Skip to main content
Shelter destroyed by wind and rain in Umm Rakouba, Sudan

لاجئون يبحثون عن الأمان في السودان محاصرون في تيار آخر من العنف

اندلع القتال في السودان في 15 أبريل/نيسان، وأثر على الخرطوم وولايات أخرى تاركاً الكثيرين في ظروف مهددة للحياة. وفي خضم العنف، قررت أطباء بلا حدود البقاء في السودان وتقديم الدعم للمحتاجين.

وتقوم  المنظمة بتوفير الرعاية الطبية العاجلة للجرحى في شمال دارفور، والتبرع بالإمدادات الطبية للمرافق الصحية، وتوفير الرعاية الصحية في الخرطوم، مع الاستمرار في توفير الرعاية الصحية الأساسية والمتخصصة في وسط وغرب دارفور وفي ولاية النيل الأزرق، وتنفيذ أنشطة الطوارئ في ولاية الجزيرة.

ولا يتوقف الدعم عند هذا الحد - فقد واصلت أطباء بلا حدود جهودها لمساعدة المجتمعات المستضعفة، بما في ذلك اللاجئين من البلدان المجاورة الذين وجدوا أنفسهم عالقين في تيار آخر من العنف. أما في ولاية القضارف، فتواصل منظمة أطباء بلا حدود تقديم الرعاية الصحية للاجئين الإثيوبيين والمجتمعات المحلية في مخيمي الطنيدبة وأم راكوبة للاجئين. 

أطباء بلا حدود في السودان
وصل مولاي علم أسملاش (أقصى اليمين) إلى مخيم أم راكوبة في عام 2020 كلاجئ ويعاني من مرض السكري. السودان، في مايو/أيار 2023.

وفي السنوات الأخيرة في مخيم أم راكوبة، قدمت فرق أطباء بلا حدود الرعاية الطبية الأساسية، بما في ذلك خدمات الصحة الجنسية والإنجابية والصحة النفسية بالإضافة إلى توفير الإحالات إلى المرافق الصحية ذات المستوى الأعلى والتوعية الصحية والدعم الصحي والتأهب للطوارئ. 

وبسبب القتال الأخير، تأثرت أنشطتنا في المخيم بمشاكل متعلقة بالإمدادات ما أدى إلى تقييد معايير القبول. وقد تحول التركيز إلى الأنشطة الطارئة المنقذة للحياة، ومعظمها في مجالات طب الأطفال وسوء التغذية والأمومة. 

وفي هذا الصدد، تقول رئيسة بعثة أطباء بلا حدود في السودان، فرانشيسكا أرسيداكونو، "نحن في أطباء بلا حدود، ملتزمون بمواصلة توفير الرعاية الطبية للاجئين والمجتمعات المضيفة في مخيم أم راكوبة للاجئين. وقد تلقينا للتو أخبارًا عن وصول وافدين جدد إلى المنطقة، وبالتالي سنكون مستعدين لتكييف استجابتنا بناءً على احتياجات الطوارئ الرئيسية".

هربنا إلى السودان بسبب الحرب، لكن الوضع الآن صعب أيضًا. أنا لا أستطيع شراء الأدوية، ونحن فقراء. مولاي علم أسملاش، 53 عامًا، لاجئ في مخيم أم راكوبة

وتضيف، "كنت في المخيم وفي المستشفى خلال الأسبوع الماضي. وعند التحدث مع اللاجئين، اتضح أنهم خائفون من المستقبل، فهم يشعرون بأنهم عالقون ولا يستطيعون السفر. وأشاروا إلى انخفاض مستوى الأنشطة الإنسانية ونقص الإمدادات والكثير من الغموض بشأن ما سيحدث في المستقبل".

مولاي علم أسملاش هو أب يبلغ من العمر 53 عامًا وصل إلى مخيم أم راكوبة في عام 2020 كلاجئ. ويعاني من مرض السكري منذ مدة طويلة وقد ذهب إلى مستشفى أطباء بلا حدود لتلقي العلاج والأدوية. لحسن الحظ، وجد العلاج الذي يحتاجه، ومنذ ذلك الحين، يتلقى هو وعائلته العلاج المنتظم من مستشفى أطباء بلا حدود.

"في الخريف الماضي، أصيبت ابنتي بالملاريا وتلقت العلاج من أطباء بلا حدود. الآن، توقفت معظم المنظمات عن العمل وتقديم الخدمات بسبب العنف والقتال. نحن خائفون. هربنا إلى السودان بسبب الحرب، لكن الوضع الآن صعب أيضًا. أفكر دائمًا في علاجي، وأخشى أن تضطر أطباء بلا حدود إلى مغادرة المخيم بسبب هذه الظروف العنيفة. أنا لا أستطيع شراء الأدوية، ونحن فقراء".

فرانشيسكا أرسيداكونو، رئيسة بعثة أطباء بلا حدود في السودان "نحن ملتزمون بمواصلة توفير الرعاية الطبية للاجئين والمجتمعات المضيفة في مخيم أم راكوبة للاجئين... وسنكون مستعدين لتكييف استجابتنا بناءً على احتياجات الطوارئ الرئيسية".
أطباء بلا حدود في السودان

يستضيف السودان أكثر من مليون لاجئ من دول مجاورة مثل جنوب السودان وإثيوبيا فروا من العنف والتمسوا المأوى. وللأسف، يجدون أنفسهم الآن عالقين في نزاع آخر يعيق قدرتهم على التأقلم مع هروبهم من العنف في بلدانهم الأصلية.

وقد أدى القتال المستمر إلى أزمة نزوح، مما زاد من الصعوبات التي تواجهها المجتمعات المحلية التي تعيش في ظروف هشة وتحتاج إلى مساعدة إنسانية. ووفقًا للمنظمة الدولية للهجرة، تضاعف عدد النازحين خلال أسبوع واحد ليصل إلى نحو 700,000 شخص. هذا بالإضافة إلى 3.7 مليون شخص نازح أساسًا في السودان قبل اندلاع الأزمة الحالية.

وفي هذا الصدد، يقول منسق مشروع أطباء بلا حدود في مخيم اللاجئين في أم راكوبة، محمد عمر محمد، "عندما بدأ القتال في الخرطوم، توقفت جميع إمدادات الأدوية والمنتجات الغذائية، في معظم ولايات السودان. ونتيجة لذلك، كان هناك نقص في المنتجات النفطية والأدوية والمواد الغذائية التي تأتي من ولاية الخرطوم. كما كان هناك نزوح كبير للعديد من العائلات التي تعيش في الخرطوم إلى ولايات أخرى، بما في ذلك القضارف، مما زاد من الضغط على المؤسسات الطبية والصحية بالإضافة إلى ارتفاع الأسعار والتضخم في السوق". 

أطباء بلا حدود في السودان
تُرك الأطفال والنساء في ظروف صعبة بشكل خاص بعد أن أجبروا على الفرار والاعتماد بشكل كبير على الخدمات المقدمة في مخيم أم راكوبة. السودان، في مايو 2023.
MSF

كما يعدّ الأطفال والنساء عرضة للخطر بشكل خاص بعد اضطرارهم للفرار، مثل ستوم عبد الرحمن التي تعتمد بشكل كبير على الخدمات التي تقدمها منظمة أطباء بلا حدود في مخيم أم راكوبة.

وتقول، "لقد عانيت كثيرًا من الذهاب إلى بعض المستشفيات لتلقي العلاج، خاصة أننا لا نستطيع تحمل تكاليف العلاج. ثم ذهبت إلى مستشفى أطباء بلا حدود في مخيم أم راكوبة وتلقيت العلاج والرعاية الصحية. جميع جيراننا يأخذون أطفالهم إلى مستشفى أطباء بلا حدود".

وتضيف، "يزورني فريق التوعية الصحية في أطباء بلا حدود بانتظام ويزودوني بمعلومات حول النظافة والإصحاح البيئي والوقاية من الأمراض". 

في السودان، تواصل المرافق التي تدعمها منظمة أطباء بلا حدود تقديم الرعاية الطبية في الفاشر بشمال دارفور وفي كرينك بغرب دارفور وفي روكيرو وزالنجي بوسط دارفور وفي أم راكوبة والطنيدبة بولاية القضارف وفي الدمازين بولاية النيل الأزرق وفي ولاية الجزيرة. 

المقال التالي
النزاع في السودان
بيان صحفي 19 اكتوبر/تشرين الأول 2023