ستبدأ فرق الطوارئ التابعة لأطباء بلا حدود بتوفير المساعدة الطبية والإنسانية للمجتمعات على الجزيرتين النائيتين ديناغات وسيارغاو وفي مناطق نائية أخرى كونها أشد المناطق تضررًا من الزلزال. وكان الإعصار الذي يُعرف محليًا باسم أوديت قد عصف بالفلبين في ديسمبر/كانون الأول 2021 وخلّف مئات الضحايا.  

وبناءً على التقييم الذي أُجري بين ديسمبر/كانون الأول ومطلع يناير/كانون الثاني، سنباشر هذا الأسبوع بنشر فرق في المناطق المتضرّرة، علمًا أن مجموع السكان فيها يزيد عن 240,000 شخص. وفي إطار التعاون مع الاستجابة التي أطلقتها السلطات الفلبينية، تركز أطباء بلا حدود على دعم المرافق الصحية وافتتاح عيادات متنقلة في المناطق المعزولة، وذلك في سبيل تسهيل إحالة الحالات الحرجة وتوزيع مواد الإغاثة والتبرع بالمواد الطبية الأساسية.

وتقول المنسقة الطبية لحالات الطوارئ، تشينري آن ليم، "أدى الإعصار إلى أضرار جسيمة على حياة عشرات الآلاف من الأشخاص الذين يسكنون هذه الجزر، إذ فقد الكثيرون منازلهم وسبل عيشهم وباتوا يكافحون للوصول إلى الرعاية الصحية ومياه الشرب النظيفة. وفي هذا السياق، لا بد من توفير الخدمات الأساسية بشكل فوري لتجنب انتشار الأمراض المنقولة بالمياه".

استجابة أطباء بلا حدود

ديناغات

في مقاطعة جزيرة ديناغات، تدمّر حوالي 30,000 منزل وجزء كبير من البنى التحتية المحلية بسبب الإعصار. ولم يتوفر إلا طبيب واحد في باسيليسا التي يسكنها حوالي 36,000 شخص. علاوة على ذلك، تعطلت مركبات الإسعاف البحرية الثلاثة التي كانت تنقل المرضى الذين يحتاجون إلى الرعاية المتخصصة إلى خارج الجزيرة أو تضررت جراء الإعصار. 

هذا ولاحظنا خلال إجرائنا للتقييم أن الكثير من المرضى يعانون من عدوى الجهاز التنفسي العلوي والإسهال المائي الحاد وارتفاع ضغط الدم. وفي مدينة واحدة، تعرّض عدد من الأشخاص لعضات الكلاب الضالة. 
 
ستعمل فرقنا على توفير الدعم للعاملين المحليين في المجال الصحي ونشر الموظفين في مستشفى مقاطعة ديناغا والوحدات الطبية في باسيليسا وسان خوسيه، علمًا أنهما تضررا بشكل كبير ويحتاجان إلى الإصلاح. كما سندعم نظام الإحالة بمركبات الإسعاف البحرية لنقل المرضى الذين تشتد حاجتهم إلى رعاية إضافية.

سيارغاو والمناطق النائية

وعلى جزيرة سيارغاو في مقاطعة سوريجاو ديل نورت التي تدمرت فيها الكثير من المرافق الصحية، سنشرع في توفير الإسعافات النفسية الأولية ورعاية الصحة النفسية للمجتمع والعاملين في الخطوط الأمامية، كما سنقدم الدعم لإحالة المرضى. 

هذا وسنرسل عيادات متنقلة إلى المناطق التي لم تتلقَ أي مساعدات أو تلقت مساعدات محدودة، كبعض المناطق النائية في مدينة سيارغاو. وسيُخصص حيزٌ أساسي للدعم النفسي في الاستشارات التي نقدمها.

وفي الوقت الحالي، يشكل توفير المياه النظيفة مصدر قلق كبير رغم وفرة المياه في المنطقة. فقد تأثرت سعة التخزين وشبكة المياه بشدة في أعقاب الإعصار، وكانت السلطات قد عزت وفاة بعض الأشخاص إلى إصابتهم بالتهاب المعدة والأمعاء الحاد وداء البريميات، وهي عدوى بكتيرية تصيب الأشخاص بعد الفيضانات أو بعد تعرضهم للمياه الملوثة.

وفي هذا السياق، سنعمل على توزيع سلل النظافة وتنفيذ أنشطة لتوفير المياه وخدمات الصرف الصحي لتعزيز قدرة حصول السكان على المياه النظيفة في جميع المناطق التي نستجيب فيها.