Skip to main content
Violence, displacement, and malnutrition care in Masisi’s territory

العنف من قبل الجماعات المسلحة يفاقم سوء التغذية في إقليم ماسيسي شمال كيفو

منذ بداية العام، استقبلت المستشفيات في مويسو وماسيسي في جمهورية إلكونغو الديمقراطية معدل 800 طفل يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد كل شهر لتلقي العلاج، أي نحو ضعف العدد المسجل في العام السابق. ويعدّ هذا الوضع المقلق متناقضًا بالنظر إلى أن إقليم ماسيسي، الذي يقع على بعد حوالي 20 كم شمال غرب عاصمة المقاطعة، غوما، يشتهر بتلاله الخضراء الخصبة.

وقد شهدت منطقة ماسيسي، التي كانت مسرحًا للنزاع المسلح لسنوات، مؤخرًا استئناف الاشتباكات المسلحة بين حركة 23 مارس والقوات المسلحة الكونغولية ومختلف الجماعات المسلحة الأخرى، ما أدى إلى نزوح المزيد من الناس من ديارهم وتفاقم الوضع الإنساني الحرج من ذي قبل.

على الرغم من أن سوء التغذية ليس وضعًا جديدًا على إقليم ماسيسي، فقد لاحظت الفرق الطبية هذا العام زيادة مقلقة في عدد حالات سوء التغذية الحاد الشديد ذات المضاعفات. فبين يناير/كانون الثاني وسبتمبر/أيلول 2023، تلقى نحو 7,500 طفل العلاج في مستشفيات ماسيسي ومويسو، حيث كانت فرق أطباء بلا حدود تدعم فرق وزارة الصحة لأكثر من خمسة عشر عامًا.

العنف والتشرد ورعاية سوء التغذية في إقليم ماسيسي.
صورة لمركز العلاج التغذوي المكثف بسعة 19 سريرًا في مستشفى الإحالة العام في ماسيسي الذي تدعمه أطباء بلا حدود منذ عام 2007 بالتعاون مع وزارة الصحة. خلال الفترة التب تتراوح بين يناير/كانون الثاني إلى سبتمبر/أيلول 2023، سُجّلت 3,354 حالة دخول إلى المركز. جمهورية الكونغو الديمقراطية، في سبتمبر/أيلول 2023.
أطباء بلا حدود/لاورا فيجورت

وتقول ميشلين، وهي امرأة نازحة نُقل ابنها إلى المستشفى في مويسو، "أصيب طفلي باعتلال شديد، لكن أكثر ما أذهلني هو عيناه اللتين كانتا شاخصتين. هرعت إلى المركز الصحي حيث نُقل من هناك إلى المستشفى. إنها المرة الأولى التي يعاني فيها أحد أطفالي من سوء التغذية".

تدهور الوضع التغذوي للأطفال، بما في ذلك العائلات النازحة، بشكل مفاجئ هذا العام، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى تصاعد العنف، والذي له تأثير مباشر على الوضع الاجتماعي والاقتصادي للسكان. هناك عدد قليل من المرافق الطبية العاملة، ويفتقر معظمها إلى الإمدادات الطبية الأساسية، إذ تكافح السلطات الصحية لدعم المرافق الطبية المحلية وتزويدها بانتظام بالأدوية والمواد التغذوية مثل الأغذية العلاجية المكوَّنة من الفول السوداني المستخدمة للوقاية من سوء التغذية وعلاجه.

ويقول مانديلا، الذي تتلقى ابنته العلاج في مستشفى ماسيسي، بدعم من منظمة أطباء بلا حدود، "بدأت ابنتي في الانتفاخ تدريجيًا – أولًا وجهها ثم كامل جسمها. أخذتها إلى المركز الصحي حيث أعطوها عجينة الفول السوداني، ولكن ذلك لم يكن كافيًا لكي تتعافى. وفي الزيارة الرابعة، أحالها الأطباء إلى مستشفى ماسيسي نظرًا لتدهور حالتها ".

إذا لم يتلق الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية المعتدل العلاج المناسب في المراكز الصحية، فمن المرجح أن يصابوا بسوء التغذية الحاد وبمضاعفات طبية يكون علاجها أصعب.

لوضع حد لهذه الحلقة المفرغة، يجب تقديم استجابة شاملة من قبل جميع الجهات الفاعلة في المنطقة. كارول زين روفينن، منسقة مشروع أطباء بلا حدود في مويسو

وفي هذا الصدد، تقول مديرة الأنشطة الطبية في مستشفى ماسيسي، الدكتورة نادين نيما ميتوتسو، "إذا لم يتم علاج حالات سوء التغذية البسيطة في المراكز الصحية، فإن عدد الذين سيدخلون إلى المستشفى سيزداد. فاليوم، يماثل عدد حالات القبول في وحدات العناية المركزة بالمستشفيات عدد المرضى الذين جرى قبولهم في برامج سوء التغذية لمرضى العيادات الخارجية في المراكز الصحية. ومع ذلك، يمكن تجنب معظم حالات دخول المستشفى هذه إذا عولج الأطفال بطريقة وقائية في المراكز الصحية". 

 بعد مغادرة الطفل للمستشفى، تواجه العائلات الصعوبات نفسها للحصول على كل من الغذاء العادي والعلاجي، وعليه فإن خطر الانتكاس مرتفع. وفي هذا السياق، تقول منسقة مشروع منظمة أطباء بلا حدود في مويسو، كارول زين روفينن، "لوضع حد لهذه الحلقة المفرغة، يجب تقديم استجابة شاملة من قبل جميع الجهات الفاعلة في المنطقة. ويجب إيجاد حلول مستدامة لتلبية الاحتياجات الغذائية المتزايدة للسكان".  

العنف يعطل الحياة الطبيعية

على مدى الأشهر الأخيرة، انتقلت مجموعة حركة 23 مارس إلى إقليم ماسيسي، حيث قوبلت بالقوة من قبل العديد من الجماعات المسلحة المحلية غير الحكومية، وكذلك القوات المسلحة الكونغولية.

وقد أدت هذه الاشتباكات إلى نزوح جماعي للسكان وأعاقت وصول الناس إلى الحقول والأسواق والمدارس والمرافق الطبية، مما يعرضهم لانعدام الأمن الغذائي الدائم.

ميشلين، امرأة نازحة نُقل ابنها إلى المستشفى في مويسو "أصيب طفلي باعتلال شديد، لكن أكثر ما أذهلني هو عيناه اللتين كانتا شاخصتين... إنها المرة الأولى التي يعاني فيها أحد أطفالي من سوء التغذية".
شهادة - ميشلين

تتميز منطقة ماسيسي بتلالها الخصبة، حيث تظل الزراعة النشاط الاقتصادي الرئيسي وتعتمد مجتمعاتها عليها لإطعام أنفسها. في الأشهر الأخيرة، أصبح الوصول إلى الأراضي مقيدًا بشكل أكبر من قِبل الرجال المسلحين الذين أقاموا نقاط تفتيش و ’نقاط ضرائب‘ على الطرق. ويواجه الناس صعوبات في الوصول إلى أراضيهم وغالبًا ما يضطرون إلى التخلي عنها، تاركين محاصيلهم من دون حصاد.

وتقول فاهدة التي يتواجد ابنها في مستشفى ماسيسي، "لا أستطيع الوصول إلى الحقول كل يوم بسبب المسلحين، إذ أنّنا نخشى مقابلة مسلحين على الطريق عندما نسلك الدرب. هم يطلبون منا المال وقد يقتلوننا أو يغتصبوننا".

وقد شهدت التجارة ركودًا نظرًا لعدم قدرة الناس على الوصول إلى الأسواق، في حين أدى نقص الغذاء إلى ارتفاع كبير في الأسعار. ففي العام الماضي، كان سعر كيس دقيق الكسافا يبلغ حوالي 500 فرنك كونغولي، وقد تضاعف سعره منذ ذلك الحين أربع مرات، إذ أصبح يكلف الآن ما يعادل عمل يوم واحد في الحقول، على الرغم من أنه لا يكفي لإطعام أسرة ليوم واحد.

وتقول سيفا، التي لجأت مع عائلتها إلى موقع كاتالي للنازحين قبل أربعة أشهر بعد أن فروا من القتال في قريتها: "في ديارنا، لم يمر علينا يوم دون تناول الطعام. لكن هنا ليس لدينا شيء، حياتنا بائسة. قبل شهرين، توفيت ابنتي أنيكا بسبب سوء التغذية في المستشفى. كانت في السابعة من العمر. وصلنا [إلى المستشفى] بعد فوات الأوان. أقول لك، الفقر سيقتلنا جميعًا".

تدعو منظمة أطباء بلا حدود المنظمات الأخرى العاملة في شمال كيفو إلى الحرص على استدامة وجود فاعل لها لمنع العواقب الكارثية لسوء التغذية، وتدعو السلطات الكونغولية والجهات المانحة إلى تعزيز قدرة الاستجابة الطبية للمرافق الصحية، لا سيما فيما يتعلق بمعالجة سوء التغذية.

تقدم أطباء بلا حدود الرعاية الطبية المجانية في إقليم ماسيسي منذ 15 عامًا وتدعم مستشفيين عامين واثني عشر مركزًا صحيًا بالتعاون مع وزارة الصحة. كما تعالج فرق أطباء بلا حدود الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية في ثلاثة مراكز تغذية علاجية لمرضى العيادات الخارجية، بما في ذلك مركزًا صحيًا في نيابيوندو في منطقة ماسيسي الصحية، بالإضافة إلى تسعة مراكز لمرضى العيادات الخارجية في منطقتي ماسيسي ومويسو الصحيتين.

المقال التالي
الحمى النزفية
تحديث حول مشروع 20 مارس/آذار 2024