تصاعدت وتيرة القتال في محافظة حجّة في اليمن منذ نهاية شهر مارس/آذار، ونزح الآلاف نتيجة النزاع القائم بين مقاتلي حركة أنصار الله والقوات المؤيدة للرئيس هادي المدعومة من قبل التحالف السعودي-الإماراتي.
ولجأ بعض النازحين طلباً للأمان في منطقة خمر في محافظة عمران، حيث تقوم فرق أطباء بلا حدود بتقديم الرعاية الطبية والجراحية.
تقرير من مخيم دحاض.
انضّمت العائلات النازحة إلى من سبقها من العائلات التي نزحت إلى منطقة خمر منذ عدّة سنوات بعد الهرب من النزاع. ويعيش قرابة 3,500 شخص حالياً في مخيم دحاض في ظروف مأساوية في غيابٍ شبه كامل للماء والرعاية الطبية.
قامت فرق أطباء بلا حدود على مدى الأعوام الماضية بتوزيع المعدّات الإغاثية للسكان في مخيم دحاض في أكثر من مناسبة، كما عملت العيادات المتنقلة على تقديم الرعاية الطبية للمحتاجين إلى أن مُنعت المنظمة من الدخول إلى المخيم. كما قامت فرق المنظمة بعلاج السكان المصابين بداء الجرب في شهر يوليو/تموز عام 2016.
وصل ثلثا النازحين إلى مخيم دحاض في عام 2015 مع بداية الحرب، حيث نزحوا من محافظة صعدة التابعة لحركة أنصار الله نتيجة القصف الجوي العنيف من قبل التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات. وبحسب تقديرات مشروع بيانات اليمن فإنّ ربع الغارات الجوية المسجلة التي شنتها قوات التحالف استهدفت محافظة صعدة منذ بداية النزاع، حيث تمّ إعلان المحافظة منطقة معادية من قبل قوات التحالف لتحصل على الحصة الأكبر من القصف العنيف الذي طال البلاد.
أدّى الهجوم العنيف الذي شنته قوات التحالف على مدينة الحديدة في شهر يونيو/حزيران عام 2018 إلى موجة نزوح جديدة للسكان إلى محافظة عمران. وكان من بين النازحين الذي التجؤوا إلى مخيم دحاض فاطمة وزوجها الذي يعمل صيّاد أسماك في البحر الأحمر، حيث فرّا من أعمال القتال والقصف في المدينة في شهر يوليو/تموز عام 2018. وتستعيد فاطمة ذكريات رحلة النزوح التي امتدّت 12 ساعة متواصلة لمسافة 300 كيلومتر بين الحديدة وخمر، والخوف الذي شعرت به عندما سمعت أصوات العمليات القتالية تقترب من منزلها. ويعيش الزوجان حالياً في خيمة متواضعة في أقصى أطراف المخيم، حيث لا وجود للبحر.
اشتدّت وتيرة القتال في محافظة حجّة شمال اليمن في بداية عام 2019 ممّا أدّى إلى موجة نزوح جديدة ضمّت أكثر من 20,000 شخص في شهر مارس/آذار بسبب العمليات القتالية شمال مدينة عبس ومحافظة عمران، لينضمّ الآلاف إلى من سبقوهم في رحلة المنفى.
وشهدت بلدة عبس الواقعة قرب الحدود السعودية أعنف العمليات القتالية، حيث كانت منظمة أطباء بلا حدود تدعم أحد المستشفيات الميدانية هناك بالتعاون مع وزارة الصحة. وتعرّض هذا المستشفى للتدمير الجزئي بغارةٍ جوية لقوات التحالف في 15 أغسطس/آب عام 2016، وراح ضحيتها 19 قتيلاً. وبعد هذه الحادثة بعامين، وبالتحديد في شهر يونيو/حزيران عام 2018، تعرّض مركز علاج الكوليرا الذي أنشأته منظمة أطباء بلا حدود حديثاً في عبس إلى التدمير بفعل غارة جوية لقوات التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات.
يعيش أحمد منذ فصل الربيع الفائت مع زوجته وأطفاله الثلاثة في بقايا منزل مدمّر قرب مسجد خمر. وكانت العائلة قد فرّت من محافظة حجة في شهر أبريل/نيسان. وخسر أحمد الذي كان يعمل تاجراً كلّ ما يملك بسبب العمليات القتالية والقصف الذي استهدف منطقة كوشار الجبلية التي تبعد قرابة 50 كيلومتر عن الحدود السعودية.
تمكنت حوالي 5,300 عائلة من مغادرة هذه المنطقة بحلول شهر مارس/آذار، وبقيت آلاف العائلات الأخرى محاصرةً في منطقة القتال دون أيّ مأوى. وبحسب تقديرات الأمم المتحدة فإنّ عدد النازحين في اليمن يبلغ 3.65 مليون شخص تقريباً.