تعمل فرقنا في جيتومير في أوكرانيا مع صيدلية السل العامة على علاج المرضى المصابين بالسل المقاوم للأدوية، إذ توفر لهم برنامجًا علاجيًا قصير المدى مع إمكانية تلقّي العلاج في المنزل في أغلب الأحيان ليتمكّن المرضى من العودة إلى حياتهم الطبيعية وعائلاتهم وحياتهم المهنية بشكل سريع. إلاّ أنّ إنهاء العلاجات الجديدة قد يكون أمرًا صعبًا.
تقول ناتاليا تسوبا، إحدى الناجيات من السل المقاوم للأدوية، "عندما أصبت بالسل، فقدت القدرة على الحياة، فقد أخبرني جدودي بأنّ مرض السل هو عبارة عن موت بطيء. وخلال فترة العلاج، شعرت بالإعياء والتعب، كما أنني فقدت الكثير من وزني".
وتضيف، "كنت سريعة الانفعال ومكتئبة، إلّا أنني قد حظيت بفرصة الحصول على الإرشاد النفسي الذي قدّمته لي الاختصاصيتان النفسيتان فوفا وليسيا. كنت أتحدّث معهما حول عائلتي وتطلعاتي وكيفية التعافي".
يستطيع معظم المرضى في هذا البرنامج الحصول على مسار علاج فموي بالكامل، الذي يتضمن الديلامينيد والبيداكويلين، بدلاً من الحقن المؤلمة التي كانت تستخدم في السابق والتي كانت تسبّب آثارًا جانبية خطيرة. إلّا أنّ الكثير من المرضى لا يزالون يكافحون من أجل الاستمرار في تناول أدويتهم لمدة تتراوح بين 9 إلى 12 شهرًا.
وتقول الاختصاصية النفسية في أطباء بلا حدود، إيرينا ياكيموك، "يبقى هدف القضاء على مرض السل صعب التحقيق، ويعود ذلك لعدة عوامل، تشمل عدم امتثال المرضى للعلاج. وتعدّ الصحة النفسية إحدى الأسباب الرئيسية لذلك. إذ تؤثر الأمراض النفسية والإدمان والمشاكل النفسية على غرار وصمة العار والوصمة الذاتية والانعزال والحرمان الاجتماعي بشكل سلبي على امتثال المرضى للعلاج”.
يساعد الإرشاد النفسي والدعم الاجتماعي المرضى على الاستمرار في العلاج حتى عندما يصعب عليهم القيام بذلك. ويقول بوهدان شيرنيف* أحد مرضى السل، " إن تحليك بالإرادة يمكنك من الشفاء من المرض. قد يفقد الناس الأمل لكنني لا أرغب في ذلك. لذلك، أتحدّث دائمًا إلى الاختصاصي النفسي الذي يعمل في هذا المرفق".
وبالإضافة إلى ذلك، يواجه المرضى تحدّيات عملية، لذلك تعمل فرق دعم المرضى في برنامجنا (فريق التمريض والعاملون الاجتماعيون) مع مرضى السل المقاوم للأدوية لفهم العوائق المحتملة التي تحول دون استكمال العلاج وحلّها، والتي تشمل عدم دفع الرواتب أو عدم توفر الغاز أو التدفئة في منازلهم.
وتقول ناتاليا، "عند قدومي إلى المنزل، حصلت كذلك على طرود غذائية و سلل لوازم النظافة الصحية والصابون ومواد التنظيف كجزء من علاجي. وقد تحسّنت حالتي واكتسبت بعض الوزن وصرت أشعر بجوع أكبر مقارنة بالفترة التي تسبق إصابتي بالمرض. أودّ أن أقول للمرضى الآخرين ألّا يشعروا بالخوف وأن يستمروا في تلقّي العلاج".
وتضيف، "يخاف الناس من المستشفيات بسبب الخوف من كيفية تعامل العاملين الصحيين وعائلاتهم ومجتمعاتهم معهم و/أو بسبب تكلفة العلاج الباهظة. لقد شفيت الآن، ولكن لا يزال بعض الناس ينظرون إليّ بطريقة مختلفة. لكنّني أتجاهلهم وأتطلّع شوقًا للعيش مع أطفالي وعائلتي مجدّدًا".
يمكن الشفاء من السل المقاوم للأدوية إذا كان المرضى قادرين على استكمال علاجهم. لذلك، ينبغي أن يشمل العلاج بشكل أساسي دعمًا متناسقًا للمرضى يتضمن الأطباء والممرضين والمتخصصين في علاج السل والأخصائيين النفسيين والعاملين الاجتماعيين.
* تم تغيير الاسم بناء على طلب المريض