15
15
2.6
2.6
2015
2015
فهناك الآلاف من المهاجرين واللاجئين وطالبي اللجوء الذين يجدون أنفسهم عالقين في ليبيا وليس أمامهم من مفر سوى بعبور البحر الأبيض المتوسط هرباً من دوامة العنف والاعتداء التي لا نهاية لها. لكن جائحة كوفيد-19 التي ضربت سنة 2020 أدت إلى إقفال الحدود وتعليق آليات نقل الإقامة وإعادة التوطين والعودة إلى الوطن، مما حدّ من البدائل المتاحة أمام هؤلاء الناس.
أما على الجانب الآخر من البحر فقد استمرت الدول الأوروبية بالتنصل من مسؤولياتها والتعاون في الآن ذاته مع خفر السواحل الليبي لحراسة البحر وإعادة الناس إلى أماكن يغيب فيها الأمان بدرجة خطيرة.
هذا وقد اتسمت الظروف بالعدائية في ظل الحواجز الإدارية والبيروقراطية التي تفرضها الموانئ الإيطالية والتي حدّت بشكل كبير من قدرة المنظمات غير الحكومية على تنفيذ مهامها التي تهدف إلى إنقاذ حياة الناس من البحر خلال سنة 2020، غير أن منظمة أطباء بلا حدود حافظت على التزامها بتوفير المساعدات الطبية والإنسانية للناس الذين يجري إنقاذهم من القوارب المحملة فوق طاقتها والتي لا تصلح للإبحار.
وكان فريق تابع لأطباء بلا حدود قد عمل لغاية أبريل/نيسان على متن سفينة أوشن فايكينغ بالتعاون مع منظمة إس أو إس ميديتيراني. كما استأنفنا عملياتنا في أوائل أغسطس/آب بالتعاون مع شريكنا الجديد سي ووتش على متن سفينة سي ووتش 4، حيث أشرفنا على العيادة حتى شهر سبتمبر/أيلول حين أصبحت السفينة خامس سفينة إنقاذ إنسانية تمنعها السلطات الإيطالية من الإبحار هذه السنة.
وقد عالجت فرقنا العاملة في البحر المرضى المصابين بالالتهابات التنفسية وانخفاض حرارة الجسم والتجفاف/نقص السوائل ودوار البحر. كما كان العديد منهم يعانون من حروق أصيبوا بها نتيجة التعرض المطول للوقود والمياه المالحة، علاوةً على الالتهابات الجلدية الناتجة عن ظروف النظافة المريعة التي كانت تحيط بهم في أماكن احتجازهم. كان بعض الناس كذلك يعانون من تبعات الصدمات العنيفة التي تعرضوا لها إلى جانب الجروح المهملة والعنف الجنسي.
وصحيحٌ أن معظم الناس الذين تلقوا مساعداتنا أتوا في الأصل من بلدان إفريقية، إلاّ أن بعضهم كان قد انطلق في رحلته من الشرق الأوسط أو آسيا، علماً أن بعض الناس كانوا قد حاولوا عبور البحر أكثر من مرة ونجوا من حوادث غرق عديدة قبل أن تعترضهم قوات خفر السواحل الليبية وتعيدهم قسرياً إلى ليبيا التي تعرض الكثير منهم فيها إلى المزيد من الفظاعات.
يشار إلى أن فرق أطباء بلا حدود نجحت خلال عام 2020 في إنقاذ 1,072 شخصاً في البحر. لكننا، في ظل ما شهدته فرقنا بأم عينها في البحر، استنكرنا العواقب القاتلة لسياسات الهجرة الأوروبية دون أن نتوانى عن المناداة والمطالبة باستجابة إنسانية أكبر.