Skip to main content

أطباء بلا حدود تدين قيام مسلحين باقتحام مستشفيات تدعمها في الغوطة الشرقية

بسبب الانتهاكات التي مارستها مجموعات مسلحة معارضة بحق الرعاية الصحية في أواخر شهر أبريل/نيسان - كما هو مُشار إليه  في بيان المنظمة الصادر في 1 أيار / مايو 2017 (أنظر البيان أسفله) - قررت منظمة أطباء بلا حدود تعليق دعمها الطبي  في ضواحي دمشق إلا أن تتوفر مؤشرات واضحة وجليّة على احترام الأطراف المتنازعة للرعاية الطبيّة. 

استأنفت أطباء بلا حدود حاليا دعمها الطبي للغوطة الشرقية بعد أن اشارت  تقارير صادرة عن مرافق طبية تدعمها منظمة أطباء بلا حدود في المنطقة المذكورة إلى وجود مؤشرات متزايدة على احترام سلامة المرضى والمرافق الصحية والعاملين فيها .

وفي هذا السياق تكرر منظمة أطباء بلا حدود بشدة نداءها إلى جميع الأطراف المسلحة في الغوطة الشرقية لضمان عدم خرق المطالب التالية تحت أي ظرف كان:

  • منع دخول الأسلحة أو الأشخاص المسلحين الى المرافق الطبية
  • اعتبار المرضى والجرحى خارج نطاق النزاع، واتخاذ الأطراف المتنازعة الاحتياطات اللازمة لتجنب أي عمل مباشر ضد الرعاية الصحية أو إصابتها أثناء تبادل إطلاق النار أو أي عمل عسكري آخر من شأنه أن يعرض للخطر الرعاية الطبية الممنوحة للمرضى والجرحى.
  • السماح بنقل الجرحى والمرضى وتسهيل هذه العملية بغض النظر عن هويتهم وكذلك عدم إعاقة حركة سيارات الإسعاف وتنقلها.
  • عدم استخدام المرافق الطبية أو محتوياتها أو إمداداتها أو سيارات الاسعاف لأغراض عسكرية.
  • السماح بإجلاء المرضى والجرحى والطواقم الطبية دون عوائق كلما احتاجوا للانتقال الى منطقة أكثر أمانا.

ومع المؤشرات التي راقبناها خلال الأسابيع الماضية وبناء على المعلومات التي وصلتنا من الأطباء الذين ندعمهم، فنحن جاهزون لاستئناف دعمنا للمرافق الصحية والطواقم الطبية في الغوطة الشرقية .كما لن تتردد منظمة أطباء بلا حدود في اتخاذ إجراءات مماثلة من بينها إعادة إيقاف الدعم الطبي في حال لزم الأمر لضمان حماية واحترام واستقلاليّة الرعاية الصحيّة. وستبقى منظمة أطباء بلا حدود ساهرة على حماية الرعاية الطبية واحترامها في الغوطة الشرقية في الأسابيع والأشهر القادمة.

أيار / مايو 2017 - بعد ظهر يوم 29 أبريل /نيسان تعرضت مستشفيات مؤقتة، مدعومة من قبل المنظمة الطبية الإنسانية الدولية أطباء بلا حدود، لخروقات صارخة ضد حرمتها وطبيعتها المحمية وذلك مع اندلاع معارك بين جماعات معارضة مسلحة في منطقة الغوطة الشرقية المحاصرة في ريف دمشق.

وكإجراء اضطراري للتأكيد على أن أطباء بلا حدود والطواقم الطبية التي تدعمها لن يتساهلوا في التعامل مع مثل هذه الهجمات على الرعاية الصحية، فستقوم أطباء بلا حدود بتعليق دعمها الطبي لمنطقة الغوطة الشرقية لحين أن يتضح لنا بشكل جلي أن الأطراف المتحاربة ستحترم الرعاية الصحية ومرافقها.

لقد بينت تقارير صادرة عن أطباء تدعمهم منظمة أطباء بلا حدود في المنطقة أن حوادث خطيرة وقعت يومي 29 و30 أبريل/نيسان أظهرت فيها جماعات مسلحة عدم الاعتبار على الإطلاق لحرمة وحماية المرافق الطبية والعاملين فيها. فقد قام نحو 30 رجلاً ملثماً باقتحام مستشفى حزّة يوم 29 أبريل /نيسان بحثاً عن جرحى معينين وقاموا بالاستيلاء على سيارة الإسعاف الخاصة بالمستشفى.

وعلى بعد بضعة كيلومترات إلى الجنوب تعرضت نقطة أفتريس الطبية لإطلاق نار حيث كانت المعارك تحيط بها على مدى يومين، وبقيت الكوادر الطبية فيها عالقة وغير قادرة على سحب الجرحى، ومنهم من كان في مرمى نظر المستشفى، ولم يتمكنوا حتى من الإجلاء إلى مكان آمن.

لازالت منطقة الغوطة الشرقية في ريف دمشق محاصرة من قبل القوات الحكومية السورية منذ بداية عام 2013. وتقدم أطباء بلا حدود الدعم عن بعد لمعظم المرافق الصحية في المنطقة، وقد أسست علاقة متينة مع الطواقم الطبية من خلال مساعدتها على الحفاظ على مرافقهم لتقديم الرعاية الطبية غير المتحيزة إضافة إلى تقديم الدعم الطبي لهم الفني منه والمادي. واندلع قتال عنيف بين جماعات معارضة مسلحة يوم 28 أبريل (نيسان)، ولم يراعِ القتال حرمة وحماية الرعاية الطبية.

وقال بريس دو لا فينيي، مدير العمليات في منظمة أطباء بلا حدود في معرض تعليقه على الحادث: "إن منظمة أطباء بلا حدود وبالنيابة عن الأطباء الذين تدعمهم، تدين بأشد عبارات الإدانة اقتحام المرفق الصحي من قبل أفراد ملثمين ومسلحين، وترهيب الطاقم الطبي والاستيلاء على سيارة إسعاف".

وأضاف: "ومما يثير قلقنا الشديد أيضاً استمرار إطلاق النار وبشدة من قبل جماعتين مسلحتين عند أحد المستشفيات العاملة وفي محيطه كذلك. وقد حكى الممرضون العاملون في نقطة أفتريس الطبية عن صوت إطلاق الرصاص الذي يصم الآذان كما أوردوا تعرض مرفقهم الصحي لإطلاق الرصاص، كما قاموا بعلاج بعض الجرحى، لكنهم لا يستطيعون سوى إجراء عمليات جراحية صغيرة وتضميد الجروح، وأنهم غير قادرين على التفاوض على إجلاء مرضاهم إلى مرافق أخرى ذات تجهيز أفضل".

"إن للمرافق الطبية وضع الحماية بموجب القانون الدولي ويجب أن تبقى مكاناً إنسانياً في زمن الحرب تقدم العلاج للجميع – مدنيين كانوا أم غير مدنيين – وبناءً على الحاجة الطبية فقط. وسوف نتحدث علانية للدفاع عن حرمة وحماية المرافق الطبية لنشدد على ضرورة إعطاء الأولوية لحماية المرضى والكوادر الطبية. لقد أصدرنا مطالب واضحة للجماعات المسلحة العاملة في منطقة الغوطة الشرقية، وأكدنا لهم أن الدعم الطبي الذي تقدمه أطباء بلا حدود للمنطقة سيتم تعليقه لحين أن يتضح لنا وبشكل جلي أن الأطراف المتحاربة ستتخذ الاحتياطات اللازمة لضمان حرمة المرضى والجرحى والمرافق الطبية والكوادر الطبية كذلك".

إن اقتحامات المرافق الصحية وعرقلة الرعاية الصحية تأتي في وقت تشتد فيه الحاجة إلى الرعاية الطبية المنقذة للحياة، وقد استقبل مستشفى ميداني آخر تدعمه أطباء بلا حدود في منطقة قريبة ومازال قادراً على العمل، استقبل نحو 100 جريح خلال اليومين الماضيين فقط (29 و30 أبريل/نيسان) اللذين شهدا معارك عنيفة.

إن منظمة أطباء بلا حدود تدعو جميع المجموعات المسلحة في الحرب السورية، أياً كان الطرف الذي يقاتلون فيه، إلى احترام حرمة المرافق الطبية وحماية المرضى والجرحى أثناء تلقيهم للعلاج، ومعنى هذا تجنُّب قصفها والكف عن اقتحامها بقوة السلاح وترهيب الطواقم الطبية وسرقة سيارات الإسعاف وإمدادات المستشفى ومحاولة إمساك أو اختطاف المرضى أو الجرحى أثناء تلقيهم الرعاية الطبية.

وفيما يلي مطالب منظمة أطباء بلا حدود للجماعات المسلحة في الغوطة الشرقية:

  • عدم دخول الأسلحة أو الأشخاص المسلحين للمرافق الطبية.
  • يجب اعتبار المرضى والجرحى خارج النزاع ويجب اتخاذ الاحتياطات اللازمة من قبل الأطراف المتنازعة لتجنب أي فعل مباشر تجاه الرعاية الصحية أو ضرب الرعاية الصحية أثناء تبادل النار أو أي فعل عسكري آخر من شأنه أن يعرض الرعاية الطبية المقدمة للمرضى والجرحى للخطر.
  • يجب أن يتم السماح وتسهيل نقل الجرحى وغيرهم من المرضى بغض النظر عن هويتهم، وكذلك عدم إعاقة حركة وتنقل سيارات الإسعاف.
  • يجب عدم استخدام المرافق الطبية أو محتوياتها أو إمداداتها أو سيارات الإسعاف، لأغراض عسكرية.
  • يجب السماح بإجلاء المرضى والجرحى والطواقم الطبية دون إعاقة متى ما احتاجوا إلى الانتقال إلى منطقة أكثر أمناً.

تدير منظمة أطباء بلا حدود بشكل مباشر أربعة م ا رفق صحية في شمال سورية وتقدم الدعم إلى 07 مرفقا صحيا في أنحاء سورية. وتقدم المنظمة تبرعات الطوارئ إلى حوالى 07 مرفقا آخر في الغوطة الشرقية حسبما تدعو الحاجة لا تتواجد أي طواقم تابعة لمنظمة أطباء بلا حدود في المرافق المدعومة.

في الغوطة الشرقية تدعم منظمة أطباء بلا حدود 11 مستشفى ميدانيا ووحدتي أمومة وسبعة مراكز رعاية صحية أولية وخمس نقاط طبية صغيرة. إن الكثير من هذه المرافق مدعومة بالكامل من قبل أطباء بلا حدود وبعضها مدعومة من قبل منظمات إغاثية متنوعة بما فيها أطباء بلا حدود. وخلال ثلاثة أشهر فقط أي بين نوفمبر/تشرين الثاني 2712 و يناير/كانون الثاني 2710 أجرت هذه المرافق 211,777 استشارة في قسم
العيادات الخارجية وعلاج طارئ، و10,057 عملية جراحية، و 3,177 ولادة آمنة. إن منظمة أطباء بلا حدود لا تقبل أي تمويل حكومي للقيام بعملها في سوريا، لكي تكون مستقلة بشكل واضح عن الدوافع السياسية.