Skip to main content
Malnutrition in Zamzam camp, North Darfur
صورة لمنطقة الانتظار في قسم الأم والطفل خارج عيادة أطباء بلا حدود في مخيم زمزم، على بعد 15 كيلومترًا من الفاشر في شمال دارفور. السودان، 30 يناير/كانون الثاني 2024.
© MSF

أطباء بلا حدود تضطر إلى وقف أنشطتها مع اجتياح العنف لمخيم زمزم في شمال دارفور

صورة لمنطقة الانتظار في قسم الأم والطفل خارج عيادة أطباء بلا حدود في مخيم زمزم، على بعد 15 كيلومترًا من الفاشر في شمال دارفور. السودان، 30 يناير/كانون الثاني 2024.
© MSF
  • اتخذت منظمة أطباء بلا حدود قرارًا صعبًا بتعليق جميع أنشطتها في مخيم زمزم في السودان، والذي يستضيف نحو 500,000 شخص يبحثون عن الأمان من النزاع في السودان.
  • ويأتي ذلك بعد تصعيد في الهجمات داخل مخيم زمزم وحوله.
  • سوف نواصل البحث عن كل فرصة لمساعدة الناس في مخيم زمزم من دون تعريض موظفينا لمستويات غير مقبولة من المخاطر، ونحث جميع الجهات المسلحة في المنطقة على حماية المدنيين.

بورتسودان - إن التصعيد الحالي للهجمات والقتال داخل مخيم زمزم للنازحين وحوله الواقع بالقرب من الفاشر في شمال دارفور، السودان، يجعل من المستحيل على منظمة أطباء بلا حدود مواصلة تقديم المساعدة الطبية في مثل هذه الظروف الخطرة. وعلى الرغم من انتشار الجوع على نطاق واسع والاحتياجات الإنسانية الهائلة، ليس لدينا خيار سوى اتخاذ قرار بتعليق جميع أنشطتنا في المخيم، بما في ذلك المستشفى الميداني لمنظمة أطباء بلا حدود.

في الأسابيع الثلاثة الأولى من فبراير/شباط، استقبلت فرقنا في زمزم 139 جريحًا في المستشفى الميداني لأطباء بلا حدود، يعاني معظمهم من إصابات بطلقات نارية وشظايا. ولا يمكن لمرفق أطباء بلا حدود المصمم للمساعدة في معالجة أزمة سوء التغذية الهائلة التي يشهدها المخيم والذي أُعلن أنه يمر بظروف مجاعة وفق (التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي) في العام الماضي، توفير جراحة الإصابات لأشخاص لديهم حالات حرجة.

وفي هذا الصدد، يقول رئيس بعثة أطباء بلا حدود في السودان، يحيى كليلة، "توفي 11 مصابًا أثناء وجودهم في مستشفى أطباء بلا حدود، بينهم خمسة أطفال، لأننا لم نتمكن من علاجهم بشكل صحيح أو إحالتهم إلى المستشفى السعودي، وهو المرفق الوحيد الذي يتمتع بالقدرة الجراحية في الفاشر القريبة. في يناير/كانون الثاني وديسمبر/كانون الأول، تعرضت سيارتا إسعاف تابعتان لنا تحملان مرضى من المخيم إلى الفاشر لإطلاق نار. وقد أصبح الأمر الآن أكثر خطورة، ونتيجة لذلك، فإن العديد من الناس بما في ذلك المرضى الذين يحتاجون إلى جراحة الإصابات أو حالات الولادة القيصرية الطارئة محاصرون في زمزم".

إن العديد من الناس بما في ذلك المرضى الذين يحتاجون إلى جراحة الإصابات أو حالات الولادة القيصرية الطارئة محاصرون في زمزم. يحيى كليلة، رئيس بعثة أطباء بلا حدود في السودان

شهدت المنطقة قتالًا عنيفًا بين قوات الدعم السريع والقوات المشتركة، وهي تحالف من الجماعات المسلحة المتحالفة مع القوات المسلحة السودانية، مع عواقب وخيمة على المدنيين. ويُشار إلى أنّ قوات الدعم السريع قد حاصرت وقصفت بلدة الفاشر خلال الأشهر العشرة الماضية، وكثفت هجومها في الأسابيع الأخيرة وشنت هجمات على مخيم زمزم، ولا سيما في 11 و 12 فبراير/شباط. ويجد الأشخاص الذين كانوا يكافحون من قبل من أجل توفير سبل المعيشة أن توفُّر الماء والغذاء أصبح الآن أكثر عرضة للخطر، حيث تعرض السوق المركزي للنهب والحرق.

ويضيف كليلة، "إن إيقاف مشروعنا في خضم كارثة متفاقمة في زمزم هو قرار مؤلم. خلال أكثر من عامين، بذلت فرقنا قصارى جهدها لتوفير الرعاية رغم كل الصعاب، على الرغم من الحصار ونقص الإمدادات والتحديات الأخرى المتعددة، حيث دعت إلى استجابة إنسانية موسعة، وانتظرتها، لكنها لم تتحقق. ومع ذلك، مع احتدام معركة الفاشر ووصولها الآن مباشرة إلى مخيم زمزم، لا يتوفر حاليًا الحد الأدنى من الظروف الأمنية لنا للبقاء".

ويُردف، "إن القرب الشديد من العنف، والصعوبات الكبيرة في إرسال الإمدادات، واستحالة إرسال موظفين ذوي خبرة لتوفير الدعم الكافي، وعدم اليقين بشأن طرق الخروج من المخيم لزملائنا والمدنيين لا يترك لنا الكثير من الخيارات".

يستضيف مخيم زمزم حوالي 500,000 شخص، وقد شهد وصول وافدين جدد فروا من أبو زريقة وشقرة وسلومة، يقيمون الآن في المدارس أو المباني المجتمعية أو تحت الأشجار في العراء. وقد أخبروا فرقنا عن حوادث إضرام النيران في المنازل والنهب والعنف الجنسي والقتل والضرب وغيرها من الانتهاكات في قرى وطرق محلية الفاشر. كما وصلت مئات العائلات إلى طويلة، وأحيانًا كانوا يأتون حفاة بعد أن تركوا كل شيء وراءهم وهربوا من العنف المروع في طريقهم.

إن القرب الشديد من العنف، والصعوبات الكبيرة في إرسال الإمدادات، واستحالة إرسال موظفين ذوي خبرة لتوفير الدعم الكافي، وعدم اليقين بشأن طرق الخروج من المخيم لزملائنا والمدنيين لا يترك لنا الكثير من الخيارات. يحيى كليلة، رئيس بعثة أطباء بلا حدود في السودان

تشعر منظمة أطباء بلا حدود بقلق عميق بشأن سلامة موظفيها ومئات آلاف الأشخاص في مخيم زمزم وتحث قوات الدعم السريع والقوات المشتركة وجميع الجهات الفاعلة المسلحة في المنطقة على حماية المدنيين والسماح لأولئك الراغبين في الفرار بالقيام بذلك من دون أن يصابوا بأذى.

في شمال دارفور، نواصل إدارة أنشطة الطوارئ في طويلة مع البحث عن كل طريقة ممكنة لمساعدة الناس في زمزم والفاشر من دون تعريض موظفينا لمستويات خطر غير مقبولة. وفي غرب ووسط وجنوب دارفور وأجزاء أخرى من البلاد، تواصل فرقنا الاستجابة لأزمة سوء التغذية الكارثية والأزمة الصحية الناجمة عن نزاع لا هوادة فيه، والعقبات المستمرة من الأطراف المتحاربة، والتي تفاقمت بسبب فشل الاستجابة الإنسانية.

تكرر أطباء بلا حدود دعوتها إلى زيادة تقديم المساعدات بشكل كبير في العديد من الأماكن التي لا يزال ذلك ممكنًا فيها. ويجب على الأطراف المتحاربة السماح بوصول المساعدات من دون عوائق، كما يجب على حلفائها والدول المؤثرة استخدام نفوذها لتخفيف العقبات التي تسبب الوفيات والجوع.

المقال التالي
السودان
بيان صحفي 22 فبراير/شباط 2025