ما زال المدنيون عالقين في القتال العنيف بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، إذ تعالج فرقنا جروحًا ناتجة عن الانفجارات والأعيرة النارية والطعن. وقد نزح نحو 8 ملايين شخص، بينما فر نحو ثلاثة ملايين آخرين بحثًا عن الأمان خارج السودان.
تشكل الأنشطة المتعلقة بعلاج سوء التغذية وحملات التطعيم أولوية بالنسبة لأطباء بلا حدود في السودان، كما كان الحال عليه قبل أبريل/نيسان 2023. ولكن، يصبح تنفيذ هذا العمل أكثر صعوبة في سياق لا يمكن فيه تسليم الإمدادات، بالإضافة إلى تعرّض المرافق الصحية والعاملين فيها للهجوم والنهب.
وعلى الرغم من التحديات، تعمل فرقنا في 11 ولاية من أصل 18 ولاية في السودان بهدف توفير الرعاية الطبية والخدمات الأساسية التي يحتاجها الناس بشكل عاجل.
أنشطتنا في السودان
حتى بعد أن خلصت لجنة مراجعة المجاعة التابعة للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي إلى أن المجاعة جارية في مخيم زمزم للنازحين بولاية شمال دارفور، تكافح فرقنا لتوفير الرعاية من سوء التغذية للأطفال الذين يعيشون هناك. ويرجع هذا إلى حد كبير إلى النقص الحاد في الإمدادات، الناجم عن الحصار من قبل الأطراف المتحاربة. وفي أماكن أخرى في جنوب الخرطوم، نشهد ارتفاعًا في حالات سوء التغذية في مستشفى بشائر التعليمي. فمنذ يناير/كانون الثاني 2024، عالجنا 39,000 حالة سوء التغذية في جميع أنحاء السودان.
تتكشف واحدة من أسوأ حالات الطوارئ الصحية للأمهات في العالم في ولاية جنوب دارفور. ففي الفترة الممتدة من يناير/كانون الثاني إلى أغسطس/آب 2024، شهد مستشفيا نيالا التعليمي وكاس الريفي 46 حالة وفاة بين الأمهات، علمًا أنّ فرق أطباء بلا حدود توفر الرعاية التوليدية وغيرها من الخدمات في هذين المستشفيين. ويُشار إلى أن ندرة المرافق الصحية العاملة وتكاليف النقل الباهظة يؤديان إلى وصول الكثير من النساء الحوامل والنساء في طور المخاض إلى المستشفى في حالة حرجة.
حتى قبل اندلاع النزاع، كانت تغطية التطعيم ضد الأمراض التي يمكن الوقاية منها على غرار الحصبة منخفضة في السودان. أمّا الآن، فيتوقع أن يفوت المزيد من الأطفال تطعيماتهم بسبب الحرب. لذلك، توفر فرقنا اللقاحات الاستدراكية والروتينية. وحتى الآن في عام 2024، قدمنا أكثر من 70,000 لقاح. وفي ولاية النيل الأبيض، تعاونّا مع وزارة الصحة لتطعيم الأطفال ضد الحصبة أثناء تفشي المرض، علمًا أنّنا قد شهدنا انخفاض مؤشرات المرض منذ ذلك الحين.
تُشكّل الخدمات الجراحية، بما في ذلك رعاية الإصابات المرتبطة بالحرب، إحدى الأنشطة الرئيسية لأطباء بلا حدود في السودان. وعلى الرغم من اكتظاظ غرف الطوارئ ونقص الإمدادات، تعمل فرق الطوارئ لدينا جنبًا إلى جنب مع موظفي المستشفى لإجراء العمليات الجراحية المنقذة للحياة للأشخاص المصابين بطلقات نارية وانفجارات القنابل. ويشمل ذلك الأطفال، الذين يشكلون واحدًا من بين كل ستة جرحى حرب في مستشفى بشائر التعليمي في جنوب الخرطوم.
لقد ثبت أن نقل المساعدات الإنسانية في مختلف أنحاء السودان أمر بالغ الصعوبة، سواء بسبب تدمير الطرق، أو لأن طرق النقل العادية أصبحت شديدة الخطورة. كما تعمل الأطراف المسلحة عمدًا على منع تسليم إمداداتنا. ولا تؤدي هذه العراقيل غير المبررة إلا إلى منع الناس من تلقي الرعاية الطبية. نواصل دعوة الأطراف المتحاربة، وأولئك الذين لديهم نفوذ عليها، إلى ضمان تسليم المساعدات الإنسانية من دون عوائق في مختلف أنحاء السودان.