ضرب إعصار فريدي المنطقة الجنوبية من ملاوي في 12 مارس/آذار 2023، حيث تسببت الأمطار الغزيرة والرياح القوية في إلحاق أضرار بالبنية التحتية كالطرق والمباني وخطوط الكهرباء. وكانت مقاطعات بلانتير وتشيكواوا وشيرادزولو ومولانجي وموانزا ونينو ونسانجي وثيولو وفالومبي وزومبا الأكثر تضررًا من الدمار، وأعلن رئيس ملاوي عن حالة الكوارث.
وفي هذا الصدد، يقول منسق مشروع الطوارئ لمنظمة أطباء بلا حدود في بلانتير، جيلهيرم بوتيلهو، "إنّ الوضع مؤلم للغاية. هناك العديد من الضحايا، سواء جرحى أو مفقودين أو قتلى، والأعداد ستزداد في الأيام المقبلة".
ويضيف بوتيلهو، "إنّ مستشفى الملكة إليزابيث المركزي في بلانتير مثقَل بتدفق الضحايا القادمين من مناطق مختلفة، لذلك قمنا بتشكيل فريق من الممرضين والمختصين السريريين لتقديم الدعم الطبي واللوجستي. كما نتبرع أيضًا بالإمدادات الطبية وسنقيّم ما إذا كان يجب توفير الغذاء للمرضى".
ووفقًا للأرقام الرسمية، سجلت منطقة بلانتير أكبر عدد من الوفيات في البلاد منذ وقوع الإعصار. وسجَّل مستشفى الملكة إليزابيث المركزي وحده 220 وفاة، منهم 42 بالغًا و43 طفلًا كانوا قد وصلوا متوفين.
إنّ الوضع مؤلم للغاية. هناك العديد من الضحايا، سواء جرحى أو مفقودين أو قتلى، والأعداد ستزداد في الأيام المقبلة.جيلهيرم بوتيلهو، منسق مشروع الطوارئ لمنظمة أطباء بلا حدود في بلانتير
وفي هذا السياق، تقول رئيسة بعثة أطباء بلا حدود في ملاوي، ماريون بيشاير، "لقد قمنا بتحويل بعض موظفينا من مشروعنا المعني بسرطان عنق الرحم ليتوجهوا إلى مساعدة فريق الطوارئ لدينا في مستشفى الملكة إليزابيث المركزي".
وتضيف بيشاير، "وقد علقنا أيضًا أنشطة التوعية لحماية موظفينا من أي مخاطر مرتبطة بالفيضانات المفاجئة والانهيارات الأرضية أثناء التنقل أو انهيار المباني".
ومازال خطر عودة ظهور الكوليرا يشكّل مصدر قلق بالغ، حيث عانت ملاوي في الآونة الأخيرة من أكبر تفش شهدته البلاد في تاريخها بعد العاصفة المدارية آنا التي ضربت البلاد العام الماضي.
ويقول بوتيلهو، "نقلنا مراكز علاج الكوليرا لتصبح بالقرب من المستشفى لضمان سلامة المرضى. لم يتوقف المطر بعد وهناك الكثير من الأضرار، وهو ما يقلقنا حقًا على عدة مستويات".
ويضيف، "في الواقع، ما يقلقنا أيضًا هو حدوث ارتفاع آخر في حالات الكوليرا في أعقاب هذه العاصفة، خصوصًا وأن تغطية اللقاح في بلانتير ضعيفة للغاية".
وستواصل فرق الطوارئ التابعة لمنظمة أطباء بلا حدود تقييم وضع واحتياجات الناس والمرافق الصحية في المناطق الجنوبية الأكثر تضررًا في ملاوي في الأيام المقبلة لتقديم الدعم، بما في ذلك العلاج وتوفير المياه النظيفة والصرف الصحي.