Skip to main content
Greenpeace and MSF - Lesvos, Greece

سياسات الاتحاد الأوروبي تُعقد أزمة الصحة النفسية بين أوساط طالبي اللجوء على الجزر اليونانية

أطبّاء بلا حدود تدعو السلطات اليونانية إلى إعادة توطين طالبي اللجوء فورًا إلى البر اليوناني الرئيسي.

تتكشف فصول حالة طوارئ مرتبطة بالصحة النفسية لطالبي اللجوء على الجزر اليونانية، وتنجم أساسًا عن الظروف المعيشية المتردية والإهمال والعنف، وفقًا لتقرير أصدرته اليوم المنظمة الطبية الدولية أطبّاء بلا حدود. تدعو المنظمة الاتحاد الأوروبي والسلطات اليونانية إلى التوقف عن إلحاق المزيد من المعاناة بأشخاص متضررين ومصابين مسبقًا بصدمات، وإلى إعادة توطين جميع طالبي اللجوء فورًا من الجزر إلى البر اليوناني الرئيسي حيث يحظون بفرص أكبر للحصول على السكن اللائق والخدمات الصحية.

وتقول مديرة أنشطة الصحة النفسية لأطبّاء بلا حدود على جزيرة ساموس، جين غرايمز، "نجا هؤلاء الأشخاص من القصف والعنف المفرط والأحداث المأساوية المؤلمة في بلدانهم أو على الطريق باتّجاه أوروبا. ولكن المخجل هو أن ما يواجهونه على الجزر اليونانية هو ما يؤدّي إلى إصابتهم باليأس والإحباط ويحثّهم على إيذاء أنفسهم". وتُردف قائلةً، "تعالج فرقنا كل يوم مرضى يخبروننا أنهم يتمنون لو أنهم لقوا حتفهم في بلدهم عوضًا عن تعرضهم للاحتجاز هنا".

وكما هو مفصّل في تقرير أطبّاء بلا حدود المعنون "مواجهة أزمة الصحة النفسية الطارئة في ساموس وليسبوس"، فإنّ حجم احتياجات الرعاية الصحية النفسية وحدّة أحوال المرضى فاقت قدرة خدمات الصحة النفسية المُقدّمة على الجزر.

خلال شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب، وصل ما بين ستة وسبعة مرضى جدد أسبوعيًا إلى عيادة أطبّاء بلا حدود في ليسبوس وهم في أمسّ الحاجة إلى المساعدة بعد محاولات الانتحار، وحوادث إيذاء النفس أو النوبات الذهانية، وأُبلغ عن زيادة بنسبة 50 في المئة في عدد المرضى القادمين إلى عيادتنا مقارنةً به في الأشهر الثلاثة السابقة.

Living Conditions in Lesbos, Greece

ويفيد عدد كبير من مرضى أطبّاء بلا حدود أن العنف الذي يتمّ التعرّض له إمّا خلال الرحلة أو في اليونان هو من العوامل المُفاقمة للضائقة النفسية التي يختبرها الأشخاص. وأظهرت دراسة استقصائية أجرتها أطبّاء بلا حدود ومركز "إبيسنتر" في ساموس في أواخر عام 2016 وأوائل عام 2017 أن نحو نصف الذين شملتهم الدراسة تعرضوا للعنف في أثناء مرورهم عبر تركيا، وما يقارب ربع ذلك العدد تعرضوا للعنف منذ وصولهم إلى اليونان.

كما وبيّنت الدراسة أن الأشخاص الذين وصلوا إلى ساموس بعد إبرام الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا في مارس/آذار 2016 أفادوا عن ازدياد العنف في تركيا واليونان مقارنةً بما اختبره الذين وصلوا قبل دخول الاتفاق حيز النفاذ. ويُزعم أن بين 50 في المئة و70 في المئة من العنف هذا ترتكبه سلطات الدولة.

تدعو أطبّاء بلا حدود السلطات اليونانية إلى إعادة توطين طالبي اللجوء فورًا إلى البر اليوناني الرئيسي، وكتدبير عاجل، إلى زيادة توفير الرعاية الصحية النفسية وغيرها من الخدمات الأساسية لتلبية احتياجات الرجال والنساء والأطفال المصابين بصدمات نفسية حادة.

وتقول مديرة أنشطة الدعوة إلى التغيير الخاصة بأطبّاء بلا حدود في اليونان لويز رولاند جوسلين، "نقل الأفراد إلى البر الرئيسي واجب إنساني. تعتبر السلطات الأوروبية واليونانية مسؤولة مباشرةً عن هذه المعاناة. وإن ضعف الناس الشديد والإخفاق الكامل للأنظمة على الجزر يتركهم من دون أي خيار آخر".

تعمل أطبّاء بلا حدود على توفير المساعدة الطبية والإنسانية لطالبي اللجوء والمهاجرين في اليونان منذ العام 1996. واليوم توفر أطبّاء بلا حدود الخدمات الطبية في أثينا وأتيكا ووسط اليونان وإبيروس، وعلى جزيرتَي ليسبوس وساموس أيضًا. وأجرت فرق المنظمة في اليونان بين يناير/كانون الثاني وأغسطس/آب 2017 ما يزيد عن 21,600 استشارة. تعمل أطبّاء بلا حدود في ليسبوس منذ يوليو/تموز 2015.

ما بين يناير/كانون الثاني وأغسطس/آب 2017، أجرى فريق أطبّاء بلا حدود في ليسبوس 2,100 استشارة طبية، و1,060 استشارة مرتبطة بالصحة الجنسية والإنجابية، و1,270 جلسة رعاية نفسية سريرية. تدير أطبّاء بلا حدود مأوًى مؤقتًا للأفراد الأكثر حاجة في فاثي في ساموس والذي يسعه استضافة ما يصل إلى 80 شخصًا.  أجرى فريق أطبّاء بلا حدود في ساموس 460 جلسة رعاية نفسية سريرية ما بين يناير/كانون الثاني وأغسطس/آب 2017.

المقال التالي
اليونان
تحديث حول مشروع 10 أبريل/نيسان 2016