منذ نهار الأحد 24 أبريل/نيسان، توقفت جميع خدمات الرعاية الصحية جراء موجة جديدة من العنف في بلدة كرينك ومحيطها والقتال في الجنينة في غرب دارفور، السودان. ونتيجةً لذلك، تُرك الأشخاص الذين يعانون من الأمراض والإصابات من دون القدرة على الحصول على الرعاية الصحية المنقذة للحياة مع أنهم بحاجة ماسة إليها. وقد دعمت أطباء بلا حدود المستشفيين الرئيسيين في كلا الموقعين. وبعد مرور أربعة أيام على الهجوم، مازال الوضع يتّسم بالهشاشة والتوتر، إذ تواصل فرقنا سماع دوي إطلاق النار في بعض الأحيان.
أدت الهجمات إلى مقتل ثلاثة عاملين في المستشفى الذي تدعمه أطباء بلا حدود في كرينيك. وفر المرضى والطواقم خوفًا على حياتهم، لا سيما أنه جرى إطلاق النار داخل المرافق الصحية التي تدعمها أطباء بلا حدود. وقد أُبلغت فرقنا بأنّ جميع المرضى هربوا آنذاك، من بينهم أمهات كان أطفالهن يتلقون العلاج بالأكسجين فاضطررن إلى إيقاف العلاج والفرار مع أطفالهن. وفي هذا الصدد، تقول المنسقة الطبية في مشروع أطباء بلا حدود التي كانت تعمل في مستشفى الجنينة التعليمي عند وقوع الهجوم، إميلي وامبوغو، "كان قسم المرضى المقيمين مليئًا بالمرضى، وكذلك الأمر بالنسبة إلى قسم العيادات الخارجية والمساحة المخصصة للفرز. كان هناك نحو 200 شخص في المرفق بانتظار الحصول على استشارة".
وخلال الأشهر الماضية، انتشر انعدام الأمن وطال أجزاء مختلفة من غرب دارفور، ما زاد من صعوبة تقديم أطباء بلا حدود للمساعدة إلى المجتمعات المحلية التي نزحت وتضررت من الهجمات المتكررة. هذا وأدى الهجوم العنيف الأخير الذي نشب في كرينك نهار الأحد إلى فرار العائلات مرة أخرى من تجمع سكني مؤقت إلى تجمع آخر، في محاولة يائسة للبحث عن الأمان.
وتضيف إيميلي وامبوغو، "إن الوضع مرهق بالفعل، لا سيما عندما نفكر في المستشفى وفي عدد الناس الذين ننقذهم كل يوم، أو في الأطفال الذين يقصدون المستشفى وهم بحاجة ماسة إلى الرعاية. إننا غير قادرين على الاستجابة لأي من هذه الاحتياجات الآن. ويصعب علينا ذلك بشدة. ولكن ليس بوسعنا القيام بأي شيء، إذ نشعر أن التنقل من وإلى المستشفى ما زال غير آمن".
تدير منظمة أطباء بلا حدود مشاريع مختلفة في ولاية غرب دارفور. وحتى اندلاع الهجوم، قدمنا المساعدة الإنسانية وخدمات الرعاية الصحية لكل من النازحين والمجتمعات المحلية في عيادات ثابتة ومتنقلة في مدينة الجنينة وجوارها. كما دعمنا مستشفى الجنينة التعليمي ومرفق الرعاية الصحية الرئيسي في مدينة كرينك.
تمكن فريق أطباء بلا حدود أمس من تقييم حالة بعض عيادات الرعاية الصحية الأولية وزار عددًا من مواقع تجمع العائلات التي نزحت حديثًا بعدما فرت من القتال الدائر في مدينة الجنينة خوفًا على حياتها. إننا نتابع الوضع الأمني عن كثب لنتأكد من إمكانية استئناف الأنشطة الطبية ونقل العيادات المتنقلة إلى المواقع الجديدة التي وجد فيها الناس ملجأً لهم، في سبيل توفير الرعاية الطبية والمساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها بمجرد أن تسمح الأوضاع الأمنية بذلك.
تعمل منظمة أطباء بلا حدود في السودان منذ عام 1978. وخلال السنوات الأخيرة، تركزت عملياتنا في الخرطوم والقضارف والنيل الأزرق وكسلا وشرق دارفور وغرب دارفور وجنوب ووسط دارفور. كما استجابت فرق الطوارئ في مناطق أخرى عندما اقتضى الأمر ذلك.