تشغل هايدي ميتون منصب مديرة أنشطة الصحة النفسية وبدأت مسيرتها مع أطباء بلا حدود منذ عام واحد وتعمل حاليًا في مشروع المنظّمة للأمراض غير السارية في إربد في الأردن.
يستقبل مشروع منظّمة أطباء بلا حدود للأمراض غير السارية في إربد في الأردن اللاجئين السوريين الذين يعيشون خارج المخيمات منذ ديسمبر/كانون الأول 2014. وفتحت المنظّمة هذا المشروع للاستجابة إلى الاحتياجات الهائلة البارزة لدى اللاجئين السوريين الذين يعيشون في مواقع خارج المخيمات.
ويستضيف الأردن حوالى 671,900 لاجئ مسجّل يُضاف إليهم عدد كبير من اللاجئين غير المسجّلين. ويعيش حوالى 125,783 لاجئاً سورياً في المخيمات بينما تتوزّع البقية على مدن وقرى متعدّدة في الأردن.
"رغم أنّ النازحين الذين يعيشون في مجتمعات مضيفة لا يتلقون دومًا المقدار نفسه من اهتمام وسائل الإعلام، ولكنّهم غالبًا ما يواجهون صعوبات في الحصول على الرعاية الصحية وغيرها من الخدمات الأساسية ويواجهون كذلك تحديات اقتصادية واجتماعية بينما يحاولون الاندماج في مجتمع جديد.
ويشكّل الأردنيون الأكثر حاجة نسبة 30 في المئة من المرضى في مشاريعنا وهم يعانون أيضًا من الأعراض نفسها بالإضافة إلى الوضع الاقتصادي والمالي الصعب.
671,900
671,9
125,783
125,783
يختبر الكثير من المرضى عوامل الإجهاد المتعدّدة الناجمة عن الأمراض المزمنة والصعوبات المالية والضغط العائلي وآثار العنف.هايدي ميتون، مديرة أنشطة الصحة النفسية
وبفضل عملنا في طاقم الصحة النفسية تعرفنا إلى احتياجات هؤلاء اللاجئين وسمعنا قصصًا كثيرة حيال ما يواجهه هؤلاء المرضى في حياتهم اليومية.
وبدأ الاهتمام بمجال الصحة النفسية ضمن مشروع الأمراض غير السارية في إربد عام 2016 والتحق به 360 مريضًا وتمّ تنظيم 2548 جلسةً فرديةً و37 جلسةً جماعيةً.
وأبصر هذا البرنامج النور نتيجة الاعتراف بأهمية دعم المريض "بأكمله"؛ أي أنّه بغية تحسين الصحة الجسدية لأي مريض، يحتاج هذا الأخير الذي يختبر ضغوطات شديدة إلى المساعدة في إدارة التأثيرات العاطفية والاجتماعية الناجمة عن هذه الضغوطات.
والسكان البالغون المتأثرون بحالات الطوارئ هم أكثر عرضةً للإصابة باضطرابات الصحة النفسية مثل الكآبة والقلق واضطرابات ما بعد الصدمة ويستمر الكثير من مرضانا حتّى في السنوات التي تلي وصولهم إلى بر الأمان باختبار هذه الأعراض.
ومما لا شكّ فيه أنّ الأوضاع قد تتدهور إن استمر الأفراد بالعيش وسط ظروف معيشية مجهدة. وتؤدّي هذه العوامل مجتمعةً لظهور أكبر تحديات يواجهها طاقم الصحة النفسية نظرًا لاختبار الكثير من المرضى عوامل الإجهاد المتعدّدة الناجمة عن الأمراض المزمنة والصعوبات المالية والضغط العائلي وآثار العنف، بالإضافة إلى مشاعر الحزن والأسى إمّا على منازلهم التي خسروها أو على فقدان أشخاص عزيزين على قلوبهم.