في الساعة الثامنة والنصف صباحا من يوم السبت 14 أغسطس/آب حسب التوقيت المحلي لهايتي، اهتزت الأرض في شبة الجزيرة الجنوبية في هايتي. وأحدث الزلزال الذي بلغت شدته 7.2 ضررًا شديدًا على المباني والمنازل والطرق الرئيسية في ثلاثة أقاليم هي آنس الكبرى ونيب والجنوب. وقدرت السلطات الهايتية عدد القتلى المؤقت بأكثر من 1,300 قتيل مع إصابة أكثر من 3,700 شخص.

يصعب الحصول على صورة شاملة للكارثة في الوقت الحالي، إلا أن فرقنا قد أطلقت مهمات استطلاعية في عدد من المواقع. كما أطلقنا عمليات استجابة في بورت سالو وليه كاي وجيريمي ونستعد لتوسيع نطاق أنشطتنا في الأيام المقبلة من خلال إرسال المعدات الطبية والمواد الأساسية والموارد البشرية بما في ذلك الفرق الطبية لتقديم الرعاية للمصابين.

الاستجابات الأولى

خلال الساعات الأولى بعد حدوث الزلزال، استطاع فريق طبي يعمل في مشروع الصحة الإنجابية في بورت أبيمون الوصول إلى المستشفى العام في ليس كايس بشكل سريع لتقييم الوضع وبدء الاستجابة. كما أرسلنا فريقًا آخر إلى مستشفى بورت سالو حيث أحيل 26 جريحًا من بورت أبيمون وليز أنغلي وليه كاي.

أمّا في إقليم آنس الكبرى، فقد جرى إرسال فريق جراحي ومعدات تعقيم لمستشفى سان أنطوان في مدينة جيريمي. وفي غضون ذلك، جرى تقديم الدعم المادي إلى مستشفى سانت تيريز في ميراغوان في إقليم نيب.

وفي هذا الصدد، تقول رئيسة بعثة أطباء بلا حدود في هايتي، أليسندرا غيوديسيندرا، "تتمثل أولوياتنا الحالية في الحصول على فكرة دقيقة حول الوضع الطبي قبل كل شيء وتقديم الرعاية المباشرة للأشخاص المصابين عند الاستطاعة أو إحالتهم إلى المرافق الطبية التي تستقبل المرضى بعد التأكد من استقرار حالتهم".

ونجري حاليًا عددًا من التقييمات في باراديريس وبتي ترو وليز أنغلي وكوراي وبيستل. وقد نرسل فرقًا طبية أخرى أو نوزع المواد الأساسية أو نطلق أنشطة مياه وصرف صحي وفقًا للوضع في الميدان. وتحيل فرقنا الطبية الجرحى إلى المرافق الطبية التي تستقبل المرضى أينما كان ممكنًا.

التحديات الأساسية

يشكّل نقل الفرق الطبية والمعدات أحد التحديات الأساسية اليوم، إذ قطع عدد من الطرقات كتلك التي تقع بين ليس كايس وجيريمي وبين بورت أبيمان وليز أنغلي. وتؤدي الانهيارات الأرضية التي أضرّت بالطرق المؤدية إلى هذه المناطق إلى إبطاء عملية إرسال إمدادات الإغاثة وإيصال المساعدات وتعقيدها. هذا وسنستأجر طائرة مروحية لنقل المعدات وإحالة الأشخاص المصابين بهدف الوصول بشكل أسرع إلى المناطق النائية. كما يعدّ السفر عبر البحر أحد الخيارات المتاحة.

وتشكّل العاصفة الاستوائية غريس مصدر قلق آخر، إذ يُتوقع أن تمرّ بمنطقة الزلزال في ليلة 16-17 أغسطس/آب.

ويقول رئيس قسم الطوارئ في أطباء بلا حدود، ميشيل أوليفييه لاشاريتيه، "اضطر عدد من المرافق الصحية إلى إجلاء مرضاهم من المباني بسبب الضرر الذي أحدثه الزلزال فيها أو بسبب مخاوف متعلقة بالهزات الارتدادية، مثل مستشفى سان أنطوان في مدينة جيريمي حيث نعمل".

ويضيف، "بقي الكثير من المرضى في الخارج أو في خيم، ويتوقع هطول أمطار غزيرة هذه الليلة، ناهيك عن جميع الهايتيين الذين فقدوا منازلهم".

وعلاوة على ذلك، لا يمكن تجاهل الوضع الأمني في هايتي، إذ يقطع الطريق الرئيسي حي مارتيسان في بورت أو برانس الذي تأثر بشدة من جراء العنف الدائر بين مجموعات مسلحة. ورغم إعلان العصابات المسلحة وقف إطلاق النار هناك، يعقّد انعدام الأمن في هايتي عملية إرسال إمدادات الإغاثة بشكل عام. فقد كانت المرافق الصحية في أقاليم شبه الجزيرة الجنوبية في هايتي تعاني من الكثير من الأعطال ومشاكل متعلقة بالإمدادات.

الاستجابة في بورت أو برانس

لحسن الحظ، لم يحدث الزلزال ضررًا في البنى التحتية والمباني في بورت أو برانس. وقد استقبلت فرقنا التي عملت لعدة سنوات في مستشفى تابار 12 جريحًا من منطقة الزلزال. وفي حي تورغو، سرّعنا عملية إطلاق الأنشطة في مركز التشخيص والعلاج المتكامل أو ما يعرف بمستشفى ساكري كور بهدف تحقيق استقرار المرضى المصابين وإحالتهم إلى مكان آخر. وخلال يوم واحد، استقبلنا 25 شخصًا مصابًا. كما أطلقنا حملة تبرع بالدم تحسّبًا لنقص محتمل.

تعزيز استجابتنا

في الأيام المقبلة، ستعمل فرق طبية أخرى بما في ذلك الفرق الجراحية على تدريب وتقديم تعزيزات في عدة مواقع في الأقاليم الثلاثة الأكثر تضررًا. وسنرسل إمدادات طبية وإمدادات المياه والصرف الصحي والمواد الأساسية كالخيم إلى هايتي عن طريق الشحن الجوي.