منذ اندلاع الاحداث الاخيرة، تصاعدت حدة التوتر خلال الأسابيع الثلاثة الماضية لتشمل جميع المدن الفلسطينية وتحديداً مدينة الخليل حيث نالت هذه المدينة نصيباً كبيراً من اعتداءات قوات الاحتلال الاسرائيلية وهجمات قطعان المستوطنين وهي محاطة بمخاطر كبيرة من قبل المستوطنين وقوات الاحتلال الاسرائيلية حيث اقامت حكومة الاحتلال مستوطنات بمركز ومحيط المدينة لتصبح بذلك محاطة بأربع مستوطنات عدا عن عدد من المستوطنات التي تحيط بقراها ومداخلها.
منذ ذروة الاحداث الأخيرة والتي بدأت في الثاني من اكتوبر، استطاعت منظمة أطباء بلا حدود ان تقدم خدمات الصحة النفسية الاجتماعية لعدد كبير من المستفيدين والذي يقدر بخمس أضعاف العدد في الأنشطة الاعتيادية للمنظمة حيث استطاعت المنظمة تقديم خدماتها لما يقارب 521 مستفيد (40 مجموعة تعليمية حول الصحة النفسية على مستوى المجتمع المحلي و95 تقديم خدمات الاسعاف النفسي الأولي).
يزور طاقم أطباء بلا حدود النفسي والاجتماعي والمكون من أخصائيين نفسيين واجتماعيين المستشفيات وعائلات الشهداء والجرحى وكذلك العائلات المتضررة من هجمات المستوطنين وقوات الاحتلال الاسرائيلية.
أفاد الاخصائي النفسي لمنظمة أطباء بلا حدود في مشروع الصحة النفسية في محافظة الخليل ماركوس ماتياس مايانو " في ظل الظروف الراهنة يعاني معظم المتضررين من الخوف والهلع والقلق والغضب والاحباط واليأس كما ويعاني الأطفال في أغلب الحالات من التبول اللا إرداي حيث يظهر الخوف عليهم عند مغادرتهم منازلهم او عند ذهابهم وإيابهم الى المدرسة كما ويعانون ايضا من مشاكل في التركيز".
ويضيف ماريانو "يعاني الكبار من مشاكل في النوم والأكل والبكاء والخوف واليأس، وسيكون لهذا التوتر والصراع الذي طال أمده تأثيرا على حياة الناس وقدرتهم على التكيف".
الأطفال هم أكثر المتضررين من هذا الصراع
وخلال زيارة طاقم منظمة أطباء بلا حدود لمنطقة جبل جوهر والتي تخضع لسيطرة الاحتلال الاسرائيلي (H2)، أفاد المواطنون المقيمون في هذه المنطقة والنساء اللواتي شاركن في حلقات الصحة النفسية بأنهم يتعرضون لهجمات متكررة من المستوطنين والذي يشنون هجمات شرسة على المواطنين أثناء الليل ويصمد سكان المنطقة هذه المنطقة في وجه هذه الهجمات حتى ساعات الصباح الباكر حيث أفاد مختار المنطقة طاقم منظمة أطباء بلا حدود أن أكثر المتضررين من هذه الهجمات هم الأطفال، أي ما يقارب 70 طفل في الحي نفسه.
وفي هذا الصدد، زودت منظمة أطباء بلا حدود مستشفى الخليل الحكومي (عاليه) ببعض المستلزمات الطبية والأدوية والتي يحتاجها المستشفى لتقديم الخدمات الطبية اللازمة للجرحى والمصابين خلال هذه الأحداث وأيضا زودت المنظمة مركز الخليل الخيري ببعض المستلزمات الطبية والأدوية.
بدأت المنظمة عملها في قطاع غزة سنة 1989 من خلال توفير الرعاية الطبية لمن هم في حاجة إليها وتضمن عمل المنظمة الأنشطة الطبية والعمليات الجراحية والرعاية الصحية والضمادات التخصصية والرعاية النفسية والرعاية المهنية والعلاج الفيزيائي حيث تضمن العلاج الفيزيائي إدارة وحدة متخصصة للعلاج الفيزيائي للأطراف (اليد). وتعمل المنظمة على تلبية احتياجات طبية ونفسية لا توفرها خدمات الرعاية الصحية في قطاع غزة كما وتعالج المشاكل المباشرة والغير مباشرة الناتجة عن العنف السياسي أو الصراع. أما في الضفة الغربية، فتدير منظمة أطباء بلا حدود برنامجاً للصحة النفسية في كل من محافظة جنين والخليل ونابلس وقلقيلية منذ سنة 2000، ثم توسعت إلى القدس الشرقية في 2011.
هي منظمةً طبية مستقلة متخصصة في حالات الطوارئ تعمل في فلسطين منذ عام 1989 وهي تسعى لتوفير الرعاية الطبية المجانية وغير المتحيزة لمن هم في أمس الحاجة إليها، حيث لدى المنظمة الخبرة الواسعة في الاستجابة لحالات الطوارئ بشكل عام وفي مجال الصحة النفسية والدعم النفسي بشكل خاص. تركز المنظمة جهودها لخدمة الناس المتضررين نتيجة للنزاعات المسلحة والكوارث الطبيعية والأوبئة وكل من يعاني حرمان الرعاية الصحية.
فمن خلال تقديم خدمات الطوارئ في مجال الصحة النفسية، تهدف منظمة أطباء بلا حدود للحد من الآثار والاضطرابات النفسية والتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني الناتجة عن الصراع السياسي من خلال تقديم الدعم النفسي وخدمات صحية نفسية تهدف دعم صمودهم والتخفيف من الاضطرابات النفسية التي يتعرضون لها وذلك من خلال تحديد وعلاج الناس المحتاجة لمثل هذه الخدمات والدعم والمتضررة من الاحتلال.