967,000
967,
612,700
612,7
69,400
69,4
18,600
18,6
9,700
9,7
4,140
4,14
4,260
4,26
وبالرغم من قلة عدد الهجمات الواسعة التي تطال المدنيين إلا أن آلاف الناس لا يزالون يعيشون في خوف مستمر وهم عرضة للضرب والاغتصاب والقتل ولا تتوفر لديهم خدمات الرعاية الصحية وغيرها من الخدمات الأساسية. وكان عدد النازحين بحلول نهاية عام 2019 قد بلغ 687,000 شخص، في حين ارتفعت أعداد اللاجئين الذين فروا إلى دول الجوار لتصل إلى 592,000 شخص.
هذا وقد أدى غياب الأمن المستشري إلى إعاقة قدرة أطباء بلا حدود مراراً على توفير الرعاية الطبية والاستجابة للاحتياجات الملحة للأشخاص الأكثر حاجة. لكننا لم نتوقف رغم هذا عن إدارة 12 مشروعاً يخدم الأهالي المحليين والنازحين في ستة أقاليم وفي العاصمة بانغي، حيث وفّرنا الرعاية الصحية الأولية ورعاية الطوارئ ورعاية الأم والطفل ونفذنا عمليات جراحية لعلاج الإصابات البليغة وقدمنا الدعم لضحايا العنف الجنسي، إضافةً إلى علاج المصابين بالملاريا وفيروس نقص المناعة البشرية والسل. كما بدأنا عدداً من عمليات الاستجابة الطارئة خلال العام وحافظنا كذلك على المساعدات التي نقدمها للاجئين المتواجدين في ندو في جمهورية الكونغو الديمقراطية والذي أتوا إليها عابرين نهر مبومو قادمين من منطقة بانغاسو في جمهورية إفريقيا الوسطى.
حماية صحة النساء
ركزت فرقنا العاملة في بانغي على تحسين الرعاية الصحية الجنسية والإنجابية بهدف تقليل معدلات الاعتلال والوفاة نتيجة المضاعفات الولادية، إلى جانب علاج تبعات الإجهاض غير الآمن والتي تعد السبب الرئيسي للوفاة بين النساء في مرافق الأمومة التي تدعمها المنظمة في المدينة. وقد أشرفت فرقنا خلال العام على 11,400 ولادة في بانغي. كما دعمنا مرافق صحية جديدة لتأمين خدمات الرعاية الصحية الجنسية والإنجابية، والتي تتضمن خدمات التنظيم الأسري الرامية إلى تجنب الحمول غير المرغوب بها وذلك عن طريق توفير الواقيات الذكرية وحبوب منع الحمل وغيرها من وسائل منع الحمل الخاصة بالنساء، إلى جانب الرعاية الآمنة للإجهاض عند الطلب. إضافة إلى ذلك فقد دعمنا تنظيم لقاءات رفيعة المستوى بهدف إيجاد حلول لتبعات الحمول غير المرغوب بها والإجهاض غير الآمن على وفيات الأمومة.
وبالرغم من تكرار الحوادث الأمنية إلا أن فرقنا استمرت في إدارة خدمات الأمومة وتنفيذ عمليات الجراحة التوليدية الطارئة في مشاريعنا الواقعة في مناطق أخرى من البلاد، بما في ذلك في باتانغافو وكابو وبوسانغوا وبانغاسو.
الرعاية الصحية العامة وطب الأطفال
لا تزال الملاريا السبب الأول لوفاة الأطفال دون سن الخامسة في جمهورية إفريقيا الوسطى وغالباً ما تتفاقم آثارها في ظل الظروف المعيشية المزرية التي تعرضهم لسوء التغذية والأمراض المعدية والحصبة وغيرها من الأمراض التي يمكن الوقاية منها. ويواجه الناس العديد من العقبات التي تحرم أطفالهم من الحصول على رعاية طبية فاعلة وفي الوقت المناسب من أهمّها غياب الأمن ونقص مخزونات الأدوية والمسافات الشاسعة التي تفصل الناس عن مرافق الرعاية الصحية إضافةً إلى تكاليف النقل.
وهنا تستجيب فرقنا على كافة المستويات تصدياً لهذه التحديات في جميع مشاريعنا خارج بانغي.
وتشمل الاستراتيجيات الرامية إلى توفير الرعاية بالقرب من سكن الناس دعم العاملين في مجال الرعاية الصحية المجتمعية كي يكونوا قادرين على فحص وعلاج المرضى الذين يعانون من حالات ملاريا وإسهال بسيطة في قراهم التابعة لبامباري، إضافةً إلى إرسال فرق طبية إلى المناطق التي يصعب الوصول إليها وتجمعات النازحين مثل مخيم ’بي كي 3‘ الواقع في بريا والأبرشية الكاثوليكية في بانغاسو. ويشار إلى أن فرقنا ساعدت خلال عام 2019 أكثر من 50,000 شخصٍ من النازحين والسكان المحليين في المناطق النائية مثل نزاكو في إقليم مبومو، حيث يعاني الناس العالقون هناك منذ ثلاث سنوات في ظل العنف الذي لا يعرف الهوادة.
كما دعمت المنظمة عدداً من المراكز الصحية بإمدادات الأدوية والمعدات وتدريب الطواقم، إلى جانب دعم غرف الطوارئ وأجنحة طب الأطفال، الأمر الذي سمح بتوفير رعاية تخصصية مجانية للأطفال المرضى الذين يعانون من إصابات شديدة. وقد نجحت المستشفيات التي تديرها أو تدعمها المنظمة في قبول 31,300 طفل دون سن الخامسة خلال عام 2019.
هذا وتعد الوقاية من الأمراض خطوةً أساسية في إنقاذ حياة الناس، ولهذا فقد تركزت جهودنا أيضاً على دعم حملات التلقيح الروتينية وواسعة النطاق، وقد أمنت فرقنا العاملة في فاكاغا خلال العام لقاحات الأطفال الواقية من الخناق والكزاز والتهاب الكبد الفيروسي B والسعال الديكي وشلل الأطفال والحصبة، كما نظمت حملتي تحصين متعددة اللقاحات في بومبولو التابعة لمنطقة أوانغو.
جراحة الإصابات البليغة والدعم الشامل لضحايا العنف الجنسي
تعتبر منظمة أطباء بلا حدود المنظمة الرئيسية التي تؤمن الرعاية الطبية والدعم النفسي الاجتماعي لضحايا العنف الجنسي في جمهورية إفريقيا الوسطى، وقد عملنا بالتدريج على إدخال هذه الرعاية ضمن برامجنا في مختلف أرجاء البلاد. ففي العاصمة بانغي تلقى 3,230 ضحية من ضحايا العنف الجنسي الرعاية الطبية والدعم النفسي في قسم العيادات الخارجية التابع لمستشفى سيكا المتخصص في جراحة الإصابات البليغة والذي شيدته أطباء بلا حدود عام 2017. يضم المستشفى 80 سريراً وغرفة للطوارئ وغرفتي عمليات ويقدم خدمات شاملة تشمل الرعاية التالية للجراحة والعلاج الفيزيائي. يشار إلى أن فرقنا العاملة في المستشفى عالجت خلال 2019 ما مجموعه 9,810 مرضى يعانون من إصابات بليغة، وقد كان 80 بالمئة منهم ضحايا لحوادث السير، في حين أن 20 في المئة منهم كانوا ضحايا للعنف الناجم عن الأعيرة النارية وحوادث الطعن.
كما بدأنا مشروعاً جديداً أطلقنا عليه اسم تونغولو، أي النجمة بلغة السانغو، حيث نقدم فيه خدمات رعاية شاملة لضحايا العنف الجنسي، وهي خدمات معدّة خصيصاً للذكور والأطفال والمراهقين، وذلك في أربعة مرافق صحية متواجدة في العاصمة بانغي.
التصدي لفيروس نقص المناعة البشرية والسل
تركز أنشطتنا القائمة في جمهورية إفريقيا الوسطى كذلك على فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز الذي يشكل واحداً من أهم أسباب الوفيات بين البالغين في البلاد التي يعد معدل انتشار الفيروس فيها الأعلى بين بلدان وسط إفريقيا. ولهذا تعمل فرقنا قدر المستطاع على تأمين العلاج في مشاريعنا القائمة في كارنوت وباوا وبوغويلا وكابو وباتانغافو وبوسانغوا. كما بدأنا أنشطة مماثلة في بريا اعتباراً من أكتوبر/تشرين الأول، إضافة إلى مشروعنا الجديد في بانغي الذي يهدف إلى خفض معدلات الاعتلال والوفاة المرتبطة بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز والسل. تقدم فرقنا أيضاً الرعاية والعلاج والتدريب في المستشفى الجامعي وتدعم كذلك عدداً من المرافق الصحية الشريكة.
هذا ولم يمنع توفر التمويل من حرمان أكثر من نصف المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية في جمهورية إفريقيا الوسطى والبالغ عددهم 110,000 مريض، من الحصول على الرعاية. لكن حين استلمت البلاد مخزوناً كبيراً من مضادات الفيروسات في عام 2019، قمنا بتأمين إمدادات الطوارئ لخدمة وزارة الصحة والمرافق الطبية كما حافظنا على استمرار البرامج المنتظمة الساعية لمكافحة الفيروس، حيث تشرف فرقنا العاملة في كارنوت على سبيل المثال على علاج مجموعة مرضى يبلغ عددهم 1,850 مريضاً، وقد بدأ 414 مريضاً بينهم 27 طفلاً بالحصول على مضادات الفيروسات، في حين استقبلت أجنحة مستشفى الطب الداخلي التي تدعمها المنظمة 604 مرضى من البالغين الذين يعاني معظمهم من مراحل متقدمة من الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية والسل.
تعمل فرقنا كذلك مع وزارة الصحة على إنشاء مجموعات مرضى مجتمعية بهدف تخفيف التحديات اليومية التي يواجهها المصابون بالفيروس وتسهيل امتثالهم للعلاج. وهذا يتضمن على سبيل المثال بأن يقوم أعضاء المجموعة بالتناوب على إحضار الأدوية للجميع وبالتالي تقليل عدد المرات التي يتعين فيها على الفرد الذهاب إلى المركز الصحي، علماً أن ثمة أكثر من 60 مجموعة مرضى في كارنوت لوحدها. تلعب هذه المجموعات أيضاً دور أنظمة للدعم النفسي حيث تسمح للناس بالحديث بصراحة عن وضع إصابتهم بفيروس نقص المناعة البشرية، حيث تنعقد الاجتماعات في زيميو في الهواء الطلق تحت أشجار المانجا. كما قررت إحدى المجموعات شراء الدجاج ليس لكونه مصدراً للبروتين فحسب إنما لبيعه وتحصيل عائدات تمكن أفراد المجموعة من تحمل تكاليف النقل إلى المراكز الصحية.
الاستجابة لأعمال العنف وفاشيات الأمراض
دعمت المنظمة طيلة العام عدداً من المراكز الصحية في ألينداو ومينغالا التابعتين لإقليم باس كوتو، حيث يستمر العنف الدائر بين المجموعات المسلحة رغم اتفاق السلام، مجبراً الآلاف على الفرار من بيوتهم. وهناك عالجت فرقنا آلاف الناس من الملاريا كما قدمت اللقاحات للأطفال والنساء الحوامل. نفذت الفرق كذلك أعمال تقييم لمعرفة الاحتياجات الغذائية، وتبرعت أيضاً بالإمدادات الطبية للمرافق الصحية في زوميو ودجيما.