في ذلك في سياقات مثل غزة والسودان. وفي إثيوبيا، قُتل مؤخرًا اثنان من عمال الإغاثة في حادثَيْن منفصلَيْن في 24 مايو/أيار و9 يونيو/حزيران من هذا العام، على غرار عمال آخرين قبلهما خلال السنوات الثلاث التي تلت مقتل ماريا ويوهانس وتيدروس.
يحثّ قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة (رقم 2730)https://undocs.org/Home/Mobile?FinalSymbol=S%2FRes%2F2730(2024)&Language=E&DeviceType=Desktop&LangRequested=False الذي صدر مؤخرًا الدول على إجراء تحقيقات كاملة وسريعة ومحايدة في الانتهاكات المرتكبة ضد العاملين في مجال المساعدات الإنسانية في أراضيها. وسوف يتماشى استكمال التحقيق في مقتل ماريا وتيدروس ويوهانس مع هذه الدعوة. وفي هذا الصدد، نشهد أكثر من أيّ وقت مضى حاجة ملحة لضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن وسريع ودون عوائق إلى الأشخاص الأشد حاجة.