- ضمّت أطباء بلا حدود جهودها لمنظمة "سي ووتش" وستعود لعمليات البحث والإنقاذ في وسط البحر الأبيض المتوسط
- ستُقدّم أطباء بلا حدود الرعاية الصحية للأشخاص الذين يُنقذون على متن سفينة "سي ووتش 4" والتي ستطلق مُهمّتها المنقذة للحياة قريبًا
- تُدين منظمتا أطباء بلا حدود و"سي ووتش" سياسة الدفع والردع وإقصاء الأشخاص غير البيض التي يقوم بها الاتحاد الأوروبي
برلين، ألمانيا / بوريانا، اسبانيا - ستنضم منظمة أطباء بلا حدود إلى منظمة "سي ووتش" على متن سفينة "سي ووتش 4"، وهي سفينة جديدة تُعنى بعمليات الإنقاذ في وسط البحر الأبيض المتوسط. أنشئ هذا التعاون بصورة طارئة بسبب استغلال الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بوقاحة لجائحة كوفيد-19 كمبرر لفرض المزيد من التقليص على أنشطة البحث والإنقاذ، بينما تكرّس دوامة العنف والاستغلال في ليبيا وتحكم على الناس بالغرق من خلال سياسات تتعمّد عدم تقديم المساعدة لهم.
وفي هذا الصدد، يقول مدير العمليات في منظمة أطباء بلا حدود، أوليفر بيهن، "لا يجب أن يُترَك أيّ شخص للغرق تحت الأمواج. ولا يجب أن يُجبر أيّ شخص على تحمّل التعذيب والمعاناة. لكن يأتي هذا نتيجة تقصير الحكومات الأوروبية الإجراميّ في القيام بواجبها. وكمنظمة إنسانية طبية، تقرّ أطباء بلا حدود بوجود تحديات يفرضها كوفيد-19، لكننا نرى أن التدابير الحكومية الأخيرة التي تردع أو تمنع الأنشطة المنقذة للحياة في البحر المتوسط – المتخفية تحت خطابات الصحة العامة – متهوّرة وناتجة عن دوافع سياسية".
ويضيف، "من خلال توكيل خفر السواحل الليبي، رغم سجلّه المشبوه، بمراقبة حدود أوروبا ورفض إنقاذ الأشخاص القادمين من أفريقيا، تبعث الدول الأوروبية رسالة مفادها أنّ حياة هؤلاء الأشخاص غير مهمّة بالنسبة لهم".
لا يجب أن يُترَك أيّ شخص للغرق تحت الأمواج. ولا يجب أن يُجبر أيّ شخص على تحمّل التعذيب والمعاناة.أوليفر بيهن، مدير العمليات في منظمة أطباء بلا حدود
وخلال الأشهر الخمسة الماضية، رفضت إيطاليا ومالطا مساعدة الأشخاص الذين يواجهون خطراً محدقاً في البحر. إضافة إلى ذلك، قامت الدولتان بإغلاق موانئهما في وجه سفن المنظمات غير الحكومية التي تنقل الأشخاص المُنقَذين من البحر. إنّ انعدام التنسيق الممنهج والمتعمَّد يترك الأشخاص الذين يمرّون بمحنة في البحر لساعات أو أيام أو حتى أسابيع دون مساعدة.
وقد صنّفت مؤسسات دولية وأوروبية ليبيا كبلد غير آمن قطعاً للمهاجرين واللاجئين وطالبي اللجوء، ومن ضمنها الأمم المتحدة ومنظمة الهجرة الدولية والمفوضية الأوروبية.
ورغم ذلك، جرى اعتراض 5,650 شخصًا وإعادتهم قسريًّا إلى ليبيا، كجزء من صفقة ثنائية مُموَّلة ومُيسَّرة من قبل الاتحاد الأوروبي، بينما تُمنَع سفن البحث والإنقاذ المدنية – ومن ضمنها "سي ووتش 3" و "أوشن فايكينغ" – بطريقة مُمنهجة في الموانئ الإيطالية على خلفية مسائل فنية واهية. وبينما يستمر التجريم، يتمتّع الإنقاذ البحري المدني بدعم اجتماعي واسع النطاق.
من خلال... رفض إنقاذ الأشخاص القادمين من أفريقيا، تبعث الدول الأوروبية رسالة مفادها أنّ حياة السود غير مهمّة بالنسبة لهم.أوليفر بيهن، مدير العمليات في منظمة أطباء بلا حدود
ويُمثّل تحالف "يونايتد فور ريسكيو" للإنقاذ البحري أحد الداعمين، وقد ساهم في شراء سفينة "سي ووتش 4" وإرسالها لتنفيذ العمليات. إنّ التحالف الذي أنشئ من خلال مبادرة الكنيسة الإنجيلية في ألمانيا في ديسمبر/كانون الأول 2019 أصبح يمتدّ إلى أبعد من حدود الكنيسة ويضمُّ أكثر من 500 عضوٍ.
ويقول رئيس بعثة "سي ووتش 4"، فيليب هان، "إنّ سفينة سي ووتش 4 والتحالف الواسع الذي يدعمها هو إجابة المجتمع المدني الأحادية على سياسة الاتحاد الأوروبي العنصرية التي تتمثل في ترك الناس للغرق بدلاً من الوصول إلى الشواطئ الأوروبية. إنها رمزٌ للتضامن مع الأشخاص المُرتَحلين وإشارة واضحة للاتحاد الأوروبي بأنّنا لن نتوقف عن الإنقاذ رغم جميع جهودهم لعرقلتنا. ويُترَكُ الناس للموت في المياه أو يُدفعُون إلى الأماكن نفسها التي يحاولون الفرار منها، بينما تُشاهد طائرات الدوريات الحدودية التابعة للاتحاد الأوروبي من الأعلى، مُتواطئين في رميِ الناس لمصيرهم. وطالما تستمرُّ دولُ الاتحاد الأوروبي في ترك الناس يغرقون كرادِعٍ لهم، سوف نستمرُّ بعملنا وسوف نحصُل على الدعم."
إنّ سفينة سي ووتش 4 والتحالف الواسع الذي يدعمها هو إجابة المجتمع المدني الأحادية على سياسة الاتحاد الأوروبي العنصرية التي تتمثل في ترك الناس للغرق بدلاً من الوصول إلى الشواطئ الأوروبية... وطالما تستمرُّ دولُ الاتحاد الأوروبي في ترك الناس يغرقون كرادِعٍ لهم، سوف نستمرُّ بعملنا وسوف نحصُل على الدعم.فيليب هان، رئيس بعثة "سي ووتش 4"
يبقى مئات الناس الذين أُعيدوا إلى الاحتجاز في ليبيا مجهولي المصير، بينما يُحتجَز آخرون في أماكن مكتظة تفتقر إلى النظافة، مع نقص في الحصول على الغذاء والماء وصعوبة الحفاظ على التباعد الجسدي في سياق الجائحة العالمية. وقد فرض اشتداد النزاع داخل ليبيا في بداية العام الحالي، بالإضافة إلى كوفيد-19، المزيد من الضغوط على نظام رعاية صحية يقترب من الانهيار وعلى حالة الطوارئ الإنسانية.
ودون وجود بدائل آمنة وقانونية، يلجأُ آلاف الناس إلى عبور البحر المميت كآخر حل. إنّ غياب عمليات البحث والإنقاذ لا يردع الناس، بل يجعل المخاطر التي يضطرون إلى تحملها أشد قساوة.
ففي يونيو/حزيران فقط، جرى الإبلاغ عن موت أو فقدان 101 شخص في وسط البحر الأبيض المتوسط – وفي الأسبوع الماضي فقط، تعرّض ثلاثة أشخاصٍ إلى إطلاق نارٍ أَودى بحياتهم، كما أُصيب شخصان آخَران إثر اجبارهما على العودة – بينما ازداد عدد الأشخاص الذين حاولوا العبور المحفوف بالمخاطر في قوارب هشة وغير صالحة للإبحار أربعة أضعافٍ مقارنة بالمدة نفسها في العام الماضي.
حول التعاون بين أطباء بلا حدود و "سي ووتش"
اشترت منظمة "سي ووتش" وتحالف "يونايتد فور ريسكيو" بقيادة الكنيسة الإنجيلية في ألمانيا سفينة الأبحاث الأوقيانوغرافية السابقة "بوسايدن" والتي أُعيدت تسميتها ب"سي ووتش 4" في فبراير/شباط. وقد جرى تعديلها من أجل القيام بعمليات البحث والإنقاذ في وسط البحر الأبيض المتوسط. وسوف تُقدّم منظمة أطباء بلا حدود، التي يدعم قسمُها الألماني "يونايتد فور ريسكيو"، المساعدة الطبية والإنسانية على متن "سي ووتش4 ".
وسوف تُؤلف أطباء بلا حدود فريقاً طبياً من أربعة أشخاص، بينهم طبيب وقابلة، بالإضافة إلى موظف إعلامي وموظف كسب التأييد، بينما تقوم منظمة سي ووتش بإدارة السفينة وعمليات البحث والإنقاذ من خلال طاقم متطوع جزئيًّا يتكوَّن من 21 شخصًا. إنّ أطباء بلا حدود مسؤولة عن تقديم الرعاية الطبية الطارئة التي تشمل إدارة عيادة السفينة. سوف تقدّم منظمتا سي ووتش وأطباء بلا حدود المساعدة الإنسانية كتوفير الغذاء والمواد الأساسية، بالإضافة إلى تحديد الأشخاص الأشد حاجة.