منطقة وسط البحر المتوسط
كان 2016 العام الأكثر فتكاً على الإطلاق، فقد لقي 4,581 رجلاً وامرأةً وطفلاً حتفهم وهم يحاولون العبور من شمال إفريقيا إلى أوروبا. وصل 181,436 شخصاً بسلام إلى إيطاليا بعد إنقاذهم في البحر، وكانت الأغلبية الساحقة منهم قد انطلقت من ليبيا، لكن ما كان لأي منهم أن يصل الضفة الأخرى سالماً لولا عمليات الإنقاذ.
عملت فرق أطباء بلا حدود خلال العام على متن ثلاثة سفن مجهزة خصيصاً لعمليات البحث والإنقاذ ألا وهي: سفينة الكرامة 1 التي يبلغ طولها 50 متراً وتتسع لنقل 400 شخص ويديرها طاقم مكون من 19 فرداً من أفراد المنظمة، وسفينة بوربون آرغوس التي يبلغ طولها 68.8 متراً وتتسع لحمل 700 شخص ويديرها طاقم مكون من 11 من عاملي المنظمة و15 عاملاً لا يتبعون للمنظمة، وسفينة أكواريوس التي يبلغ طولها 77 متراً وتديرها المنظمة بالتعاون مع جمعية إس أو إس ميديتيراني وتتسع لنقل 500 شخص. وقد عملت هذه القوارب الثلاث في البحث عن القوارب المستغيثة في المياه الدولية شمال ليبيا.
وخلال الفترة من أواخر أبريل/نيسان حين انطلقت أول سفينة -الكرامة 1- وحتى نهاية العام، أنقذت الفرق 21,603 لاجئين وطالبي لجوء ومهاجرين وساعدت 8,969 آخرين ضمن أكثر من 200 عملية.
كما عالجت الفرق الطبية العاملة على متن هذه السفن جرحى تعرضوا للعنف في ليبيا بسبب الاحتجاز والتعذيب وغيرها من أشكال المعاملة الوحشية بما في ذلك العنف الجنسي. وقامت الطواقم الطبية بعلاج الأمراض الجلدية والتجفاف وانخفاض حرارة الجسم والجرب وإصابات أخرى خطيرة كالحروق الكيماوية الناجمة عن امتزاج الوقود بمياه البحر على متن القوارب. كما اعتنت القابلات بالنساء الحوامل إذ ولد عدد من الأطفال بسلام في عرض البحر. قدمت الفرق أيضاً الرعاية الطارئة المنقذة للحياة في غرف الطوارئ الموجودة على متن القوارب أو من خلال عمليات الإجلاء الطبي عند الضرورة.
لم يتوقف الناس عن محاولة عبور المتوسط حتى في ظل اقتراب الشتاء، واعتباراً من أكتوبر/تشرين الأول قامت منظمة أطباء بلا حدود بالتعاون مع جمعية إس أو إس ميديتيراني بإدارة السفينة الوحيدة التابعة لمنظمة غير حكومية والتي تعنى بعمليات البحث والإنقاذ في هذه المنطقة من البحر.
شرق البحر المتوسط
رغم قساوة الظروف الجوية إلا أن الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2016 شهدت عبور 151,452 شخصاً منطقة شرق المتوسط قادمين من تركيا وصولاً إلى الجزر اليونانية، حيث حط معظمهم في ليسبوس. وخلال الفترة ذاتها لقي 366 رجلاً وامرأة وطفلاً حتفهم في بحر إيجة.
قدمت فرق المنظمة المساعدة للقوارب المستغيثة قبالة سواحل ليسبوس حتى يونيو/حزيران حين أدى انخفاض عدد القادمين إلى انتفاء الحاجة لوجود الفريق. وفي الفترة من ديسمبر/كانون الأول 2015 وحتى مارس/آذار 2016 ساعدت عملية الإنقاذ التي قادتها منظمة أطباء بلا حدود ومنظمة غرينبيس أكثر من 18,117 شخصاً في إطار 361 عملية.
كما عالجت فرق المنظمة الطبية الناس بمجرد نزولهم من القوارب وأحالت 30 منهم إلى المستشفيات لتلقي مزيد من العلاج بسبب إصابات مرتبطة بالصدمة.