ملاحظة 14 يناير/كانون الثاني 2022: إنّ فرق أطباء بلا حدود لا تعمل حاليًا في تيغراي. للمزيد من المعلومات حول أنشطتنا في مناطق أخرى في البلدين، يمكنكم زيارة صفحتي إثيوبيا والسودان.
قبل اندلاع القتال في أواخر عام 2020، كان إقليم تيغراي الواقع شمالي إثيوبيا موطنًا لنحو 5.5 مليون شخص، وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة. وشمل هذا العدد أكثر من 100,000 نازح و96,000 لاجئ كانوا يعتمدون بالفعل على المساعدات الغذائية.
ولكن منذ أوائل نوفمبر/تشرين الثاني 2020، أجبر العنف الرهيب السائد في جميع أنحاء تيغراي الناس على مغادرة منازلهم والعيش في ظلّ ظروف معيشية رديئة داخل تيغراي وعلى الحدود مع السودان، فجعل العنف بذلك من بعضهم نازحين مرة أخرى بعد أن كانوا قد خاضوا غمار النزوح في وقت سابق.
معلومات أساسية
في سبتمبر/أيلول 2020، قامت الجماعة المحلية المسماة "الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي" - والتي كانت قد سيطرت على الحكومة الإثيوبية حتى نجح حزب رئيس الوزراء آبي أحمد باستبعادها في عام 2019 – بعقد انتخابات إقليمية في تيغراي شمالي إثيوبيا. وأُجريت الانتخابات في تيغراي بالرغم من التأجيل الدستوري للانتخابات الوطنية بسبب جائحة كوفيد-19.
ونتيجة لذلك، تصاعدت حدة التوترات بين الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي والحكومة الوطنية، ما أسفر في نهاية المطاف عن نشوء نزاع في أعقاب هجوم مزعوم شنته الجبهة على قاعدة رئيسية للجيش الإثيوبي. وفي 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، أصدر رئيس الوزراء الإثيوبي أمرًا بتنفيذ عملية عسكرية ضد الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، مع اندلاع القتال في جميع أنحاء المنطقة.
تسبّب النزاع حتى الآن بنزوح أكثر من مليون شخص، معظمهم داخل تيغراي حيث يحاولون إيجاد مأوى أينما استطاعوا في المجتمعات المضيفة، في حين عَبَر آخرون الحدود إلى السودان حيث أصبحوا لاجئين. ويُقدَّر عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدة بنحو 5.2 مليون شخصمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، نظرة عامة على الاحتياجات الإنسانية لعام 2021، مارس/آذار 2021.
الوضع الراهن
إثيوبيا
في تيغراي، فر أكثر من مليون شخص من منازلهم لكنهم بقوا في المنطقة، وقد اضطر بعضهم إلى النزوح عدة مرات، إلا أنّ العدد الدقيق للنازحين عبر تيغراي يبقى مجهولا. يحاول الفارّون من منازلهم في جميع أنحاء تيغراي أن يعثروا على مأوى حيثما استطاعوا.
انعدام الطعام والماء والمأوى مع بداية موسم الأمطار
لاذ معظم الناس بالفرار بالملابس التي يرتدونها فقط أو مع القليل جدًا من ممتلكاتهم. الأوضاع سيئة في معظم المواقع، بسبب نقص إمدادات المياه النظيفة وخدمات النظافة العامة والمأوى. ومع حلول موسم الأمطار، أصبح توسيع نطاق هذه الخدمات للنازحين أمرا ملحا أكثر من أي وقت مضى.
يبقى الطعام، أو بالأحرى انعدام الطعام، مصدر قلق أساسي لدى الأشخاص والمجتمعات حسب ما يفيدون إلى طواقمنا. فقد لاحظنا أنّ العديد من الأراضي لم تتم زراعتها قبل بداية موسم الأمطار. إنّ فرق أطباء بلا حدود قلقة بشكل خاص بشأن سكان المناطق الريفية، حيث جرى توزيع الطعام على بعض القرى مرة واحدة خلال الأشهر السبعة الأخيرة، ولم يحصل البعض الآخر على أي طعام. وتشير البيانات الطبية لدى عياداتنا المتنقلة في المناطق الريفية والمتعلقة بسوء التغذية إلى اتساق معدلات سوء التغذية المعتدل الحاد وارتفاع معدلات سوء التغذية الشديد الحاد في بعض المناطق.
ورغم حضور المزيد من المنظمات الدولية في تيغراي، إلا أن الإستجابة الإنسانية كانت بطيئة ولا تزال هناك فجوات ضخمة، إذ أنها لا تصل بشكل عام إلى خارج المدن الكبرى، حيث المناطق التي فر إليها النازحون.
انهيار النظام الصحي ومستويات عنف مثيرة للقلق
انهار النظام الصحي في تيغراي بسبب هجمات موثّقة واسعة النطاق وأعمال نهب تستهدف مراكز الرعاية الصحية والمستشفيات. فمن أصل 106 مرافق تم تقييمها في الفترة الممتدة من منتصف ديسمبر/كانون الأول إلى أوائل مارس/آذار، كان 87 في المئة منها لا يعمل بتاتًا أو يعمل بشكل جزئي. كما تعرضت المرافق التي جرى ترميمها جراء الأضرار الناجمة عن أعمال النهب إلى النهب مرة أخرى. ويجب أن يتوقف ذلك، كما يجب أن يتوقّف اقتحام المجموعات المسلحة للمرافق الصحية.
ويشكل انهيار النظام الصحي مصدر قلق، إذ لم يتلقّ الأطفال اللقاحات منذ نوفمبر/تشرين الثاني، وهو ما قد يؤدي إلى ارتفاع عدد الإصابات بالأمراض التي يمكن الوقاية منها، كالحصبة. وعلاوة على ذلك، تنعدم الرعاية الصحية للأمهات والأطفال. وحتى في المناطق التي تتوفر فيها الرعاية الصحية، تكون إمكانية الحصول عليها محدودة للغاية بسبب النزاع القائم وانعدام وسائل النقل العام في بعض المناطق؛ إذ يجب أن يكون الأشخاص قادرين على الوصول إلى الرعاية الطبية وأن يسمح لهم بالحصول عليها.
وبعد مرور قرابة ثمانية أشهر على بداية الأزمة، لاتزال فرق أطباء بلا حدود تشهد وتعالج الإصابات الناتجة عن العنف نتيجة لأعمال عنف متعمّدة أو لإصابات غير مباشرة بسبب القصف وتبادل إطلاق النار والقنابل التي لم تنفجر والألغام. إضافة إلى ذلك، هناك تقارير متزايدة مثيرة للقلق حول عمليات قتل خارج نطاق القانون شهدتها منظمات مثل منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش. تستمر المجتمعات في الإبلاغ عن حوادث عنف وسوء معاملة، ويعيش الكثير من الناس في خوف مستمر.
نحن قلقون للغاية من أن العنف الجنسي كان، ولا يزال، شكلاً متكررًا من أشكال العنف في جميع أنحاء المنطقة خلال هذا الصراع.
السودان
حتى يونيو/حزيران، عبر أكثر من 63,000 شخص الحدود إلى السودان كلاجئين. لا يزال معظم اللاجئين في السودان غير قادرين على الحصول على احتياجاتهم الأساسية كالمأوى والمياه والطعام. يجب أن تكثّف جميع المنظمات الإنسانية استجابتها على الفور لتلبية احتياجات الناس.
هناك نحو 14,000 لاجئ في منطقة العبور والحدود في الحميدية حيث لا يزال المأوى والحصول على الغذاء وخدمات الصرف الصحي ومياه الشرب النظيفة يمثل مشكلة. يعيش معظم اللاجئين في الحميدية، وخاصة أولئك الذين ليس لديهم مأوى، في جميع أنحاء القرية داخل المجتمع المضيف. وتتواجد فرقنا في المعابر الحدودية ومراكز العبور في قرية الحميدية والهشابة.
وفي الواقع، يُنقَل الناس من بلدة الحميدية بوتيرة بطيئة إلى المخيمَين الدائمَين في ولاية القضارف جنوب السودان، وهما أم راكوبة والطنيدبة. ويؤوي كل مخيم نحو 20,000 شخص.
تبقى احتياجات اللاجئين في المخيمات مرتفعة
مرت سبعة أشهر وما زالت منظمة أطباء بلا حدود قلقة بشأن الخدمات المحدودة للغاية في مخيمي أم راكوبة والطنيدبة. ورغم تحسن الظروف في المخيمات مقارنة بالمراحل السابقة، إلا أنّ احتياجات الناس لا تزال مرتفعة، خاصة مع قدوم موسم الأمطار.
هناك حاجة ماسة للقيام بأنشطة الوقاية من الفيضانات وتدعيم الخيام وبناء المراحيض، إذ يشكل انعدام المياه والمراحيض مصدر قلق شديد، ولا يمكن الاستهانة بخطر الكوليرا.
إنّ وضع مخيم أم راكوبة أفضل مقارنة بوضع مخيم الطنيدبة الذي أنشئ على تربة القطن السوداء التي لا تمتصّ الماء.
موسم الأمطار البائس في الطنيدبة يدفع اللاجئين إلى المخاطرة بحياتهم
دمرت العاصفة التي ضربت مخيم الطنيدبة في أوائل شهر مايو/أيار أكثر من 200 خيمة، وتلتها عاصفة ثانية أدت إلى تدمير معظم الخيام المتبقية في المخيم. وقد استطاع بعض اللاجئين تعزيز خيامهم مسبقا، إلاّ أنّ أغلبهم يفتقد إلى المواد والتمويل الضروريين للقيام بذلك. لذلك، فقد اضطر الكثير من اللاجئين إلى مشاركة الخيام أو الملاجئ الجماعية.
وقد أثار منشور تمّ توزيعه في شهر أبريل/نيسان للتحذير من خطر تضرر الخيام والممتلكات خلال موسم الأمطار بالإضافة إلى العاصفة الأولى التي ضربت المخيم في أوائل شهر مايو/أيار نوبة هلع في مخيم الطنيدبة. وعبّر الكثير من اللاجئين عن رغبتهم بمغادرة المخيم بسبب قلقهم بشأن موسم الأمطار.
فكل صباح، يغادر عشرات اللاجئين، فيعبر بعضهم المعبر الحدودي في الحميدية، حيث يعودون إلى منطقة النزاع في تيغراي، بينما يتجه البعض الآخر إلى المخيم الواقع في الهشابة في الداخل السوداني. إلاّ أنّ معظم اللاجئين يتّجهون إلى ليبيا حيث يعرّضون حياتهم للخطر خلال محاولتهم الوصول إلى أوروبا.
استجابة منظّمة أطباء بلا حدود
إثيوبيا
المنطقة الشرقية من تيغراي
- تدعم منظّمة أطباء بلا حدود مستشفى آديغرات الذي توقف جزئيًا عن العمل. تدير طواقمنا الطبية غرفة الطوارئ في المستشفى، بالإضافة إلى أقسام المرضى المقيمين والجراحة وطب الأطفال والتوليد والصحة النفسية. كما تقدم الطواقم الرعاية في قسم العيادات الخارجية للأطفال دون سن الخامسة.
- ندعم 15 مراكزًا صحيا في المنطقة، كما ندير عيادتين متنقلتين تحاول طواقمنا من خلالها الوصول إلى المزيد الأشخاص ومن المراكز الصحية في المناطق الريفية.
المنطقة الوسطى من تيغراي
- في بلدتَي آدوا وأكسوم، نقدم الرعاية الصحية الأساسية إلى بعض النازحين والسكان المحليين، ويشمل ذلك بعض مناطق النازحين في البلدتين. وتؤمن 15 عيادة متنقلة إمكانية حصول الأشخاص الذين يعيشون في المناطق المحيطة على الرعاية الطبية.
- وفي آدوا أيضا، نقدم الإمدادات الأساسية إلى مستشفى دون بوسكو، كما أنشأنا مركز تغذية علاجية للمرضى المقيمين للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الشديد.
- في أكسوم، ندعم المستشفى ومركزين صحيين بالإمدادات الأساسية، بما فيها الأدوية والغذاء للمرضى.
- في بلدة أبي عدي، غربي ميكيلي، يدعم طاقمنا المركز الصحي بالخدمات الطبية، بعد أن قمنا بترميمه عقب عمليات النهب. وتشمل هذه الخدمات أقسام الطوارئ والمرضى المقيمين والأمومة والجراحة والعيادات الخارجية.
- وفي بلدة أبي عدي كذلك، نجري عيادات متنقلة في المنطقة ونعمل على إحالة المرضى إلى المركز الصحي.
المنطقة الشمالية الغربية من تيغراي
- في شير، نقدم الدعم لجناح الأطفال وجناح التغذية العلاجية المكثفة للمرضـي المقيمين (للأطفال المصابين بسوء التغذية) في المستشفى وتبرّعنا بالسلع للعديد من المراكز الصحية في المدينة.
- نزوّد عشرات آلاف النازحين في شير بالمياه وخدمات الصرف الصحي ومواد الإغاثة، مثل أدوات الطبخ والنظافة الصحية.
- تقدم طواقمنا الرعاية الطبية والنفسية عبر العيادات المتنقلة الموجودة في 16 موقعًا للنازحين في شير.
- في بلدة شيرارو، نقدم الدعم إلى مركز شيرارو الصحي الذي يقدم الآن خدمات للمرضى الذين تم قبولهم ونعمل على تسهيل الإحالات الطارئة إلى مستشفى شير.
- في شيرارو، تقوم ثلاثة فرق عيادات متنقلة بزيارات منتظمة للمواقع لتقديم الرعاية الطبية للنازحين بسبب خروج المراكز الصحية عن الخدمة.
- أما في بلدتي شيرارو وشاير، ندعم حملات تلقيح متعددة بما في ذلك اللقاحات الروتينية وحملات التلقيح ضد الحصبة والكوليرا.
- كما ندعم في البلدتين عمليات التلقيح ضد كوفيد-19 التي تستهدف المجموعات الأكثر عرضة للإصابة بالمرض والعاملين في مجال الرعاية الصحية، كما نقوم بأنشطة التوعية الصحية حول لقاح كوفيد-19 للمجتمع المحلي الأوسع نطاقا لتبديد الشائعات والمخاوف المتعلقة باللقاح.
المنطقة الغربية من تيغراي
- في هوميرا وأدي غوشو ودانشا وأدي ريميتس وغوندر وديبارك وماي كادر وأديباي والمنطقة الحدودية، ندير عيادات متنقلة للأشخاص المتروكين بدون الحماية الضرورية والمساعدة. كما نقدم التبرعات وندعم المرافق الصحية في هذه المناطق.
- تقدم فرقنا الدعم لمستشفى هوميرا.
- وفي منطقة أمهرا في أبدورافي (ميدر جينيت) على حدود المنطقة الغربية من تيغراي، نستمر في تقديم الدعم للنازحين المتبقين في البلدة وندير مركزًا صحيًا لعلاج لدغات الأفاعي وداء الليشمانيات الحشوي (مرض الكالازار).
المنطقة الجنوبية الشرقية
- في يونيو/حزيران، بدأنا تقديم الرعاية الصحية في مستشفى سامري الذي تضرر أثناء النزاع. ومع توسيع الفريق لنطاق عملياته، يقدم أفراده الدعم الطبي في جناح الولادة وقسمي العيادات الخارجية والمرضى المقيمين.
- كما تدير فرقنا عيادات متنقلة في المناطق المحيطة.
المنطقة الجنوبية من تيغراي
- أدارت فرقنا عيادات متنقلة وأعادت توفير بعض الخدمات في المراكز الصحية في بلدتَي هيوان وعدي كييه جنبًا إلى جنب مع موظفين من وزارة الصحة، حتى منتصف شهر يناير/كانون الثاني.
السودان
الحميدية
- عند معبر الحميدية الحدودي، تقدم فرقنا الرعاية الطبية للأشخاص الذين عبروا الحدود والمجتمع المحلي.
مخيم الهشابة
- نقدم في المخيم الاستشارات الطبية، بما في ذلك دعم أنشطة الصحة الإنجابية والتوعية الصحية.
أم راكوبة
- ندير عيادة تقدم الاستشارات الطبية، ونعاين الأشخاص بحثًا عن علامات سوء التغذية، ونساعد المرضى الذين يعانون من الأمراض غير السارية، مثل مرض السكري. كما ندعم الصحة الإنجابية للنساء الحوامل والأمهات الجدد، ونقدم استشارات الصحة النفسية.
- ندير عيادة متنقلة على أساس أسبوعي في قرية أم راكوبة لتوفير الرعاية الطبية لمجموعة أمهرة التي تقيم في القرية.
- تعمل فرقنا حاليًا على بناء مستشفى ميداني تبلغ طاقته الاستيعابية 30 سريرًا بالإضافة إلى 10 أسرّة عزل للأمراض السارية.
الطنيدبة
- نقوم بفحص الوافدين إلى منطقة الاستقبال في المخيم لتحديد احتياجاتهم الصحية، وتقديم العلاج حسب الحاجة.
- شيّدنا عيادة للمرضى المقيمين، حيث نقدّم الرعاية الأساسية والمتخصصة بما في ذلك علاج سوء التغذية والتلقيح.
- نقدَم الخدمات الطبية في المخيم لكل من اللاجئين والمجتمع المضيف.
- شيّدت فرق المياه والصرف الصحي التابعة لأطباء بلا حدود مراحيض ومحطة معالجة مياه لحالات الطوارئ للاجئين.