Skip to main content
BP-5 distribution in Djibo

استمرار الأزمة الإنسانية الشديدة في ظل حصار سكّان جيبو

تشهد بوركينا فاسو أزمة إنسانية غير مسبوقة دفعت بنحو مليوني شخص إلى النزوح جرّاء العنف الذي ترتكبه مجموعات جهادية. تفرض المجموعات المسلحة غير التابعة للدولة حصارًا منذ أكثر من عام على مدينة جيبو شمال البلاد والتي لا تزال منقطعة عن الطعام والمساعدات بشكل كبير. 

مازالت حركة السكان مقيّدة كما تأثرت قدرتهم على الوصول إلى الخدمات الأساسية بشدة، مما علّق سبل نجاة السكان بالقليل من الطعام والمياه والكهرباء ووسائل التواصل المحدودة.

أدت الاشتباكات المستمرة بين قوات الدفاع والأمن في بوركينا فاسو والمجموعات المسلحة غير التابعة للدولة في ضواحي جيبو إلى نزوح مئات آلاف الأشخاص إلى المدينة. يبلغ عدد النازحين حوالي 270,000 شخص من بين 300,000 شخص يسكنون المدينة. ويعدّ نصف النازحين من النساء والأطفال ويعيشون في مخيمات أو مع عائلات مضيفة.

أنشطة أطباء بلا حدود في بوركينا فاسو
تقدم فرق منظمة أطباء بلا حدود علب بسكويت BP-5 التي تستخدم كمكمل غذائي للوقاية من سوء التغذية بين الأطفال في موقع التوزيع في جيبو. بوركينا فاسو، في أبريل/نيسان 2023.
MSF/Nisma Leboul

أما بالنسبة إلى الأشخاص العالقين في النزاع، فظروفهم المعيشية تتردى بشكل سريع، وأمسى المجتمع المحلي يعتمد على المساعدة الإنسانية للنجاة. وفي ظل عدم توفر الملح حتى وشح الموارد لفترات طويلة، يلجأ بعض السكان إلى تناول أوراق الشجر. 

تقول سافي، وهي نازحة تبلغ من العمر 30 عامًا وأم لخمسة أطفال، "لم يبقَ لي ولأطفالي شيء نأكله". غادرت سافي قريتها يالانغا التي تبعد 100 كيلومتر عن جيبو مع عائلتها بأكملها، وقُتل زوجها على الطريق على يد المجموعات المسلحة. تعتمد سافي في حياتها اليومية على توزيعات برنامج الأغذية العالمي، وتبحث عن وظائف منزلية صغيرة للبقاء على قيد الحياة. 

وتضيف، "يتحسن الوضع قليلًا هذه الأيام"، بعدما تمكنت قافلة تحمّل طعامًا ولوازم من الوصول إلى جيبو تحت حراسة مسلحة، وذلك بعد أربعة أشهر من آخر وصول للإمدادات إلى المدينة. يشهد الوضع تحسّنًا ملحوظًا، رغم أن التداعيات المزدوجة لأزمة الطعام والأمن ما زالت حرجة. 

نقطة جمع المياه في جيبو
نساء تجمعن عند نقطة جمع المياه في جيبو التي أعادت فرق منظمة أطباء بلا حدود تأهيلها. بوركينا فاسو، في أبريل/نيسان 2023.
MSF/Nisma Leboul

الأزمة الغذائية

أدت الصعوبات في الوصول إلى جيبو إلى أزمة غذائية مقلقة يصعب تحديد حجمها. وفي ظل عدم توفر معلومات كافية حول الوضع الغذائي للسكان، تكافح المنظمات لتكييف استجابتها بحسب الوضع. 

منذ دق ناقوس الخطر للمرة الأولى في أكتوبر/تشرين الأول 2022، باشرت منظمات عدة بالاستجابة، لكن حجم المساعدات لا يزال غير كافٍ إلى حد بعيد. وتهدف الأنشطة الغذائية التي أُطلقت في الأسابيع الأخيرة إلى الاستجابة لاحتياجات الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية، لكن ما انفك نقص الطعام خلال الأشهر التالية يثير قلقًا شديدًا.

في الثامن والتاسع من أبريل/نيسان، وزعت أطباء بلا حدود 57 طنًا من بسكويت BP-5 على 12,456 طفلًا تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر وخمسة أعوام، أي ما يعادل كمية غذاء تكفي لمدة شهر. يُستعمل هذا النوع من البسكويت كمكمّل غذائي لتجنب سوء التغذية عند الأطفال، وهو عبارة عن أطعمة مدعّمة تحتوي على قيمة عالية من الطاقة قائمة على الحبوب. يتكون البسكويت من دقيق القمح المطبوخ والدهن والزيت النباتي والسكر وبروتين الصويا والفيتامينات والمعادن. يساهم توزيع هذه الأطعمة في الاستجابة المؤقتة إلى الاحتياجات الفورية لجزء كبير من السكان.

فضلًا عما توفره أطباء بلا حدود للسكان في جيبو، تلقينا الدعم نحن أيضًا، فقد أثّر الوضع علينا وعلى عائلاتنا كذلك. حمادوم موسى، مشرف التوعية الصحية في أطباء بلا حدود

تتأثر القدرة على الوصول إلى الرعاية الصحية بشدة نتيجة الحصار، فأغلب الطواقم الطبية قد غادرت وأدت الصعوبات في الحصول على الأدوية إلى إغلاق مرافق صحية عديدة. أما المرافق المفتوحة، فتعمل بقدرات محدودة للاستجابة لوضع شديد المأساوية. وفي هذا الصدد، يوضح أحد الممثلين المجتمعيين، "إننا نقاسي معاناة كبيرة". 

الاستجابة للاحتياجات الملحة

منذ العام 2018، تدعم أطباء بلا حدود، بالتعاون مع وزارة الصحة، مركز جيبو الطبي بوحدة جراحة، بالإضافة إلى مركزين صحيين متقدمين وثلاثة مواقع صحية مجتمعية.

ذيتلقى المرضى وعائلاتهم ثلاث وجبات في اليوم. وتحظى وحدة الجراحة والرعاية الطارئة بالاستقلالية، إذ تعتمد على ألواح الطاقة الشمسية. 

أنشطة أطباء بلا حدود في بوركينا فاسو
نساء وأطفال ينتظرون توزيع المواد الغذائية في جيبو التي تخضع للحصار من قبل الجماعات المسلحة غير الحكومية منذ أكثر من عام ولا تزال منقطعة إلى حد كبير عن الغذاء والمساعدات. بوركينا فاسو، في أبريل/نيسان 2023.
MSF/Nisma Leboul

تعمل فرقنا على إعادة تأهيل نقاط توزيع المياه وبناء آبار سبرية، ما يسهّل الحصول على مياه الشرب للسكان ويحد من المخاطر التي تتعرض إليها النساء، إذ لم يعدن مضطرات إلى السير لمسافات طويلة للحصول على المياه.

ويشرح مشرف التوعية الصحية في أطباء بلا حدود، حمادوم موسى، "فضلًا عما توفره أطباء بلا حدود للسكان في جيبو، تلقينا الدعم نحن أيضًا، فقد أثّر الوضع علينا وعلى عائلاتنا كذلك".

وصلت الإمدادات الغذائية جوًّا في ذروة الحصار لضمان حصول فرق أطباء بلا حدود على الإمدادات. وعلى الرغم من الظروف المأساوية، يسود التضامن والتماسك الاجتماعي في المدينة، حيث نواصل الاستجابة لاحتياجات المجتمع الآخذة بالتفاقم.

المقال التالي
تشاد
بيان صحفي 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2023