ألحقت معركة الموصل خسائر هائلة لدى سكان ثاني أكبر مدن العراق، وخصوصاً أولئك الذين فروا مؤخراً من القسم الغربي للموصل حيث أدت المعارك العنيفة هناك إلى وقوع عدد كبير من الضحايا وحرمت السكان من إمكانية الحصول على مساعدات لعدة أشهر. وقد بدأت الاحتياجات الصحية تتغير من الإصابات الناجمة عن الحرب إلى الحالات الطبية والرعاية التأهيلية طويلة الأجل.
غرب الموصل
في يونيو/حزيران، بدأت منظمة أطباء بلا حدود أنشطتها ضمن أحد المرافق الطبية في غرب الموصل حيث قدمت مساعدات منقذة للحياة في ما يخص الرضوض إلى جرحى الحرب الفارين من آخر مناطق النزاع في المدينة القديمة، كما قدمت رعاية الأمومة للأشخاص العائدين للمنطقة.
يؤمن المشروع العمليات الجراحية، ورعاية قصيرة الأجل لما بعد العمليات الجراحية، ووحدات للأمومة وحديثي الولادة، وطب الأطفال، وغرفة إسعاف، وقسماً للمرضى المقيمين. ومنذ افتتاحه، قدم المستشفى المساعدة لأكثر من 3,671 مريضاً في غرفة الإسعاف بما في ذلك 362 مريضاً يعانون من إصابات جراء رضوض ناجمة عن الحرب و448 عملية ولادة. وأما قسم المرضى المقيمين، الذي تم افتتاحه في 20 يوليو/تموز، فقد تم قبول 275 مريضاً فيه.
شرق الموصل
مستشفى الخنساء التعليمي لطب الأطفال
في يوليو/تموز، بدأت منظمة أطباء بلا حدود بتقديم الدعم لمستشفى الخنساء التعليمي لطب الأطفال، وهو عبارة عن مرفق طبي عام تضرر بشكل كبير خلال النزاع. ونتيجة لذلك انخفضت القدرة الاستيعابية للمستشفى من 400 سرير إلى 120 فقط.
وبدأت منظمة أطباء بلا حدود العمل بإعادة تأهيل غرفة إسعاف مؤقتة وتزويدها بالمعدات. وفي قسم طب الأطفال، تم إعادة تأهيل غرفتين تحتوي كل منهما على أربعة عشر سريراً.
وقدمت الفرق الدعم لافتتاح مركز للمرضى المقيمين يقدم التغذية العلاجية ويضم أربعة عشر سريراً، كما قامت هذه الفرق بإتمام العمل في بناء غرفة إسعاف موسعة تضم عشرين سريراً. وبحلول منتصف شهر أكتوبر/تشرين الأول، ستكون منظمة أطباء بلا حدود قد أنهت إعادة تأهيل وحدة العناية المركزة. ومنذ بداية أغسطس/ آب، تم توفير العلاج لـ 1,642 مريض في غرفة الإسعاف وتم قبول 554 مريض في قسم طب الأطفال.
أطراف مدينة الموصل
القيّارة
في ديسمبر/كانون الأول، افتتحت منظمة أطباء بلا حدود مستشفى في القيّارة، التي تقع على بعد ستين كيلومتراً جنوب الموصل، لتقديم الرعاية الطبية الجراحية والإسعافية. وبغية تلبية الاحتياجات المتزايدة والمتنوعة، أصبح هذا المستشفى يضم الآن 62 سريراً، بما في ذلك وحدة عناية متوسطة وأسرّة للمراقبة وسريرين للإنعاش.
ووسع المستشفى من قدراته في مجال طب الأطفال للتعامل مع الأعداد المرتفعة من الأطفال الرضع، ممن تقل أعمار غالبيتهم عن ستة أشهر، الذين يعانون من سوء التغذية.
وقد تم تقديم العلاج لأكثر من 9,000 مريض في غرفة الإسعاف وجرى قبول 17 في المائة منهم في قسم المرضى المقيمين. وتم إجراء ما مجموعه 1,400 تدخلاً جراحياً وقبول أكثر من 535 رضيعاً يعاني من سوء التغذية في برنامج التغذية العلاجية.
ويعمل فريق لمنظمة أطباء بلا حدود يضم طبيباً نفسياً وأخصائيين اثنين في علم النفس ومستشارين اثنين في الدعم النفسي الاجتماعي في مركز للصحة النفسية مخصص للمرضى الذين تم قبولهم في المستشفى أو إحالتهم من مخيمات القيّارة، حيث جرى تقديم أكثر من 1,300 استشارة للصحة النفسية.
مخيمات القيارة
في أواخر يوليو/تموز، افتتحت منظمة أطباء بلا حدود برنامجاً للتغذية الإسعافية في مخيمات القيارة، حيث يعيش حوالي 160,000 شخص نزحوا من الموصل.
كما تم افتتاح عيادتين في مخيمات جدة 6 وشريط المطار، ويجري حالياً بناء عيادة ثالثة في جدة 5. ويضم البرنامج حالياً 340 طفلاً – بما في ذلك مرضى المتابعة الذين تم إحالتهم من قبل مركز المرضى المقيمين للتغذية العلاجية في القيّارة. ويقدم البرنامج مساعدات للأطفال دون سن الخامسة، مع التركيز على الأطفال الذين تقل أعمارهم عن ستة أشهر الذين يكونون في أعلى مستوى من الخطورة. ويضم البرنامج كذلك منطقة صديقة للأطفال تركز على برنامج تعزيز الرضاعة الطبيعية وتقدم الدعم للأمهات لمتابعة الرضاعة الطبيعية. كما يتم توفير الرعاية الصحية النفسية المرتبطة بسوء التغذية.
رعاية ما بعد الجراحة وإعادة التأهيل، الحمدانية
كانت منظمة أطباء بلا حدود تقدم رعاية ما بعد الجراحة مع إعادة التأهيل والدعم النفسي الاجتماعي في مستشفى الحمدانية بالتعاون مع منظمة "هانديكاب إنترناشونال". وكانت الأنشطة قد بدأت في مارس/آذار وانتهت في 14 سبتمبر/أيلول. وسيتم نقل خدمات ما بعد الجراحة إلى مستشفى الشفاء (شرق الموصل) في أكتوبر/تشرين الأول.
مخيمات النازحين شرق الموصل
عقب الهجوم الذي بدأ في غرب الموصل في منتصف فبراير/شباط، ازداد إجمالي عدد سكان مخيمات النازحين في شرق الموصل الواقعة في مناطق تسيطر عليها الحكومة الإقليمية الكردية.
وتقوم فرق منظمة أطباء بلا حدود المتنقلة في الوقت الراهن بتقديم العلاج للأمراض المزمنة (بشكل رئيسي: السكري والصرع والربو وخلل عمل الغدة الدرقية وارتفاع ضغط الدم). بالإضافة إلى ذلك، يقوم فريق تابع لمنظمة أطباء بلا حدود يضم أكثر من عشرين من الأطباء النفسيين والأخصائيين في علم النفس وأطباء الصحة النفسية والمستشارين بتقديم الرعاية في تسع مخيمات للأشخاص الذين يعانون من مشاكل نفسية متوسطة إلى شديدة الحدة.
وتتضمن الأنشطة استشارات نفسية، والعلاج ضمن مجموعات، واستشارات الدعم النفسي الاجتماعي، والعلاج للأطفال. وفي عام 2017، قدمت الفرق العاملة في المخيمات ما يقارب 23,000 استشارة حتى الآن، بما في ذلك الرعاية الصحية الأولية والأمراض غير المسارية وأكثر من 18,000 استشارة نفسية.
أماكن أخرى في العراق
محافظة ديالى
تعمل منظمة أطباء بلا حدود في محافظة ديالى منذ عام 2015، وتقدم الدعم للسكان النازحين في ثلاث مخيمات في قضاء خانقين. وبالتعاون مع مديرية الصحة قدمت الفرق أكثر من 10,000 جلسة استشارة فردية وجماعية للصحة الطبية والنفسية بحلول يوليو/تموز 2017.
كما تقوم فرق منظمة أطباء بلا حدود بإجراء أنشطة التوعية الصحية في كافة المخيمات. وتدعم منظمة أطباء بلا حدود عيادات الرعاية الصحية الأولية في سعدية وجلولاء. ويتم التركيز على الأمراض المزمنة والصحة الجنسية والإنجابية والأمومة والصحة النفسية وخدمات تعزيز الصحة للنازحين والعائدين والمجتمع المضيف.
وتقدم منظمة أطباء بلا حدود العلاج للأمراض المزمنة لحوالي 1,200 مريض جديد واستشارات لحوالي 6,000 مريض متابعة. علاوة على ذلك، جرى تقديم 5,500 استشارة ما قبل الولادة وما بعدها بحلول يوليو/تموز 2017.
محافظة بابل
تقدم منظمة أطباء بلا حدود الدعم لمستشفى ابن سيف لطب الأطفال الواقع في مسيّب منذ ربيع عام 2017. ويركز الفريق على دعم هذا المستشفى، الذي يحتوي على أربعين سريراً، من خلال بناء المقدرات والتدريب، بالإضافة إلى تقديم الدعم اللوجستي. ويتم قبول 280 مريضاً بشكل متوسط في الشهر الواحد، بما في ذلك حديثو الولادة. كما قامت منظمة أطباء بلا حدود بإنشاء وحدة للدعم النفسي الاجتماعي للمرضى المقيمين والمجتمع المحلي.
للاطلاع على مشاريعنا في محافظات نينوى وكركوك ودهوك والسليمانية وصلاح الدين وديالى والأنبار، يرجى مراجعة تطورات يونيو/حزيران 2017.