Skip to main content
Malnutrition in Zamzam

يجب إيصال الغذاء إلى المجتمعات التي تتعرّض للتجويع بسبب الحصار في مخيم زمزم

  • يقبع مخيم زمزم الذي يستقبل النازحين في ولاية شمال دارفور تحت الحصار، ولا تصل الإمدادات الأساسية والأغذية إلى سكانه الذين يزيد عددهم عن 300,000 شخص.
  • كشف المسح الذي أجري هذا الشهر عن مستويات مقلقة من سوء التغذية لدى الأطفال، في حين أدى عدم توفر الإمدادات إلى تقليص أنشطة أطباء بلا حدود.
  • يجب النظر في جميع الخيارات لإيصال الأغذية والإمدادات بشكل سريع إلى المخيم.

باريس – كشف مسح تغذوي أجرته السلطات السودانية ومنظمة أطباء بلا حدود داخل مخيم زمزم في شمال دارفور بالسودان خلال هذا الشهر عن وضع غذائي كارثي لا ينفك يتدهور. وفي هذا السياق، تناشد أطباء بلا حدود الأمم المتحدة والمنظمات الدولية التي تساهم في التفاوض على توسيع الوصول الإنساني للنظر في جميع الخيارات التي تتيح إيصال الطعام والإمدادات الأساسية بشكل سريع إلى المنطقة، وإن كان ذلك عن طريق الإنزال الجوي.

وبحسب رئيس عمليات الطوارئ في أطباء بلا حدود، ميشال أوليفييه لاشاريتيه، "أكدت النتائج على كارثية الوضع الذي نشهده ونحذر منه مع المنظمات الأخرى منذ أشهر، كما كشفت أيضًا تدهور الوضع الذي يتفاقم يومًا بعد يوم فيما يوشك وقتنا على النفاد. نتحدّث هنا عن أطفال سيلقون حتفهم بالآلاف خلال الأسابيع المقبلة إذا لم يتلقوا العلاج المناسب وإن لم تُعتَمد حلول عاجلة تتيح إيصال المساعدات الإنسانية والإمدادات الأساسية إلى زمزم".

على الرغم من الإعلانات المتفائلة بعد محادثات السلام في جنيف في منتصف شهر أغسطس/آب، لم تصل كمية تُذكر من مواد الإغاثة إلى السكان في مخيم زمزم وما حوله وإلى مدينة الفاشر المنكوبة بالحرب غير البعيدة عنه، علمًا أن لجنة مراجعة المجاعة التابعة للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي قد أشارت إلى أن ظروف المجاعة قد سادت في المنطقة في الأول من أغسطس/آب 2024.

هذا ويشار إلى أن معظم الطرق المستَخدمة في نقل الإمدادات تخضع لسيطرة قوات الدعم السريع، فبات إدخال الأغذية العلاجية والأدوية والإمدادات الأساسية إلى المخيم مهمةً مستحيلة منذ اشتداد القتال حول الفاشر في مايو/أيار الماضي.

نتحدّث عن أطفال سيلقون حتفهم بالآلاف خلال الأسابيع المقبلة إذا لم يتلقوا العلاج المناسب وإن لم تُعتَمد حلول عاجلة. ميشال أوليفييه لاشاريتيه، رئيس عمليات الطوارئ

لم يبقَ أمامنا متسع من الوقت إذا أردنا منع آلاف الوفيات التي يمكن تجنبها. فمن بين أكثر من 29 ألف طفل دون سن الخامسة شملهم المسح الأسبوع الماضي خلال حملة التطعيم في مخيم زمزم، تبينت إصابة 10 في المئة بسوء التغذية الحاد الشديد الذي يهدّد حياة المصابين به و34 في المئة بسوء التغذية الحاد الشامل  الذي يتطور إلى أشكال أكثر حدة من سوء التغذية إن لم يُعالَج بشكل فعال وفي الوقت المناسب.

وتشرح المرجع الطبي في أطباء بلا حدود، كلودين ماييه، "كَشَف المسح عن معدلات جسيمة من سوء تغذية وهي على الأرجح الأسوأ في العالم في الوقت الحالي. أما ما يزيد الوضع فظاعةً، فهو درايتنا عن تجارب سابقة أن الطريقة التي اعتمدناها، أي قياس محيط منتصف العضد من دون قياس الوزن والطول أيضًا، لا تكشف عادةً عن العدد الكلي للحالات في المنطقة كما لو تم الجمع بين الطريقتين".

وكان الفحص الشامل الذي أجرته أطباء بلا حدود في شهر مارس/آذار 2024 قد كشف عن إصابة 8 في المئة من المشاركين بسوء التغذية الحاد الشديد و29 في المئة بسوء التغذية الحاد الشامل، أي ضعف المعدل الذي حددته منظمة الصحة العالمية كعتبة الخطر المقدّرة بـ 15 في المئة.

في الوقت الحالي، لا يتوفر أي غذاء إلا ما تبقى من المخزون السابق، وهو لا يكفي لسكان المنطقة، مع العلم أن أسعار المواد الغذائية ارتفعت بمعدل ثلاثة أضعاف عما هي عليه في باقي أنحاء دارفور. هذا وقد ارتفعت أسعار الوقود أيضًا، فبات ضخ المياه وتشغيل العيادات التي تعتمد على المولدات الكهربائية صعبًا للغاية. ويشير فريقنا في الموقع إلى أنّ الكثيرين عاجزون عن الاعتماد على أكثر من وجبة واحدة في اليوم.

تضيف ماييه، "في مثل هذا الوضع الصعب، يُفترض بنا أن نكثّف استجابتنا. ولكننا نعمل بدلًا من ذلك بإمدادات توشك على النفاد، وقد وصلنا إلى نقطة انهيار أجبرتنا على تقليص أنشطتنا للتركيز على الأطفال الذين يعانون من أشد الحالات خطورة. فعلّقنا خدمات العلاج للأشكال الأقل حدة من سوء التغذية رغم أنها تلمّ بمجموعة نشطة من 2,700 طفل، كما توقّفنا عن توفير الاستشارات للبالغين والأطفال فوق سن الخامسة الذين يلتمسون في الأساس آلاف الاستشارات شهريًا".

في مثل هذا الوضع الصعب، يُفترض بنا أن نكثّف استجابتنا. كلودين ماييه، المرجع الطبي في أطباء بلا حدود

يقدَّر عدد السكان الذين يستضيفهم مخيم زمزم بين 300,000 و500,000 شخص، وقد نزح الكثير منهم عدة مرات في محاولات للفرار من الحرب التي تعصف ببلادهم منذ العام الماضي. وفي مدينة الفاشر التي كانت مستقرًا للاجئين كثر، لم يتبقَ سوى مستشفى واحد يواصل عمله بشكل جزئي عقب تضرر المستشفيات أو تدميرها بسبب النزاع.

ويوضح لاشاريتيه، "في ظل العوائق غير المقبولة التي تُفرض على وصول الإمدادات، نشعر بأننا نترك وراءنا عددًا متزايدًا من المرضى الذين لا يجدون أمامهم إلا قلة من الخيارات للحصول على الرعاية الطبية المنقذة للحياة. إن لم تعد الطرقات خيارًا ممكنًا لإيصال كميات تُذكر من الإمدادات العاجلة إلى المخيم، فعلى الأمم المتحدة أن تبحث في كل الخيارات المتاحة لأن تأخير هذه الإمدادات يؤدي إلى زيادة آلاف الوفيات التي تلمّ بالفئات الأكثر حاجة".

المقال التالي
النزاع في السودان
بيان صحفي 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2024