افتتحت منظمة أطباء بلا حدود في ديسمبر/كانون الأول 2018 غرفة طوارئ في مستشفى منطقة الضحي، الواقعة على بعد 50 كيلومتراً من مدينة الحديدة. وتحظى المنطقة بموقع استراتيجي على الطريق الرئيسي إلى صنعاء، وتحيط بها عدة مناطق تضرر فيها السكان بشكل كبير نتيجة النزاع الدائر في هذا الجزء من اليمن.
حيث تسبب القتال في ميناء الحديدة وحوله، وفي المحافظات المجاورة مثل تعز وحجة وعمران بنزوح عدد كبير من الأشخاص. واليوم تستضيف منطقة الضحي أكثر من 3600 نازح، مما يزيد من أهمية غرفة الطوارئ في هذه المنطقة التي تعاني في سبيل احتواء الآثار المباشرة وغير المباشرة للحرب في اليمن.
عمر عبد الله هاجر، البالغ من العمر 100 عام، كان أول مريض في غرفة الطوارئ في مستشفى الضحي بعد افتتاحها. هو شيخ لعائلة من 49 شخصاً ممتدة على أربعة أجيال، وصل إلى مرفقنا مع ابنته إيمان من قرية مدمن الواقعة على بعد 25 كيلومتراً عن المستشفى.
فيما تمكّن عمر وعائلته من دفع تكاليف المواصلات للوصول إلى المستشفى، لا يستطيع -في الواقع- العديد من الأشخاص من تحمّل تلك التكاليف، بسبب ارتفاع أسعار المحروقات وارتفاع نسبة البطالة وانهيار العملة المحلية.
ولو لم يكن هناك مستشفى بالضحي فإنه كان سيتوجب على عمر السفر مدة ساعة ونصف إضافية للوصول إلى مدينة الحديدة القريبة من خطوط النزاع.
إن الناس هنا فقراء للغاية، وإن توفير العلاج الطبي في المنطقة سيحدث فرقاً كبيراً، وسيقلل من الحاجة للسفر لمسافات طويلة، وسيرفع من احتمالية استفادة المناطق المجاورة أيضاً.إيمان، ابنة أول مريض في غرفة الطوارئ بالضحي
وقالت إيمان إنهم سمعوا عن افتتاح غرفة الطوارئ التابعة لمنظمة أطباء بلا حدود من خلال المجلس المحلي، كما أنهم انتظروا بمنزلهم لمدة يومين قبل أن يحضروا والدهم الذي اعتقدوا أنه يعاني جلطة في الدماغ.
تعمل إيمان متطوعة في إحدى الوحدات الصحية في مدمن، وهي تعي تماماً حجم المصاعب والتحديات التي يواجهها الناس في سبيل الوصول إلى الرعاية الصحية في هذه المنطقة من اليمن.
وهي تقول، "إن الناس هنا فقراء للغاية، وإن توفير العلاج الطبي في المنطقة سيحدث فرقاً كبيراً، وسيقلل من الحاجة للسفر لمسافات طويلة، وسيرفع من احتمالية استفادة المناطق المجاورة أيضاً".
لقد أصبح النظام الصحي في محافظة الحديدة غير قادر على الاستجابة للاحتياجات الطبية للأشخاص الذين يعيشون بمناطق خارج مدينة الحديدة، وبالتحديد منذ بدء معركة مدينة الحديدة ومينائها.
وفي الوقت الحاليّ يرتكز مشروع أطباء بلا حدود على غرفة الطوارئ، بينما تعمل المنظمة علىإنشاء غرفة عمليات ووحدة عناية مركزة، وقسم لاستقبال المرضى المقيمين. وتعمل فرق منظمة أطباء بلا حدود على إنهاء التصليحات الأخيرة للمستشفى لكي يصبح جاهزاً للعمل بشكل كامل في القريب العاجل في اللحظة التي تحصل فيها المنظمة على التراخيص الضرورية.