تشهد ولاية كروس ريفر جنوب نيجيريا منذ أكثر من عام على نزوح جماعي من غرب أفريقيا مع فرار عشرات الآلاف من المنطقتَين الشمالية الغربية والجنوبية الغربية للكاميرون، ملتمسين اللجوء على أراضيها. ولذلك، أطلقت فرق منظّمة أطبّاء بلا حدود استجابة لحالة الطوارئ لتقديم المساعدات إلى اللاجئين والمجتمعات المحلية.
وكانت النزاعات السياسية قد اندلعت في المنطقتَين الشمالية الغربية والجنوبية الغربية للكاميرون في أواخر عام 2016 نتيجة خلافات على النظامَين القضائي والتعليمي في المنطقتَين. وتصاعدت حدّة القتال في أكتوبر/تشرين الأول 2017 عندما واجه الجيش الوطني القوات الوطنية الانفصالية المُطالِبة بدولة مستقلّة.
وأشار مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إلى أن العنف المكثف تسبّب بالنزوح الداخلي لأكثر من 437,500 شخصٍ في المنطقتَين الشمالية الغربية والجنوبية الغربية للكاميرون بحلول ديسمبر/كانون الأول 2018. وأفادت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن ولاية كروس ريفر استضافت حتى نهاية ديسمبر/كانون الأول 2018 أكثر من 32,000 لاجئ من الكاميرون.
أستضيف مجموعة من اللاجئين الكاميرونيين في منزلي. يعيشون هنا منذ أكثر من عام واحد. انتقل بعضهم إلى المخيمات في ولاية بينوي في أوغوجا، بينما لا يزال آخرون يعيشون في القرى مع المجتمع النيجيري. كل المجتمعات المحلية هنا، في ولاية كروس ريفر، مضيافة للغاية وتُعامل بودّ ولطف اللاجئين القادمين من جنوب الكاميرون.أوغستين إيكا، 46 عامًا
أُنشئ مخيم "أداغوم" للاجئين والذي تديره مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في أغسطس/آب 2018 لاستضافة بعض من اللاجئين الكاميرونيين الذين يعيشون في المجتمعات المحلية حول ولاية كروس ريفر. وفي أوائل ديسمبر/كانون الأول 2018، استضاف المخيم أكثر من 6,400 لاجئ كانوا يعيشون في المجتمعات المحلية.
هربت من بلدي في أكتوبر/تشرين الأول 2017. أنا أعيش مع عائلتي، مع زوجي وأطفالي، في مخيم "أداغوم" للاجئين منذ أغسطس/آب 2018. الحياة في المخيم صعبة؛ أقيم هنا مع زوجي المُصاب بالسل ومع أطفالي. نحن ثمانية أشخاص نعيش داخل خيمة صغيرة. ومع تحسّن حالتي الصحية الآن، أضحى التحدّي الأكبر بالنسبة إلينا هو تأمين الطعام. لا نملك المال لشراء الطعام بأنفسنا وكل ما نأكله هو الأرز المُقدّم إلينا.ليديا من أكوايا في الكاميرون
منظّمة أطبّاء بلا حدود تستجيب لحالة الطوارئ
استُهل مشروع منظّمة أطبّاء بلا حدود في كروس ريفر بأنشطة المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية، ولا سيما بناء الآبار والمراحيض، في منطقتَي أوبانليكو وبوكي ذات الحكم المحلي. وبدأنا بتنفيذ الأنشطة الطبيّة في الأسبوع الأخير من يوليو/تموز 2018 مع إنشاء قسم العيادات الخارجية في المركز الصحي الشامل في إيكوم لخدمة كل من المجتمع المضيف واللاجئين.
وتعمل المنظّمة الآن في ستّ عيادات متنقلة هي أداغوم وأغبوكيم وأمانا وباشو وبياجوا ودانار ومنتشرة في خمس مناطق ذات حكم محلي هي أوبانليكو وبوكي وإيكوم وأوغوجا وإيتونغ. وبالإضافة إلى ذلك، قامت المنظّمة بحفر ستّ آبار جديدة وإصلاح 28 مضخةً يدويةً على الآبار القائمة مسبقًا في 11 مجتمعاً.
وبدأت أنشطة المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية، على سبيل تركيب وصيانة الآبار والمضخات اليدوية والمراحيض، عند افتتاح المشروع في يونيو/حزيران 2018. وتم تحديدها على أنها بمثابة حاجة ملحة للمجتمعات المحلية بسبب العدد المتزايد من اللاجئين الذين يعيشون في المنطقة.
في عام 2018، أجرت المنظّمة 7,140 استشارة للرعاية الصحية الأساسية، استحوذ اللاجئون على نسبة 60% منها، أي 4,318 استشارة. وتطرقت الكثير من الاستشارات إلى أمراض الجهاز التنفسي والأمراض الجلدية مثل الجرب، وهي أمراض متربطة بالظروف المعيشية المتردية في القرى والمخيمات حيث يقيم اللاجئون. ويعالج كذلك طاقم المنظّمة الطبّي المرضى الذين يعانون من الأمراض المزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري، والملاريا التي تعتبر مرضاً متوطناً في البلاد، والمرضى الذين يحتاجون إلى جراحة نتيجة الإصابات البالغة وغير البالغة.