منذ عام 2019، تشهد بوركينا فاسو انتشارًا للجماعات المسلحة الحكومية وغير الحكومية على أراضيها بعد توسّع مدى الأزمة التي اندلعت أولًا في مالي في عام 2012 ووصولها إلى منطقة الساحل الأوسط. أجبر العنف وانعدام الأمن، لا سيما في الأقاليم الشرقي والشمالي والوسط الشمالي وإقليم الساحل، أكثر من مليون شخصٍ على الفرار من ديارهم. وبالتزامن مع ذلك، تواجه البلاد أسوأ أزمة غذائية منذ عقد من الزمن.
يكافح الكثير من الناس للحصول على أبسط احتياجاتهم من مأوى وغذاء وماء ورعاية طبية. وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، تم إغلاق أكثر من 135 مرفقًا صحيًا في حين تقلّصت الخدمات في 40 مرفقًا في جميع أنحاء البلاد. وفي بعض الحالات، يتعرّض الموظفون الطبيون للهجوم في المناطق المتضررة بالعنف، وسبق وفرّ العديد منهم كتدبير احتياطي خوفًا على حياتهم.
أنشطتنا في بوركينا فاسو
في إقليم الوسط الشمالي الذي يستضيف نحو نصف النازحين في البلاد، تقدم أطباء بلا حدود الرعاية الصحية الأولية والثانوية والدعم للمرافق واللقاحات والدعم المجتمعي كما توزع المود غير الغذائية والمياه، وتبقى على استعداد لحالات الطوارئ. وتدير فرقنا عيادات متنقلة في المناطق النائية.
كما تقدم فرقنا الرعاية الصحية إلى أفراد المجتمع في منطقة تيتاو في الإقليم الشمالي وتدير عيادات متنقلة وتعمل على زيادة فرص الحصول على المياه الآمنة والمراحيض، وتوزّع الضروريات الأساسية على النازحين.
في إقليم الساحل، تقدم أطباء بلا حدود الرعاية الصحية الطارئة إلى النازحين والمجتمعات المضيفة في دجيبو وغوروم غوروم وفي عدة مواقع أخرى على أطراف البلدة، وتتضمن الرعاية الصحية الأولية والثانوية ورعاية الإصابات والجروح وتوزيع المياه والمواد الأساسية. كما عملت فرقنا على تركيب المراحيض وحفر الآبار للمجتمعات.
وفي الإقليم الشرقي، توفر أطباء بلا حدود الرعاية التغذوية وطب الأطفال والرعاية المركزة لحديثي الولادة للنازحين والمجتمعات المضيفة في مستشفيَين وثمانية مراكز صحية في فادا وغاييري. درّبت فرقنا أيضًا العاملين الصحيين المجتمعيين على علاج الأمراض الشائعة والكشف عن الحالات التي تحتاج إلى رعاية طبية عاجلة وإحالتها إلى المرافق المناسبة. كما حسّنت فرقنا فرص الحصول على المياه النظيفة من خلال إصلاح آبار وحفر آبار أخرى ونقل آلاف الأمتار المكعبة من المياه بالشاحنات، بالإضافة إلى توزيع مجموعات النظافة العامة والمواد الأساسية الأخرى وتنفيذ حملات تلقيح طارئة عند الضرورة.
أما في منطقة منعطف موهون، فقد نفذنا حملات تلقيح في عام 2020 في ديدوغو وبورومو تهدف إلى تلقيح 110,000 طفل ضد الحصبة وعالجنا نحو 50,000 طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية. وقد افتتحنا مشروعًا جديدًا في يونيو/حزيران 2021 لتحسين إمكانية الحصول على الرعاية الصحية الثانوية بما في ذلك الأنشطة الجراحية.
الصحة النفسية
إن العديد من النازحين في بوركينا فاسو وقعوا ضحيةً للعنف أو خسروا أحباءهم أو شهدوا ارتكاب الفظائع. ولذلك، بغية التخفيف من معاناتهم النفسية، شرعت الفرق في نهاية عام 2019 في تنفيذ أنشطة الصحة النفسية في الإقليم الشرقي.
الملاريا وسوء التغذية
يؤدّي النزوح والنظام الصحي المعطل إلى زيادة المخاطر الوبائية في أنحاء البلاد التي تستوطن فيها أساسًا أمراض مثل الملاريا والإسهال. في كل عام خلال موسم الأمطار، تضحي ذروة الملاريا وسوء التغذية من الأسباب الرئيسية لوفاة الأطفال دون سن الخامسة في البلاد.
في الأقاليم الشمالي والوسط الشمالي والشرقي وإقليم الساحل، تشمل أنشطة أطباء بلا حدود زيادة قدرات المرافق الصحية وإنشاء بنوك الدم وإدارة العيادات المتنقلة في مخيمات النازحين. كما نُدرّب العاملين الصحيين المجتمعيين ونعمل على نشر التوعية الصحية وإجراء فحص الكشف عن سوء التغذية ومراقبة الحالات وإحالتها.
تأثير كوفيد-19
استجبنا لجائحة كوفيد-19 في عامي 2020 و2021 وأغلقنا آخر مركز علاج كوفيد-19 في أواغادوغو في يونيو/حزيران.
ويضيف التهديد الذي يطرحه مرض كوفيد-19 طبقة أخرى من التعقيد إلى التحدي الهائل القائم مسبقًا لتوفير الرعاية الصحية في مثل هذه الظروف غير الآمنة. اضطرت فرقنا إلى إيقاف أنشطتها وتكييف جميع الخدمات الطبية غير الأساسية في المرافق الصحية مع الوضع الراهن. فيتم الآن مثلًا توفير الدعم النفسي والاجتماعي عبر الهاتف ومن خلال البرامج الإذاعية والمنشورات التوعوية.