Skip to main content
Hepatitis E cases in Al-Tanideba, Sudan

الجنينة: احتياجات هائلة إثر اندلاع النزاع في غرب دارفور

ليست الجنينة اسمًا على مسمّى في ظل الواقع القاسي الذي يعيشه الناس العالقون هناك منذ أسابيع. تشير التقديرات إلى أن نحو 500 شخص على الأقل قد قتلوا منذ بدء القتال، وأن عددًا مماثلًا من الجرحى ما زالوا محاصرين داخل المدينة وغير قادرين على الوصول إلى العلاج المنقذ للحياة.

عبر مشرفنا اللوجستي في الجنينة، موسى إبراهيم، إلى أدري في تشاد ليشرف على الأنشطة مع فرق أطباء بلا حدود ويقيّم الدعم اللوجستي الممكن لغرب دارفور. ويصف في ما يلي الوضع على الأرض.

"منذ يوليو/تموز 2021 وأنا أشغل منصب المشرف اللوجستي في أطباء بلا حدود وأعيش في الجنينة. كانت رحلتي إلى تشاد ضرورية بسبب انقطاع الاتصالات الذي نشهده بفعل تعطل الإنترنت ووسائل الاتصال. هدفت الزيارة أيضًا إلى إقامة تنسيق وثيق مع فريق أطباء بلا حدود المتمركز في أدري، والذي كان على أهبة الاستعداد وجاهزًا للاستجابة ودعم المبادرات المحلية حيثما كان ذلك ممكنًا.

كان الطريق من الجنينة إلى تشاد مليئًا بالمخاطر، إذ غالبًا ما تجول الجماعات المسلحة في دوريات ويمكنها أن توقف المارّة. لا ضمان للأمن، وعواقب تصعيد النزاع مدمرة، في ظل الهجمات على المنظمات الإنسانية ومقار الشرطة حيث سُرقت الأسلحة والمواقع المدنية مثل السوق المحلي والجامعة الرئيسية. 

وسط هذه الظروف المروعة، نُهب المستشفى الذي كنا ندعمه أيضًا. سُرقت جميع المواد الطبية ودُمّرت أجزاء من المستشفى. 

بصفتي اختصاصيًا في الشؤون اللوجستية الإنسانية، فالألم يعتصرني وأنا أشهد انهيار جهودنا التي تطورت على مر السنين. موسى ابراهيم، المشرف اللوجيستي في أطباء بلا حدود في الجنينة

وبصفتي اختصاصيًا في الشؤون اللوجستية الإنسانية، فالألم يعتصرني وأنا أشهد انهيار جهودنا التي تطورت على مر السنين. قدمت أطباء بلا حدود على مر سنوات المساعدة الطبية لجميع المجتمعات في غرب دارفور، والذين كانوا في حال آخر سيفقدون قدرتهم على الوصول إلى الرعاية الصحية بفعل تكرار الاضطرابات العنيفة. 

في مستشفى الجنينة التعليمي، أدارت أطباء بلا حدود أقسام الأطفال والتغذية للمرضى المقيمين ونفّذت تدابير الوقاية من العدوى ومكافحتها وقدمت خدمات المياه والصرف الصحي. ويُشار إلى أنّنا قد شهدنا على مر السنين تدفقًا مستمرًا للمرضى القادمين ليس فقط من مدينة الجنينة وأقرب مخيمات العائلات النازحة، بل من جميع أنحاء غرب دارفور. 

تقتصر الحركة في المدينة حاليًا على النطاق القريب من منزل كل منا بسبب خطر إطلاق النار العشوائي والقناصة وسرقة السيارات. يُثقل الخطر قدرة الحصول على الضروريات الأساسية، وأصبحت مهمة انتشال الجثث من الشوارع مستحيلة. فخلال الأيام الأولى للنزاع، تمكن الهلال الأحمر من جمع أجساد الموتى من الشوارع. ولكن مع تدهور الوضع، أصبح الأمر مستحيلًا.

إنّ هذا الوضع لا يطاق ويتطلب استجابة عاجلة. يجب ضمان المفاوضات بين قادة المجتمع والأطراف المتحاربة لوضع حد لهذا الوضع المروع. موسى ابراهيم، المشرف اللوجيستي في أطباء بلا حدود في الجنينة

تُركت الجثث مكانها. قبل عدّة أيام، أُتيح الوصول إلى إحدى المناطق، ولكن الجثث كانت قد تحللت عندها لدرجة أنها لا يمكن إزالتها. إنّ أفضل ما يمكن فعله حاليًا هو جمع الجثث في مكان واحد. 

إنّ هذا الوضع لا يطاق ويتطلب استجابة عاجلة. يجب ضمان المفاوضات بين قادة المجتمع والأطراف المتحاربة لوضع حد لهذا الوضع المروع. غادرت معظم المنظمات غير الحكومية، ولكن لتسهيل العمليات الإنسانية التي يقدمها من تمكن من البقاء في أجزاء مختلفة من السودان، بمن فيهم فرقنا، والذين يلتزمون بتوفير الرعاية الصحية التي تشتد حاجة الناس إليها، فإن حماية المدنيين وضمان سلامة العاملين في المجال الطبي والمرافق الصحية ضرورة إنسانية مطلقة. 

إلا أن الوضع لا يزال مترديًا، ولا بد من اتخاذ إجراءات عاجلة لضمان سلامة سكان الجنينة والعاملين في المجال الصحي".

المقال التالي
النزاع في السودان
بيان صحفي 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2023