852,600
852,6
546,800
546,8
54,500
54,5
17,800
17,8
9,970
9,97
5,290
5,29
4,010
4,01
دأبت منظمة أطباء بلا حدود على توفير الرعاية المنقذة للحياة في جمهورية إفريقيا الوسطى وسط هجمات وحشية طالت المدنيين وتسببت بمقتل الناس ووقوع عنف جنسي. كما أحرقت قرى بأكملها وتجمعات يقطنها النازحون، مما فاقم الاحتياجات الإنسانية التي كانت في الأساس هائلة.
وكان عدد النازحين بنهاية 2018 قد وصل إلى نحو 650,000 نازح فيما ارتفع عدد اللاجئين الذين حطوا رحالهم في البلدان المجاورة إلى 575,000 لاجئ (بعد أن كان 540,000 في بداية 2018)
وقد بات تأمين الرعاية الصحية والغذاء والماء والمأوى صعباً للغاية جراء النزاع، في حين تضررت قدرتنا على الاستجابة مراراً وتكراراً نتيجةً لغياب الأمن والهجمات التي طالت مرافقنا. لكننا لم نتوقف رغم هذا عن إدارة مشاريعنا التي تخدم الأهالي المحليين والنازحين في ثماني أقاليم وفي العاصمة بانغي، حيث وفرنا الرعاية الصحية الأولية ورعاية الطوارئ ورعاية الأم والطفل ونفذنا عمليات جراحية لعلاج الإصابات البليغة وقدمنا العلاجات للمصابين بالملاريا وفيروس نقص المناعة البشرية والسل.
الاستجابة للعنف المتصاعد
وسعنا في بداية العام برنامجنا القائم في باوا في ظل تحول الاشتباكات العنيفة بين مجموعتين مسلحتين إلى هجمات واسعة وعشوائية طالت المدنيين وتسببت بنزوح 90,000 شخص عن بيوتهم. وعمل فريقنا المتواجد في مدينة باوا التي التجأ إليها أكثر من 75 بالمئة من النازحين على توزيع مياه الشرب النظيفة وتوفير الرعاية الصحية الأولية وإدارة حملات تحصين جماعية وأنشطة مراقبة صحية.
كما تفاقمت الأوضاع في العاصمة بانغي، حيث عملت فرقنا خلال شهري أبريل/نيسان ومايو/أيار على مدار الساعة لتوفير الإسعافات الأولية للجرحى في مركز غبايا دومبايا للأمومة الواقع في منطقة ’بي كي 5‘ وإحالة المرضى الذين يتطلب وضعهم الخضوع لعمليات جراحية إلى مستشفى سيكا، علماً أن طاقم المستشفى كان قد استقبل في الأول من أبريل/نيسان أكثر من 70 ضحية في غضون بضعة ساعات فقط.
وكنا قد عدنا في أبريل/نيسان إلى بانغاسو حيث كنا قد أجبرنا قبل خمسة أشهر من ذلك على تعليق أنشطتنا عقب وقوع عدة حوادث أمنية. وبوجود فريق أصغر يعمل ضمن المستشفى الإقليمي فقد نجحنا في تركيز جهودنا على الرعاية المنقذة للحياة والتي تشمل دعم وحدة العناية المركزة وغرفة الطوارئ وجناح حديثي الولادة. أما في الأقسام التي لم تعد طواقمنا متواجدة فيها فلم نتوقف عن إمدادها بالأدوية وتوفير الدعم المالي والعيني وكذلك التدريب. كما كانت فرقنا تعمل في مواقع سكن النازحين بما في ذلك قرية ندو الواقعة على الحدود مع جمهورية الكونغو الديمقراطية والتي التجأ إليها الكثير من الناس هرباً من العنف سنة 2017.
أما في بامباري فقد خفضنا مؤقتاً عملياتنا في شهر أبريل/نيسان عقب تعرض مرفقنا لأعمال نهب عنيفة. إذ أن المدينة التي كان يشاد بها كونها مثالاً ناجحاً لعملية نزع سلاح طويلة، تحولت مجدداً إلى ساحة قتال، واقتحمت مجموعات مسلحة المستشفى الذي كنا نعمل فيه. لكن المستشفى استعاد كامل طاقته بنهاية يونيو/حزيران، مما سمح لنا باستئناف برامجنا الطبية الشاملة التي تخدم جرحى الحرب والأطفال الجرحى والمصابين بسوء التغذية والنساء الحوامل اللواتي هن بحاجة إلى عمليات جراحية طارئة.
هذا وقد التجأ 10,000 شخص في نوفمبر/تشرين الثاني إلى حرم مستشفى باتانغافو الذي تدعمه منظمة أطباء بلا حدود، وذلك بعد أن أضرم المقاتلون النيران في ثلاثة مواقع سكنية كانت تؤوي النازحين. عندها تعرض المستشفى للتهديد واتهم بإيواء "العدو" في حين أن حواجز الطرق ووجود المقاتلين داخل حرم المستشفى وفي محيطه أعاقت تقديم الخدمات لكل من هم في حاجة إليها.
وهاجمت مجموعة مسلحة بعد بضعة أيام موقعاً للنازحين في ألينداو مما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 100 شخص وفرار أكثر من 20,000 إلى القرى القريبة. واستجابةً لهذا فقد أرسلنا فريقاً لتقييم الاحتياجات الطبية الأكثر إلحالاً. وبالإضافة إلى تسيير عيادات متنقلة وتنفيذ حملات تحصين فقد دعمنا مركز ألينداو الصحي وغرفة الطوارئ في المستشفى، كما نظمنا إحالة المرضى الذين كانت إصابتهم في غاية الشدة إلى بامباري.
التصدي للقاتلين الصامتين: الملاريا وفيروس نقص المناعة البشرية
يؤدي النزاع إلى خلق حواجز إضافية أمام الرعاية الصحية وبالتالي فإنه يفاقم وضع الطوارئ الطبية المزمن الذي يستشري في جمهورية الكونغو الديمقراطية منذ عقود. فلا تزال الملاريا القاتل الرئيسي للأطفال دون سن الخامسة، في حين يشكل فيروس نقص المناعة البشرية/متلازمة نقص المناعة المكتسبة السبب الأول للوفيات بين الباليغن. ولهذا نركز على توفير علاجات هذين المرضين وإتاحتها قدر الإمكان.
وقد عالجنا ما يقرب من 547,000 شخصاً من الملاريا خلال عام 2018 بينهم أكثر من 163,000 في بوسانغوا وبوغويلا لوحدهما.
وبغية تخفيف التحديات التي تواجه المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية فإن المنظمة تدعم المرضى المقيمين في بوسانغوا وبوغويلا وكابو وباتانغافو لتشكيل مجموعات مجتمعية يتناوب أفرادها على استلام إمدادات الأدوية من المرافق الصحية. أما في كارنوت التي قدمنا فيها الرعاية لما مجموعه 1,775 مريضاً بالفيروس خلال 2018 فقد تابعنا عملنا الرامي إلى إلغاء مركزية علاج هذا المرض.
حماية صحة الأم والطفل
أشرفنا على حوالي 9,600 ولادة في بانغي كما قدمنا الرعاية الصحية الجنسية والإنجابية لخفض معدل المرض والوفاة نتيجة للمضاعفات التوليدية وتبعات الإجهاض غير الآمن الذي يعد أهم سبب للوفيات بين النساء اللواتي يأتين إلى مرافق الأمومة التي تدعمها المنظمة في المدينة. هذا وندعم خدمات التخطيط الأسري بعدة طرق تصدياً لمسألة الحمول غير المرغوب بها، حيث نقوم على سبيل المثال بتوفير الواقيات الذكرية وأدوية منع الحمل وعمليات ربط قناة فالوب وخدمات إنهاء الحمل عند الضرورة.
كما تدعم فرقنا حملات التحصين الروتينية وقد نفذت عدة حملات تحصين جماعية خلال 2018. كما قمنا في ظل تقلب الأوضاع باستغلال كل فرصة أتيحت لنا لتحصين الأطفال واتباع إجراءات وقائية أخرى كعلاج الديدان وتوزيع الفيتامينات والناموسيات.
وقد أرسلنا في أكتوبر/تشرين الأول فريقاً إلى مبايكي التابعة لمقاطعة لوباي استجابةً لتفشي جدري القردة، حيث أنشأنا نظاماً للمراقبة وعالجنا عشرات المرضى. وبعد مضي شهر من ذلك، قمنا بالتصدي لتفشي التهاب الكبد E في بوكارانغا التابعة لإقليم أوهام بندي.