- وجدت تجربة سريرية بقيادة منظمة أطباء بلا حدود نظام علاج جديد للسل المقاوم للأدوية أكثر فعالية من نظام العلاج المعتمد حاليًا.
- وقد ساهم نظام العلاج الفموي المتكامل لمدة ستة أشهر بشفاء نحو 9 من كل 10 مرضى، مقارنة بما يزيد قليلاً عن نصف المرضى الذين يتلقون العلاج الأساسي.
- نأمل أن تؤدي نتائج تجربة TB-PRACTECAL إلى قيام منظمة الصحة العالمية والبلدان بتغيير توصياتها لعلاج السل المقاوم للأدوية.
لندن – وجدت تجربة TB-PRACTECAL، وهي تجربة سريرية يجري تنفيذها بقيادة منظمة أطباء بلا حدود، أن نظام العلاج الجديد الفموي بالكامل لمدة ستة أشهر أكثر أمانًا وفعالية في علاج السل المقاوم للريفامبيسين (RR-TB)<p>يعتبر الريفامبيسين أحد أكثر الأدوية الخط الأول فعالية في علاج السل. ويسمى الدواء الآخر أيزونيازيد – وتُعرَّف مقاومة كلا العقارين بالسل المقاوم للأدوية المتعددة. يتطلب كل من السل المقاوم للأدوية المتعددة والسل المقاوم للريفامبيسين العلاج بأدوية الخط الثاني. إنّ التوصيات الخاصة بمعالجة كلتا الحالتين هي نفسها حاليًا، لذا فإننا نعتبرها أمراً تبادلياً.</p> مقارنة بنظام العلاج المعتمد حاليًا والموافق عليه. وتشير هذه النتائج إلى بداية مرحلة جديدة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من السل المقاوم للأدوية المتعددة، والذين يخضعون حاليًا لأنظمة علاج طويلة الأمد.
ووجدت كل من المرحلتين الثانية والثالثة من التجربة السريرية أن نظام العلاج الجديد الأقصر كان فعالًا للغاية ضد السل المقاوم للريفامبيسين. وقد شفي 89 في المئة من المرضى في مجموعة النظام الجديد، مقارنة بـ 52 في المئة في مجموعة العلاج بالأدوية الأساسية (المضبوطة).
ووفقًا للمدير الطبي في منظمة أطباء بلا حدود ورئيس الباحثين في التجربة، بيرن توماس نيانجوا، "عندما شرعنا في هذه الرحلة قبل تسع سنوات، كان مرضى السل المقاوم للأدوية في جميع أنحاء العالم يخضعون لعلاج طويل المدى وغير فعال ومرهق أدى إلى تعطيل حياتهم. وكان المرضى يخبروننا بمدى صعوبة الالتزام بالعلاج، ولكن تم إحراز تقدم ضئيل لإيجاد علاجات أكثر لطفًا، لأن الأمراض المنتشرة في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل لا تجذب الاستثمار الدوائي".
وأضاف الدكتور نيانجوا، "لذلك اضطررنا إلى متابعة خيارات العلاج الجديدة بأنفسنا، إذ ستعطي هذه النتائج الأمل للمرضى وأسرهم والعاملين في مجال الرعاية الصحية في جميع أنحاء العالم في مستقبل علاج السل المقاوم للأدوية".
ستعطي هذه النتائج الأمل للمرضى وأسرهم والعاملين في مجال الرعاية الصحية في جميع أنحاء العالم في مستقبل علاج السل المقاوم للأدوية.د. بيرن توماس نيانجوا، المدير الطبي في منظمة أطباء بلا حدود ورئيس الباحثين في تجربة TB-PRACTECAL
TB-PRACTECAL هي أول تجربة سريرية عشوائية مضبوطة ومطبقة في عدد من البلدان على الإطلاق تقدم تقريراً عن فعالية وسلامة نظام العلاج الفموي بالكامل والذي تبلغ مدته ستة أشهر لمرضى السل المقاوم للريفامبيسين. وقد اختبرت التجربة نظامًا مدته ستة أشهر من علاجات البيداكويلين وبريتومانيد ولينزوليد وموكسيفلوكساسين، مقابل العلاجات الأساسية المقبولة محليًا. وضمّت التجربة 552 مريضًا بشكل عام، تم تضمين 301 منهم في مرحلة التحليل. وجرى تنفيذ التجربة في سبعة مواقع عبر بيلاروسيا وجنوب إفريقيا وأوزبكستان.
يمكن أن يستغرق معدل الرعاية الحالي ما يصل إلى 20 شهرًا، بما في ذلك الحقن المؤلمة، وحوالي 20 قرصًا دوائيا يوميًا يمكن أن تسبب آثارًا جانبية شديدة. ولا تشفي هذه العلاجات المرهقة سوى مريضًا واحدًا من بين مريضين ويمكن أن يكون لها تأثير كارثي على الصحة البدنية والنفسية للأفراد، فضلاً عن حياتهم المادية والاجتماعية.
خلال التجربة، توفي أربعة مرضى جراء مرض السل أو الآثار الجانبية المترتبة عن العلاج في المجموعة المضبوطة، بينما لم تُسجّل أي وفيات بين المرضى في النظام العلاجي الجديد. بالإضافة إلى ذلك، أظهرت نتائج التجارب أن الأدوية الجديدة أدت إلى معدل أقل بكثير من الآثار الجانبية الرئيسية، إذ تجنب 80 في المئة من المرضى أي آثار جانبية كبيرة، مقارنة بـ 40 في المئة في المجموعة المضبوطة.
ويقول الباحث الرئيسي في مستشفى كينغ دينوزولو في جنوب إفريقيا، وهو أحد مواقع تنفيذ تجربة TB-PRACTECAL السبعة، نوسيفو نجوبان، "لقد تشرفت بخدمة مجتمعاتنا من خلال هذا البحث. وبالنسبة للمشاركين، كان من الأسهل الامتثال لنظام العلاج هذا كونه أقصر من ناحية المدة ويستخدم عددًا أقل من أقراص الأدوية".
تنوي منظمة أطباء بلا حدود نشر النتائج بالكامل في مجلة مراجعة من قبل نظراء طبيين في وقت لاحق من هذا العام. كما نقوم أيضًا بمشاركة البيانات مع منظمة الصحة العالمية، على أمل أن تكون هذه النتائج بمثابة مساهمة كبيرة لمجموعة الأدلة المتزايدة لتوصيات العلاج العالمية التي سيتم تحديثها لتشمل نظام علاج قصير وفعال وآمن. في نهاية المطاف، نعتقد أن هذه النتائج تثبت أن التغيير في الممارسة العلاجية السريرية أصبح متوقعًا الآن.
"العلاج الأقصر يعني الكثير، كما أعتقد أنه عندما تكون في فترة العلاج، تشعر بأن بعض أجزاء حياتك وكأنها معلقة"، هذا ما قاله أواندي ندلوفو الذي تم تسجيله في التجربة في وحدة ثينك هيلكريست للتجارب في جنوب افريقيا. وأضاف "قبل (التجربة) شعرت بالأمل، إذ لم يكن لدي أدنى شعور سابقاً بأنني سأتعافى من مرض السل المقاوم للأدوية المتعددة".
عندما تكون في فترة العلاج، تشعر بأن بعض أجزاء حياتك وكأنها معلقة... قبل (التجربة) شعرت بالأمل، إذ لم يكن لدي أدنى شعور سابقاً بأنني سأتعافى من مرض السل المقاوم للأدوية المتعددة.أواندي ندلوفو، أحد المشاركين في التجربة في جنوب إفريقيا
تخطط منظمة أطباء بلا حدود للعمل بشكل وثيق مع برامج مكافحة السل الوطنية ووزارات الصحة والجهات المعنية الرئيسية الآخرين لضمان إتاحة هذا العلاج للمرضى في أسرع وقت ممكن.
ويقول رئيس المكتب الدولي في منظمة أطباء بلا حدود، الدكتور كريستوس كريستو، "إننا ملتزمون بتوفير رعاية مرض السل والدعوة إلى توفير علاجات فعالة وبأسعار معقولة. وفي العام الماضي، ساعدت فرقنا 13,800 شخص على البدء في علاج السل، بما في ذلك 2,100 مصاب بالسل المقاوم للأدوية".
وختم الدكتور كريستو حديثه قائلاً، "وبصفتنا إحدى أكبر الجهات غير الحكومية التي تقدم علاج السل في جميع أنحاء العالم، فإننا متحمسون لما ستعنيه هذه النتائج بالنسبة للأشخاص المصابين بالسل المقاوم للأدوية المتعددة".
TB-PRACTECAL
TB-PRACTECAL هي عبارة عن تجربة عشوائية متعددة الجوانب والمراحل تم تسجيلها في ثلاثة أنظمة علاجية تحقيقية في المرحلة 1: B-Pa-Lzd-Mfx و B-Pa-Lzd-Cfz و B-Pa-Lzd وذراع التحكم. تم تسجيل المرحلة 2 في ذراع التحقيق B-Pa-Lzd-Mfx وذراع الرعاية الأساسية فقط. ضمت التجربة 552 مريضًا بشكل عام، منهم 301 تم تضمينهم في هذه المرحلة. وستتم متابعة المرضى الحاليين في التجربة حتى أغسطس/آب 2022 وستنتهي التجربة في ديسمبر/كانون الأول 2022. تعتزم منظمة أطباء بلا حدود نشر بيانات عن 552 مريضًا وذراعًا في تلك المرحلة. كما يمكن الاطلاع على مزيد من المعلومات حول تجربة TB-PRACTECAL بما في ذلك مقاييس النتائج الأولية هنا: تجربة سريرية براغماتية لتحقيق نظام (أنظمة) علاج أقصر وأقل سمية للسل المقاوم للأدوية المتعددة – عرض نص كامل – ClinicalTrials.gov (باللغة الإنكليزية).