Skip to main content
MSF emergency intervention in Tawila
يصل النازحون إلى محلية طويلة من الفاشر والمخيمات المحيطة بها، مثل زمزم وأبو شوك، ويبلغون عن العنف الشديد والقصف المتكرر وارتفاع أسعار السلع الأساسية ونقص الغذاء كأسباب رئيسية للنزوح. السودان، في يونيو/حزيران 2024.
© MSF

موجات تدفق جماعي للجرحى إلى المستشفيات في مختلف أنحاء السودان في ظل استمرار 'الحرب على الشعب'

يصل النازحون إلى محلية طويلة من الفاشر والمخيمات المحيطة بها، مثل زمزم وأبو شوك، ويبلغون عن العنف الشديد والقصف المتكرر وارتفاع أسعار السلع الأساسية ونقص الغذاء كأسباب رئيسية للنزوح. السودان، في يونيو/حزيران 2024.
© MSF
  • استجابت فرق منظمة أطباء بلا حدود لأحداث أسفرت عن سقوط أعداد كبيرة من الضحايا في ثلاث مناطق بالسودان خلال الأيام القليلة الماضية.
  • إن هذه الهجمات الشنيعة على الناس تظهر مدى قلة احترام حياة المدنيين.
  • نحث الأطراف المتحاربة على حماية حياة المدنيين.

بورتسودان - تعاملت فرق أطباء بلا حدود في ثلاثة أجزاء مختلفة في السودان -في الخرطوم وولايتي شمال دارفور وجنوب دارفور- مع موجات تدفق جماعي لجرحى الحرب، فيما تتواصل الحرب الدائرة بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع والتي لا تُعير احترامًا يذكر لحياة المدنيين.

ففي 4 فبراير/شباط في نيالا، جنوب دارفور، نُقل 21 جريحًا إلى مستشفى نيالا التعليمي الذي تدعمه المنظمة بعد أن أصابت غارات جوية شنتها القوات المسلحة السودانية مصنعًا لزيت الفول السوداني، حيث أفادت تقارير بمقتل 25 شخصًا. أما في 3 فبراير/شباط فقد طالت غارات جوية مناطق سكنية في نيالا، فأصابت منازل مدنيين ودمرتها. وقد وقعت الغارات الجوية بعد الظهر عندما كان الكثير من الناس في الأرجاء. قُتل اثنان وثلاثون شخصًا وأصيب العشرات بجروح، ونُقل العديد من المرضى إلى مستشفى نيالا التعليمي.

هذا وكان أحد أطباء المنظمة يعمل في المستشفى عندما وقعت الغارات الجوية.

فيقول، "كان القصف قريبًا من المستشفى، وشعرنا باهتزاز المبنى. وما إن ذهبت إلى قسم الطوارئ حتى وجدت الوضع مروعًا. كانت الدماء في كل مكان، وكان بعض المرضى يعانون من كسور، وبعضهم بُترت أطرافه. وقد رأيت أثناء تجوالي في غرفة الطوارئ طفلين. كان أحدهما في الرابعة من عمره، والأخرى عمرها سنتان. أخبرتنا خالتهما أن هذه الطفلة فقدت ثلاثة من أشقائها وتوفيت والدتها، ولم ينجُ سوى شقيقها الأكبر منها ووالدها لأنهما كانا في العمل".

كانت الدماء في كل مكان، وكان بعض المرضى يعانون من كسور، وبعضهم بُترت أطرافه. طبيب يعمل مع أطباء بلا حدود في مستشفى نيالا التعليمي

كذلك قُتل مدنيون في الفاشر في شمال دارفور، والتي شهدت اشتباكات عنيفة في الأشهر الأخيرة. وقد عالجت فرق أطباء بلا حدود خلال الأيام القليلة الماضية جرحى مدنيين في مخيم زمزم بعد أن أدى تصاعد القتال العنيف بين قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية وحليفتها القوات المشتركة إلى سقوط عشرات الضحايا. وفي 2 فبراير/شباط، استقبل المستشفى الميداني التابع لمنظمة أطباء بلا حدود في مخيم زمزم 21 جريحًا، أكثر من نصفهم من الأطفال، كانوا قد أصيبوا أثناء فرارهم من قرية شقرة في محلية الفاشر.

يُذكر أن المستشفى الميداني التابع لمنظمة أطباء بلا حدود في زمزم مخصص للرعاية الصحية للأطفال والحوامل والأمهات وغير مجهز للتعامل مع الإصابات البليغة التي تتطلب إجراء عمليات جراحية. أما الخدمات الجراحية الوحيدة المتبقية فتقع على بعد بضعة كيلومترات ولكن الناس لم يستطيعوا استخدام الطريق بين زمزم والفاشر بسبب القتال الدائر وتغير خطوط الجبهات.

وكان المرضى الذين يعانون من حالات حرجة محاصرين في مخيم زمزم من دون إمكانية الحصول على الرعاية التي من شأنها إنقاذ حياتهم. وقد توفي أربعة مرضى من بين الجرحى، فيما أحيل خمسة مرضى بنجاح إلى الفاشر في 3 فبراير/شباط حيث لا يزال المستشفى السعودي يعمل إلى حد ما على الرغم من الهجمات المتواصلة، إذ أفادت التقارير بأن القصف الأخير الذي استهدف المرفق في 24 يناير/كانون الثاني أسفر عن مقتل 70 شخصًا.

وصل الآلاف من الناس الفارين من شقرة إلى زمزم في الأيام الأخيرة بحثًا عن مكان آمن. وقد تركوا وراءهم كل شيء، وتحدثوا عن العنف المروع في المنطقة. كما وصلت نحو 60 عائلة من قرية شقرة إلى طويلة التي تدير المنظمة فيها برنامج طوارئ يقدم رعاية الطوارئ وخدمات التغذية والرعاية الصحية للأطفال والحوامل والأمهات. وقد أخبر هؤلاء الأشخاص فرق أطباء بلا حدود بتعرض الناس للسرقة والهجوم أثناء فرارهم على طول الطريق.

هذا وقد اشتدت أعمال العنف في ولاية الخرطوم منذ بداية فبراير/شباط. ففي 4 فبراير/شباط، وأثناء قصف قوات الدعم السريع لأم درمان وقعت انفجارات على بعد 100 متر من مستشفى النو الذي تدعمه أطباء بلا حدود. وأعلنت وزارة الصحة عن إصابة 38 شخصًا ومقتل ستة أشخاص، من بينهم متطوع من مبادرة النو التي يتطوع فيها أشخاص للمساعدة في إدارة المستشفى.

يُشار إلى أن هذه هي المرة الثانية التي يستجيب فيها المسعفون العاملون في المستشفى لتدفق أعداد كبيرة من الجرحى في الأيام الأخيرة. ففي الأول من فبراير/شباط، أدى هجوم شنته قوات الدعم السريع على أحد الأسواق إلى مقتل 54 شخصًا وفقًا لوزارة الصحة. وقد تعرض مستشفى النو لثلاث انفجارات منذ بدء الحرب في السودان أولها في أغسطس/آب 2023 ثم أكتوبر/تشرين الأول 2023 وآخرها في نوفمبر/تشرين الثاني 2024.

وفي هذا الصدد، يقول مدير الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود، أوزان أغباس، "إن العنف الذي تمارسه قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية على الناس في جميع أنحاء السودان أمر مأساوي ومروّع. فالعنف يدمر حياة الناس ويصعّب حصولهم على الرعاية الصحية ويعرض العاملين في مجال الرعاية الصحية للخطر. وإننا نحث الأطراف المتحاربة على حماية حياة المدنيين وتجنيبهم هذه الحرب على الناس".

المقال التالي
النزاع في السودان
بيان صحفي 3 فبراير/شباط 2025