Skip to main content
Repeated violence and displacement in Ituri
تشارلز باراكا تشانونغ إيو يستريح في مستشفى سلامة بعد تعرضه لهجوم من قبل جماعات مسلحة بالسواطير والأسلحة النارية أثناء نومه في منزله. بونيا، مقاطعة إيتوري، جمهورية الكونغو الديمقراطية، في يناير/كانون الثاني 2025.
© Fanny Hostettler/MSF

موجة جديدة من العنف في إيتوري تعرّض المدنيين لمزيد من المخاطر

تشارلز باراكا تشانونغ إيو يستريح في مستشفى سلامة بعد تعرضه لهجوم من قبل جماعات مسلحة بالسواطير والأسلحة النارية أثناء نومه في منزله. بونيا، مقاطعة إيتوري، جمهورية الكونغو الديمقراطية، في يناير/كانون الثاني 2025.
© Fanny Hostettler/MSF
  • يعيش الناس في مقاطعة إيتوري بشرق جمهورية الكونغو الديمقراطية وسط العنف المروع والنزوح الواسع النطاق ونقص المساعدات الإنسانية.

  • في خضم العنف، يواجه الناس في إيتوري صعوبات في الوصول إلى الرعاية الصحية، كما يواجه فريقنا صعوبات في تقديمها.

  •  تدعو منظمة أطباء بلا حدود جميع الجماعات المسلحة الحكومية وغير الحكومية في إيتوري إلى النأي بالمدنيين وبمرافق الرعاية الصحية.

كينشاسا – شهدت منظمة أطباء بلا حدود ارتفاعًا متجددًا في الأعمال الوحشية في مقاطعة إيتوري بشرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث تقدم فرقها الطبية الرعاية للناس الذين أصيبوا بجروح مروعة. وفي تقرير جديد صدر اليوم بعنوان "يخاطرون بحياتهم من أجل سُبُل العيش"، تسلط أطباء بلا حدود الضوء على الاحتياجات الشديدة للعديد من المجتمعات المعرضة للخطر بسبب الهجمات الأخيرة وزيادة النزوح وانخفاض المساعدات الإنسانية.

Risking their lives to survive pdf — 12.31 MB لتحميل التقرير

على مدى عقود، كان الناس في إيتوري، شمال شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، أهدافًا مباشرة ويُعامَلون كأضرار جانبية في نزاع معقد يتسم بالعنف والانقسامات العرقية ومشاركة مختلف الجماعات المسلحة، كما أعاق هذا النزاع إلى حد كبير إمكانية الوصول إلى الرعاية الصحية وسُبُل عيش الأسر، في حين أن تقييد تقديم المساعدات الإنسانية تسبب في مزيد من المعاناة للسكان الذين لا يحظون باهتمام دولي يذكر.

وتدعو منظمة أطباء بلا حدود جميع الجماعات المسلحة الحكومية وغير الحكومية في إيتوري إلى النأي بالمدنيين وكذلك مرافق الرعاية الصحية، التي تُعتبر ملاذات ضرورية لاستمرار حياة المجتمعات المحلية.

تأتي هذه الهجمات الأخيرة بعد عقود من العنف... حيث يجبر العنف المدنيين على التنقل وبدء حياتهم من جديد مرارًا وتكرارًا. أليرا هاليدو، رئيسة بعثة أطباء بلا حدود في جمهورية الكونغو الديمقراطية

ويشار إلى أن العنف في إيتوري قد أدى إلى نزوح نحو 100,000 شخص منذ بداية العام، وفقًا للأمم المتحدة1. وفي يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط وحدهما، أبلغت أيضًا عن تكثيف العنف ضد المدنيين، حيث خلّفت الهجمات أكثر من 200 قتيل وعشرات الجرحى. وفي فبراير/شباط، عالجت الفرق الطبية التابعة لأطباء بلا حدود أطفالاً لا تتجاوز أعمارهم 4 سنوات ونساء حوامل من جروح ناجمة عن ضربات سواطير وأعيرة نارية إثر هجمات الميليشيات في إقليم دجوغو.

وفي هذا السياق، تقول رئيسة بعثة أطباء بلا حدود في جمهورية الكونغو الديمقراطية، أليرا هاليدو، "تأتي هذه الهجمات الأخيرة بعد عقود من العنف وعواقبه المدمرة على المدنيين، بمن فيهم النساء والأطفال في إيتوري. وكان النزوح المتكرر السمة الأبرز للأزمة هنا، حيث يجبر العنف المدنيين على التنقل وبدء حياتهم من جديد مرارًا وتكرارًا. والأسوأ من ذلك، هو أن القصص التي يرويها لنا المرضى والمجتمعات ليست سوى غيض من فيض".

أنشطة أطباء بلا حدود في جمهورية الكونغو الديمقراطية
امرأة تحضر الطعام خارج مأواها في مخيم جينجيري 1 للاجئين. مقاطعة إيتوري، جمهورية الكونغو الديمقراطية، في يناير/كانون الثاني 2025.
© Fanny Hostettler/MSF

إعاقة الوصول إلى الرعاية الصحية

لا تستطيع سوى نسبة صغيرة من الناس الحصول على الرعاية الصحية في إيتوري، حيث تقع المرافق الصحية أيضًا فريسة للهجمات. وفي إقليم دجوغو، اضطر مستشفى فاتاكي العام إلى تعليق أنشطته وإجلاء المرضى في منتصف مارس/آذار بعد تهديدات الجماعات المسلحة. ويؤثر هذا الإغلاق على الآلاف من الأشخاص الذين تُركوا من دون إمكانية الحصول على الرعاية الطبية. وفي منطقة درودرو الصحية، وهي في دجوغو أيضًا، دُمِّر حوالي 50 في المئة من مراكز الرعاية الصحية جزئياً أو كليًا وتعيَّن نقلها. وعندما تصاعد العنف في هذا الوقت من العام الماضي، قُتلت مريضة في سريرها في هجوم مسلح على مستشفى درودرو العام.

علمًا أن هذه الهجمات لا تجعل المرضى يترددون في الذهاب إلى المرافق الطبية فحسب، بل تعرّض الطاقم الطبي للخطر أيضًا. وقد روى أحد الأطباء الذين تمت مقابلتهم من أجل التقرير كيف أنه عندما أُجبر مركز صحي على الإغلاق لمدة شهرين، استمر هو في الذهاب لإجراء عمليات قيصرية.

ويقول الطبيب، "كان الأمر خطيرًا وكنت أخاطر بحياتي، لكن لم يكن لدينا خيار. كان علينا أن نتسلل إلى هناك مع النساء، وإلا لَكُنَّ قد فارقن الحياة".

كان الأمر خطيرًا وكنت أخاطر بحياتي، لكن لم يكن لدينا خيار. كان علينا أن نتسلل إلى هناك مع النساء، وإلا لَكُنَّ قد فارقن الحياة. طبيب في مقاطعة إيتوري

استهداف الفئات الأكثر ضعفًا

كان أكثر من نصف ضحايا العنف الـ 39 الذين عالجتهم أطباء بلا حدود في عيادة سلامة، في بونيا، حتى منتصف مارس/آذار 2025 من النساء والأطفال. فقدت إحدى الأمهات طفلها البالغ من العمر 6 أشهر وزوجها خلال هجوم بالسواطير، وأصيب طفلها البالغ من العمر 4 سنوات. وتلقت أيضًا شقيقتان تبلغان من العمر 4 أعوام و16 عامًا ضربات بالسواطير على الرأس والذراعين، كما أصيبت والدتهما (وهي حامل في شهرها الثامن) بإصابة خطيرة ناجمة عن جروح بالسواطير.

كما عالجنا أيضًا صبيًا يبلغ من العمر 9 سنوات أصيب بطلق ناري في البطن، وكان قد شهد هجوم المسلحين ومقتل والدته واثنين من أشقائه بالسواطير.

حتى عندما يلجأ الناس إلى مخيمات النازحين، فإنهم لا يزالون غير آمنين. ففي إحدى الحالات في سبتمبر/أيلول 2024، عالجت أطباء بلا حدود خمسة مدنيين مصابين بجروح ناجمة عن طلقات نارية في أعقاب هجوم على مخيم بلين سافو، في منطقة فاتاكي الصحية.

عندما يكون هناك تصاعد في الهجمات ضد المدنيين، يزداد أيضًا عدد ضحايا العنف الجنسي في مرافق أطباء بلا حدود. وتواجه النساء على وجه الخصوص هجمات أثناء خروجهن بحثًا عن ما يطعمن به أنفسهن وأسرهن. وفي درودرو، في عامي 2023 و2024، كان نحو 84 في المئة من ضحايا العنف الجنسي الذين عالجتهم أطباء بلا حدود قد تعرَّضن للهجوم أثناء العمل في الحقول أو جمع الحطب أو التنقل على الطريق.

تفاقم الاحتياجات غير الملباة

على الرغم من الجهود التي تبذلها وزارة الصحة ومنظمة أطباء بلا حدود والمنظمات الإنسانية الأخرى، فإن احتياجات الناس تتجاوز بكثير الموارد المتاحة. وقد تفاقم انعدام الأمن الغذائي بشكل حاد في إيتوري في عام 2024 وأصبح الآن مزمنًا بالنسبة لـ 43 في المئة من السكان. وتعني ظروف النظافة السيئة وأماكن الإيواء المتهالكة في مخيمات النزوح أن الأمراض الإسهالية وأمراض الجهاز التنفسي تنتشر بسهولة، مما يؤثر بشكل أكبر على الأطفال دون سن الخامسة.

يجب ضمان حصول الناس في إيتوري على الرعاية الصحية بأمان ويجب ألا يضطروا إلى المخاطرة بحياتهم بحثًا عن الطعام والاحتياجات الأخرى.

  • https://news.un.org/fr/story/2025/03/1153991

المقال التالي
جمهورية الكونغو الديمقراطيّة
بيان صحفي 17 أبريل/نيسان 2025