عالجت منظّمة أطباء بلا حدود الطبية الدولية في مركزها لعلاج كوفيد-19 في مخيّم الزعتري للاجئين 7 مرضى حتى الآن، وذلك بعد مرور شهر على تأكيد أول إصابة بالفيروس في المخيّم في الأردن.
وتدير أطباء بلا حدود هذا المركز بالتعاون مع وزارة الصّحة الأردنية، والسلطات المحلية، والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ومنظّمات أخرى عاملة في المخيّم. ويُقدم هذا المركز بقدرة استيعابية تصل إلى 30 سريرًا الرعاية الصّحية للمرضى الذين يعانون من أعراض خفيفة أو معتدلة من جراء إصابتهم، أمّا المرضى الذين يعانون من أعراض شديدة أو حرجة، فتتم إحالتهم إلى مستشفيات وزارة الصّحة المسؤولة عن إدارة هذه الحالات.
وسُجّلت في الأردن أول حالة إصابة مؤكدة بكوفيد-19 في مارس/آذار 2020، واستجابت الحكومة على وجه السرعة من خلال تنفيذ إجراءات وقائية صارمة للتصدي لانتشار الفيروس، منها الإغلاق الكامل للحدود البرية والبحرية وللمطارات، فضلاً عن الإغلاق التام على أراضيها لمدة أسابيع وفرض حظر التجول. غير أنّ التخفيف التدريجي لإجراءات الإغلاق في يونيو/حزيران ولّد ارتفاعًا مستمرًا في الحالات في جميع أنحاء البلاد، وصولاً إلى محافظة المفرق حيث يقع مخيم الزعتري.
فمن الصعب جدًا تطبيق تدابير الوقاية من العدوى كغسل اليدين ووضع الكمامة والتباعد الجسدي في مخيّم مكتظ.رئيسة بعثة أطباء بلا حدود في الأردن جيما دومينغيز
وتقول رئيسة بعثة أطباء بلا حدود في الأردن جيما دومينغيز، "نحن نراقب الوضع الصّحي في مخيّم الزعتري منذ شهر مارس/آذار لأن الأوبئة تنتشر بسرعة في المخيّمات. فمن الصعب جدًا تطبيق تدابير الوقاية من العدوى كغسل اليدين ووضع الكمامة والتباعد الجسدي في مخيّم مكتظ."
أنشئ مخيم الزعتري للاجئين في عام 2012 بالقرب من حدود الأردن الشمالية مع سوريا، ويعيش فيه اليوم نحو 76 ألف لاجئ سوري فروا من العنف المستمر في بلادهم بحثًا عن الأمان والأمن في الأردن.
وأدى وصول فيروس كورونا المستجد إلى مخيم الزعتري وما ترتّب عن ذلك من قيود للحد من انتشار الفيروس في بداية التفشي إلى زيادة الصعوبات أمام اللاجئين الذين يعيشون بعيدًا عن منازلهم منذ سنوات. حيث أنّ القيود على الحركة وحظر التجول أجبرت المتاجر على الإغلاق وأثّرت على قدرة السكان على مغادرة المخيم للعمل، مما طال بدوره سبل رزق هؤلاء.
وأبدى الأشخاص في المخيم أيضًا مخاوفهم تجاه الإصابة بالفيروس المعدي والتأثير الحتمي الذي قد يخلّفه على حياتهم.
مجد، مريض سوري يبلغ من العمر 23 عامًا يعيش في مخيم الزعتري، عانى من حمى مستمرة ودوخة لم يعرف سببها لأيام، ما دفعه في النهاية إلى القدوم لتلقي العلاج الطبي في مركز أطباء بلا حدود. يمكث مجد الآن في المركز حيث ينتظر بفارغ الصبر تلقي نتيجة اختبار كوفيد-19 الذي خضع له.
ويقول مجد في هذا الصدد، "مرّ يومان على دخولي مستشفى أطباء بلا حدود. أنا لا أسعل ولا أعاني من رشح في أنفي، وقد زالت الحمى. ما زلت أنتظر نتيجة الاختبار، فسأتمكن من العودة إلى المنزل في حال أتت النتيجة سلبية، لكن في حال أتت النتيجة إيجابية، فسيتعين علي البقاء هنا وتلقي الرعاية الطبية. لا أستطيع التحكم بنتيجة الاختبار، فإذا تبين أن النتيجة إيجابية هذا شيء خارج عن إرادتي، لكنني لست قلقًا فاللّه سيعينني."
تعمل منظّمة أطباء بلا حدود منذ عام 2006 في الأردن حيث تدير مستشفى للجراحة التقويميّة في عمّان وعيادتين في محافظة إربد للاجئين السوريين والمواطنين الأردنيين الأكثر حاجة الذين يعانون من أمراض مزمنة. وتتبع مرافق أطباء بلا حدود كافة تدابير صارمة للوقاية من العدوى ومكافحتها بهدف حماية المرضى والطاقم الطبي.
وفي عام 2020، قدّمت فرق أطباء بلا حدود 13،517 استشارة طبية، ووزعت الأدوية أكثر من 5،000 مريض من اللاجئين السوريين أو المواطنين الأردنيين الأكثر حاجة، وأجرت الفرق 1،654 زيارة منزلية. وفي عمّان تستقبل منظّمة أطباء بلا حدود المرضى من جميع أنحاء المنطقة في مستشفى الجراحة التقويمية التابع لها. وقدّمت منظّمة أطباء بلا حدود تبرعات لنقابة الأطباء الأردنية ونظّمت جلسات تدريبية بالتعاون معها.