بروكسل - يستمر النزاع القائم في محافظة إدلب شمال غرب سوريا بتوليد احتياجات طبية شديدة. حيث وقع انفجار كبير في بلدة دركوش ظهر يوم الخميس 31 أكتوبر/تشرين الأول ما أدى إلى نقل 12 جريحًا لتلقي العلاج الطارئ في مستشفى قريب من الحادث تدعمه منظّمة أطباء بلا حدود.
استهدف الانفجار مبنى قرب وسط بلدة دركوش لأسباب غير واضحة، ما أدى إلى إصابة العديد من الأشخاص الذين كانوا على مقربة من المبنى لحظة وقوع الحادث. ومع الأسف، توفي اثنان من المصابين قبل وصولهم في طريقهم إلى المستشفى بسبب جروحهم.
وصل جريحان مصابين بجروح بالغة، وهما فتى يبلغ من العمر 12 عامًا مصاب في رأسه وفتاة تبلغ من العمر 16 عامًا مصابة في منطقة البطن. تمكن العاملون في المستشفى من إعادتهم إلى حالة مستقرة وإحالتهم إلى مستشفيات أخرى مجهزة بالمزيد من القدرات الطبية التقنية.
ووصل أيضًا ثلاثة جرحى مصابين بجروح متوسطة الخطورة في الرأس والقدم واليد تمكن العاملون من علاجها في المستشفى الذي تدعمه أطباء بلا حدود. بالإضافة إلى ذلك، استطاع العاملون معالجة خمسة مرضى آخرين وصلوا إلى المستشفى مصابين بجروح أقل خطورة في الرأس والساق والقدم واليد.
اتخذنا قرارًا بوقف تلقي جميع الحالات غير الطارئة في الأيام المقبلة، فنحن نتوقع وصول المزيد من المصابين بسبب القصف المتزايد في المنطقة.أحد الأطباء العاملين في مستشفى تدعمه أطباء بلا حدود في إدلب
ويقول أحد كبار الأطباء العاملين في المستشفى الذي تدعمه منظّمة أطباء بلا حدود بالحديث حول الاضطراب الذي يعيشه الطاقم العامل في المستشفى، "بعد مواجهة توافد العدد الكبير من المصابين الأسبوع الماضي، وتكرّر الأمر نفسه يوم أمس، زاد المستشفى من استعداديته. واتخذنا قرارًا بوقف تلقي جميع الحالات غير الطارئة في الأيام المقبلة. فنحن نتوقع وصول المزيد من المصابين بسبب القصف المتزايد في المنطقة. إنّ عدم قبول استقبال المرضى ليس قرارًا يسهل على أي طبيب أو مستشفى اتخاذه... لكننا نشعر أنّه من الضروري أن تكون فرقنا الطبية الآن على أهبة الاستعداد لإجراء الجراحات الطارئة المنقذة للحياة".
في هذا الإطار، استجاب مستشفيان تدعمهما منظّمة أطباء بلا حدود في إدلب، في غضون أسبوع واحد، لحادثين تسببا بتوافد عدد كبير من المصابين إلى قسم الطوارئ، ما يثبت بشكل واضح أنّ الحاجة للرعاية الطبية المنقذة للحياة لم تتقلّص قط في سياق الحرب العنيفة هذه التي طال أمدها.
ويقول رئيس بعثة أطباء بلا حدود للاستجابة الطبية في سوريا دوشيو ستاديريني، "تناشد منظّمة أطباء بلا حدود جميع الأطراف المتحاربة في سوريا بضمان حماية المدنيين بمن فيهم العاملين في مجال الرعاية الصحية والمرضى الذي يتلقون العلاج على أيديهم".
تقدّم فرق منظّمة أطباء بلا حدود في أنحاء شمال غرب سوريا الرعاية الطبية للأم، والرعاية الصحية الأساسية والعلاج للأمراض المزمنة من خلال عيادات متنقلة. وتوزّع فرقنا مواد الإغاثة وتعمل على تحسين أنظمة المياه والصرف الصحي، كما أنّها تدعم أنشطة التطعيم الدورية في مركزين للتطعيم وأحد المستشفيات ومن خلال خدمات العيادات المتنقلة.
وتدير أطباء بلا حدود في شمال غرب سوريا أيضًا وحدة متخصصة في علاج الحروق تقدّم فيها الجراحة والترقيع بزراعة الجلد وتغيير الضمادات والعلاج الفيزيائي والدعم النفسي. بالإضافة إلى ذلك، تقدم أطباء بلا حدود الدعم لخدمات الرعاية الصحية الأساسية والمتخصصة في العديد من المستشفيات والعيادات المحيطة بإدلب وحلب، وتشترك في إدارة ثلاثة مستشفيات، بما في ذلك المستشفى الذي استجاب للإصابات الجماعية يوم الخميس.
وتم تقليص حجم الأنشطة الطبية التابعة لمنظمة أطباء بلا حدود، أو تعليق بعض منها، في جميع أنحاء محافظتي الرقة والحسكة في شمال شرق سوريا منذ 15 أكتوبر/تشرين الأول 2019 لأنّ المنظّمة لم تعد قادرة على ضمان سلامة فرقها بسبب النزاع القائم في تلك المنطقة.
ولضمان تأدية أنشطتنا بشكل مستقل بعيدًا عن الضغوط السياسية، لا تتلقى منظّمة أطباء بلا حدود أي تمويل حكومي لتنفيذ عملها في سوريا.