Skip to main content
US ASYLUM RESTRICTIONS ARE DEEPENING THE CRISIS ALONG THE MEXICAN BORDER

قيود الولايات المتحدة على طلب اللجوء تعمق الأزمة على الحدود المكسيكية

  • يتعرّض المهاجرون من أمريكا الوسطى إلى مستويات مروعة من العنف في طريقهم عبر المكسيك الذي لا يمكن اعتباره بلداً آمناً لهم
  • إنّ سياسات الولايات المتحدة تترك اللاجئين وطالبي اللجوء في المكسيك عرضةً للمزيد من العنف
  • أطباء بلا حدود تناشد الولايات المتحدة والمكسيك معالجة القضايا في صلب الأزمة على الحدود بينهما
     

مكسيكو سيتي/نيويورك – تسببت السياسات الحالية والمقترحة التي تهدف إلى تقييد إمكانية طلب اللجوء في الولايات المتحدة، إضافة إلى عدم رغبة الولايات المتحدة بسرعةِ معالجة طلبات المهاجرين في منافذ الدخول على طول الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، بفراغ إداري يترك طالبي اللجوء من أمريكا الوسطى عُرضةً للمزيد من العنف، حسب ما صرحت به منظمة أطباء بلا حدود. 

وتقدم أطباء بلا حدود في المكسيك المساعدة الإنسانية للناس الفارين من مستويات العنف المروعة في السلفادور وهندوراس وغواتيمالا. كثيرون منهم إما قُتل أفراد من أسرهم أو نجوا من الخطف والانضمام الإجباري للجماعات المسلحة والابتزاز والعنف الجنسي، وكثيرون أيضاً يخشون التعرض للقتل والعنف إذا ما أجبروا على العودة إلى بلدانهم. 

وفي هذا الصدد، يقول رئيس بعثة أطباء بلا حدود في المكسيك سيرجيو مارتن: "بالرغم من أن حظر طلب اللجوء الذي اقترحته الحكومة الأمريكية قد تم إيقافه مؤقتاً، إلا أن الكثيرين من مرضانا من أمريكا الوسطى يخبروننا أنهم يتفادون عبور الحدود، فهم يخشون أنهم حال وصولهم إلى الولايات المتحدة لن يتمكنوا من التقدم بطلب لجوء وسينتهي بهم المطاف بالترحيل إلى بلدان لا يأمنون فيها على حياتهم". 

يفرّ الغالبية العظمى من القادمين من أمريكا الوسطى الذين يسافرون عبر المكسيك هم من العنف والابتزاز والانضمام القسري للمنظمات والعصابات الإجرامية في هندوراس والسلفادور وغواتيمالا. وأثناء سفرهم شمالاً عبر المكسيك يتعرض الكثيرون لمخاطر إضافية – تشمل الاعتداءات والابتزاز والعنف الجنسي والاتجار بالبشر والاختطاف والمعاملة القاسية المذِلَّة غير الإنسانية والتعذيب على يد المنظمات الإجرامية التي تتحكم بهذه الطرقات. 

ووفق بيانات طبية لأشخاص عولجوا من قبل أطباء بلا حدود في ملاجئ في المكسيك، بلغت نسبة الذين عانوا من حادث عنف 68 في المئة من المهاجرين الذين يتجهون شمالاً عبر المكسيك، كما أنّ ثُلث النساء عانين من الاعتداءات الجنسية. وتُبين البيانات بوضوح أن المهاجرين يُستَهدفون بشكل خاص ويواجِهون معدلات مرتفعة غير عادية من العنف، ما يناقض فكرة أن المكسيك بلد آمن لآلاف المهاجرين الذين يسافرون شمالاً عاماً بعد عام بحثاً عن الحماية واللجوء. 

يفرّ الغالبية العظمى من القادمين من أمريكا الوسطى الذين يسافرون عبر المكسيك هم من العنف والابتزاز والانضمام القسري للمنظمات والعصابات الإجرامية، وأثناء سفرهم شمالاً عبر المكسيك يتعرض الكثيرون لمخاطر إضافية.

ويضيف مارتن: "نتحدث عن أناس بحاجة ماسة إلى تدابير حماية فعالة، كطلب اللجوء، فالكثير منهم معرضون للخطر في بلدانهم الأصلية وفي المكسيك، وإجبارهم على البقاء في المكسيك هو أمر غير إنساني وغير قانوني".

وقد زادت هذه الأخطار سوءاً في الأشهر الأخيرة، مع خشية الكثير من طالبي اللجوء من مخاطر الدخول إلى الولايات المتحدة. يُجبَر الكثير من الأفراد المعرضين للخطر على البقاء في المكسيك لأسابيع أو حتى لأشهر في ظروف محفوفة بالمخاطر وبوضع متقلّب للغاية. في نويفو لاريدو وحدها خلال الشهرين الماضيين أفاد واحد من كل أربعة مرضى عاينتهم فرق الصحة النفسية التابعة لأطباء بلا حدود عن تعرضه لحادثة اختطاف. 

وعلى مدى أكثر من ست سنوات، قدمت أطباء بلا حدود الرعاية الطبية والنفسية للمهاجرين واللاجئين المرتحلين عبر المكسيك، ووثقت حالهم الصعب وتعرضهم المستمر لحوادث العنف والإساءة على يد مختلف الجماعات الإجرامية التي تعمل في البلد دون خشية العقاب، وكذلك على يد السلطات المكسيكية. 

وتعتبر أطباء بلا حدود أن الإجراءات والسياسات الأمريكية الأخيرة للحد من الهجرة وردعها غير مقبولة – بما في ذلك إجراءات من قبيل إغلاق وعسكرة الحدود الأمريكية المكسيكية، وفصل الأسر والقُصَّر غير المصحوبين بذويهم في مراكز الاحتجاز في الولايات المتحدة، والترحيلات الجماعية للمهاجرين إلى أماكن لا يأمنون فيها على حياتهم إضافة إلى الجهور المتكررة من قبل الولايات المتحدة لإعلان المكسيك بلداً آمناً لطالبي اللجوء الذين ينتظرون البتَّ في طلباتهم. وتُقِرُّ كل من الاتفاقية الخاصة بوضع اللاجئين وإعلان كارتاخينا بحق طلب الأمان من العنف في المنطقة، وتحرِّم كلاً من الترحيل في حال كانت حياة شخص ما في خطر، ونقل اللاجئين إلى بلد ثالث ضد رغبتهم. 

وتابع مارتن: "من الضروري أن تجد الحكومات المعنية حلاً لهذه الأزمة الإنسانية في المنطقة. ويجب تقديم مستويات كافية من الحماية والمساعدة والاستجابة الإنسانية للمساهمة في تخفيف معاناة النازحين والاستجابة للعنف البالغ الذي يواجهونه سواء في بلدانهم الأصلية وأثناء تنقلهم عبر المكسيك". 

فالكثير منهم معرضون للخطر في بلدانهم الأصلية وفي المكسيك، وإجبارهم على البقاء في المكسيك هو أمر غير إنساني وغير قانوني. سيرجيو مارتن، رئيس بعثة أطباء بلا حدود في المكسيك

قدمت أطباء بلا حدود منذ عام 2012 الرعاية الطبية والنفسية لمهاجرين ولاجئين معظمهم من هندوراس وغواتيمالا والسلفادور على طول طريق الهجرة عبر المكسيك. وقد قدمت فرقنا المساعدة في ولايات تاباسكو وفاراكروز وتاماوليباس وأواخاكا وتشياباس وهيدالجو وولاية مكسيكو وسان لويس بوتولسي وغواناخواتو وخاليسكو ومكسيكو سيتي.

المقال التالي
الهجرة عبر البحر الأبيض المتوسط
بيان صحفي 12 يونيو/حزيران 2019