Skip to main content
HIV MEDICATIONS
صورة للأدوية المختلفة التي قد يتناولها الشخص المصاب بفيروس نقص المناعة البشرية بشكل يومي.

انعدام اليقين بشأن برنامج بيبفار يعرّض ملايين الأشخاص للخطر

صورة للأدوية المختلفة التي قد يتناولها الشخص المصاب بفيروس نقص المناعة البشرية بشكل يومي.
  • تشهد منظمة أطباء بلا حدود تداعيات قرار الحكومة الأمريكية بتجميد برنامج بيبفار في البلدان التي نعمل فيها.
  • رغم صدور توضيح بشأن القرار في السادس من فبراير/شباط، ما زلنا نشعر بالقلق من عدم إدراج الجوانب الرئيسية للوقاية من فيروس نقص المناعة البشري في التوجيهات الإضافية.

نيويورك/ جوهانسبرغ/ بروكسيل - أدى قرار الحكومة الأمريكية بتجميد تمويل خطة بيبفار، التي تمثل خطة الرئيس الأمريكي الطارئة للإغاثة من الإيدز، وجميع المساعدات الخارجية الأخرى لمدة لا تقل عن 90 يومًا إلى آثار فورية على الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية وفقًا لما أفادت به منظمة أطباء بلا حدود. ورغم تأكيد الولايات المتحدة على أن بعض برامج العلاج يمكن أن تستمر حتى أبريل/نيسان على الأقل، ما زلنا نشعر بالقلق من استمرار تجميد بعض المكوّنات الأساسية في برنامج بيبفار.

وفي هذا السياق، توضح المديرة التنفيذية لأطباء بلا حدود في الولايات المتحدة الأمريكية، أفريل بينوا، "بعد أكثر من ثلاث أسابيع على تجميد الحكومة الأمريكية لتمويل بيبفار، ما زال الارتباك وانعدام اليقين سيّدا الموقف مع تساؤلات عما إذا كان شريان الحياة الحيوي هذا الذي يعتمد عليه ملايين الأشخاص قد انقطع بالفعل. ورغم الإعفاء المحدود الذي يغطي بعض الأنشطة، إلا أنّ ما نشهده في الكثير من البلدان حيث نعمل يشير إلى بدء انقطاع هذه الرعاية المنقذة للحياة عن الكثيرين من دون أي فكرة عما إذا كان علاجهم سيستمر أو متى سيتم ذلك".

وتضيف، "تدعو أطباء بلا حدود حكومة الولايات المتحدة إلى استئناف تمويلها لكافة مكوّنات برنامج بيبفار ولغيره من المساعدات الصحية والإنسانية الضرورية".

تدعو أطباء بلا حدود حكومة الولايات المتحدة إلى استئناف تمويلها لكافة مكوّنات برنامج بيبفار ولغيره من المساعدات الصحية والإنسانية الضرورية. أفريل بينوا، المديرة التنفيذية لأطباء بلا حدود في الولايات المتحدة الأمريكية

في الأوّل من فبراير/شباط، بعد أسبوع من الفوضى وتجميد الأنشطة، أصدرت الحكومة الأمريكية إعفاءً محدودًا يسمح باستئناف بعض البرامج مع توجيهات محددة حول فيروس نقص المناعة البشري. إلا أن هذه التوجيهات لم تكن واضحة، ولم تصل على الفور إلى الفرق المسؤولة عن برنامج بيبفار في البلدان المعنية. فأطباء بلا حدود لم تشهد على امتداد شبكة معارفها الواسعة أي منظمة قادرة على استئناف العمل بالاستناد إلى هذا التوجيه المحدود حول الإعفاءات. وفي 6 فبراير/شباط، أصدرت الحكومة المتحدة الأمريكية إرشادات موضّحة بشأن الرعاية والعلاج والوقاية من فيروس نقص المناعة البشري في البرامج المعنية بانتقال العدوى من الأم إلى الطفل.

ومع ذلك، ما زال الوضع يدعو إلى القلق مع عدم تطرّق الإرشادات الإضافية إلى الجوانب الأساسية للوقاية من فيروس نقص المناعة البشري وعلاجه والرعاية والدعم المرتبطين به، فلم تشمل العلاجات الوقائية قبل التعرض لجميع الفئات المعرضة للخطر كمجتمع الميم عين والعاملين في مجال الجنس، ولم تتحدّث عن التدخلات الموجهة للمراهقات والشابات في البلدان التي ينتشر فيها الوباء بشكل واسع أو عن برامج المراقبة التي يقودها المجتمع المحلي، رغم كون جميع هذه الخدمات ضروريًا لضمان استجابة فعّالة للوباء.

وفي حين لا تقبل منظمة أطباء بلا حدود أي تمويل من حكومة الولايات المتحدة ولن تتأثر مباشرةً بخفض تمويل برنامج بيبفار أو تجميده، تعتمد الكثير من أنشطتنا على البرامج التي تم إيقافها. وقد اضطررنا في بعض الأماكن إلى تكييف أنشطتنا أو تغييرها، إذ بدأنا بلمس الآثار غير المباشرة لهذا التجميد في مشاريعنا في حول العالم.

في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، حيث تدير أطباء بلا حدود العديد من البرامج التي تُعنى بفيروس نقص المناعة البشري والإيدز وغيرها من البرامج الصحية المرتبطة بمكافحة الفيروس، بدأنا نشهد تداعيات الوضع على المرضى. وفي جنوب إفريقيا، أُغلقت الكثير من العيادات التي تقدم خدمات فيروس نقص المناعة البشرية، بما في ذلك خدمات الفحص والعلاج والوقاية قبل التّعرض من خلال المنظمات الممولة من بيبفار، مما ترك الناس في حيرة وقلق بسبب عدم معرفتهم من أين سيحصلون على أدويتهم الضرورية.

وفي موزمبيق، اضطرت إحدى أهم المنظمات الشريكة لأطباء بلا حدود والتي توفر خدمات شاملة للمصابين بفيروس نقص المناعة البشري إلى وقف أنشطتها بالكامل. وفي زيمبابوي، أوقفت معظم المنظمات التي توفر خدمات فيروس نقص المناعة البشري عملها كذلك، مما عرقل برنامج "دريمز" الذي يهدف إلى تقليل معدل الإصابة بفيروس نقص المناعة البشري بين المراهقات والشابات.

إنّ أي انقطاع في الخدمات المرتبطة بفيروس نقص المناعة البشرية وعلاجه يثير قلقًا كبيرًا بين المرضى الذين يتلقون الرعاية، ويتحوّل إلى حالة طوارئ في مجال علاج الفيروس. توم إلمان، مدير الوحدة الطبية لأطباء بلا حدود في جنوب إفريقيا

ويشير مدير الوحدة الطبية لأطباء بلا حدود في جنوب إفريقيا، توم إلمان، إلى أن "أي انقطاع في الخدمات المرتبطة بفيروس نقص المناعة البشرية وعلاجه يثير قلقًا كبيرًا بين المرضى الذين يتلقون الرعاية، ويتحوّل إلى حالة طوارئ في مجال علاج الفيروس. من الضروري تناول أدوية فيروس نقص المناعة البشري بشكل يومي وإلا سيزداد خطر تطوير الناس لمقاومة ضد الدواء أو إصابتهم بمضاعفات صحية مميتة".

في جمهورية الكونغو الديمقراطية، يلقي تجميد المساعدات بظلاله على النموذج الأنجح لتوزيع الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية في العاصمة كينشاسا، والذي يقوم على نقاط التوزيع المجاني ودعم الأقران التي تديرها المجتمعات المحلية، والمعروفة محليًا باسم "بودي". ففي بلد تنتشر فيه وصمة العار ضد المصابين بفيروس نقص المناعة البشري على نطاق واسع ويظل الفقر عائقًا أمام تلقي الرعاية، أثبتت هذه النقاط أنها نهج طبي ضروري في معالجة تأخير تلقي العلاج أو التخلي عنه. ومع إغلاق نقاط الرعاية التي يدعمها برنامج بيبفار وتجميد الأنشطة الأخرى، تُرك آلاف الأشخاص بدون دعم في ظل ارتفاع خطر إصابتهم بفيروس نقص المناعة البشري المتقدم. وفي هذه الظروف، قد لا تتمكن فرق أطباء بلا حدود التي تدعم رعاية فيروس نقص المناعة البشرية المتقدم في كينشاسا من تلبية الطلب المتزايد باستمرار هذه العراقيل.

أما في جنوب السودان، يبقى 51 في المئة من المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية غير مدركين لحقيقة وضعهم، فيما يتلقى 47 في المئة منهم العلاج. ولذلك فإنّ وقف هذا البرنامج سيترك آثارًا مدمرة على آلاف الأشخاص ومجتمعاتهم المحلية. فقد عملت أطباء بلا حدود إلى جانب برنامج بيبفار على توفير الرعاية الأساسية للمصابين بفيروس نقص المناعة البشري ورأت عن كثب كيف يمكن لهذا البرنامج أن ينقذ حياة الناس. لذلك، يحظى دعم برنامج بيبفار في هذا البلد بأهمية حيوية.

ترتبط البرامج التي تدعمها خطة بيبفار ارتباطًا وثيقًا بمكونات النظام الأمريكي للمساعدات الخارجية وتعتمد عليها بشكل كبير، ولا سيما الدعم المقدم من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية لتنفيذ البرامج فضلًا عن المساعدات الفنية وغيرها من المعونة التي تقدمها المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها. وبالنظر إلى أن تجميد المساعدات الخارجية وأوامر وقف العمل لا تزال تؤثر على الوكالات الأخرى، وفي ظل استدعاء موظفي هذه الوكالات أو إحالتهم إلى إجازة فورية، فمن غير الواضح متى وكيف ستتمكن الأنشطة المحدودة المسموح بها من استئناف العمل.

وتشرح بينوا، "ستؤدي هذه الانقطاعات إلى إزهاق الكثير من الأرواح وضياع سنوات من التقدم في مكافحة الفيروس. كل يوم يمر هو يوم طارئ بالنسبة لملايين الأشخاص الذين يعتبرون برنامج بيبفار بمثابة شريان حياة".

ستؤدي هذه الانقطاعات إلى إزهاق الكثير من الأرواح وضياع سنوات من التقدم في مكافحة الفيروس. أفريل بينوا، المديرة التنفيذية لأطباء بلا حدود في الولايات المتحدة الأمريكية

دُمجت البرامج التي تدعمها خطة بيبفار بشكل عميق في الأنظمة الصحية للبلدان الشريكة على مدار أكثر من عشرين عامًا، وبالتالي فإن تداعيات هذه الانقطاعات من شأنها أن تترك آثارًا بعيدة المدى. فبعض الخدمات المتأثرة لا تقتصر على مجرد العلاج والوقاية من فيروس نقص المناعة البشري، كما هو الحال في أوغندا حيث توقفت جميع الأنشطة المدعومة من خطة بيبفار لمراقبة الأمراض المعدية والاستجابة لها، ومن بينها تلك المرتبطة بفيروس الإيبولا.

ويقول إيلمان، "عندما بدأت أطباء بلا حدود بعلاج المصابين بفيروس نقص المناعة البشري/الإيدز في جنوب إفريقيا قبل 25 عامًا، لم تكن الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية متوفرة، وكان كل تشخيص يبدو وكأنه حكم بالإعدام، بينما كانت المجتمعات المحلية تكافح يائسة للحد من انتشار الفيروس".

ومنذ ذلك الحين، ساعد الدعم الذي قدمته خطة بيبفار على إنقاذ حياة أكثر من 25 مليون شخص وشجّع على أن تكون مكافحة فيروس نقص المناعة البشري عالمية بحق. لكن استمرار النجاح يعتمد على استمرار الوصول إلى جميع مكونات البرامج والخدمات والمواد اللازمة لمكافحة فيروس نقص المناعة البشري، بما في ذلك خدمات الوقاية والعلاج، والبرامج الخاصة بالسكان والبرامج المستهدفة، والبرامج المتعلقة بالعنف القائم على النوع الاجتماعي، وغيرها من المجالات الحيوية.

وبصفتنا مقدمين للرعاية الصحية، فإننا نشعر بقلق عميق إزاء الانقطاعات في هذا البرنامج المنقذ للحياة.

وتشرح بينوا، "حتى الانقطاعات المؤقتة في المكونات الرئيسية لخطة بيبفار ستضر بالأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بفيروس نقص المناعة البشري والمصابين به على حد سواء. نحث حكومة الولايات المتحدة على الاستئناف الفوري لجميع عمليات تمويل المساعدات الإنسانية والصحية الحيوية، بما في ذلك كافة مكونات برامج بيبفار".

المقال التالي
حرب غزة وإسرائيل
تقارير 6 فبراير/شباط 2025